البيت الابيض لمواجهة إيران: إحياء الشراكات القديمة مع مصر والسعودية

البيت الابيض
التقارب السعودي- المصري يتم تحت رعاية أميركية، بعد عمليات جذب كان عنوانها العريض جزيرتي صنافير وتيران، اضافة الى العلاقة مع النظام السوري. فتَحْتَ أيّ عنوان سيجمع دونالد ترامب كل من مصر والسعودية؟

لطالما سعت السعودية الى قيادة العالم العربي، لتصبح الناطق الرسمي باسمه في المحافل الدولية، متكلة على تحالفاتها من الإدارات الأميركية المتعاقبة.

اقرأ أيضاً: اتصال ترامب بسلمان: هل حان موعد تحجيم إيران؟

غير ان مصر المنافسة التاريخية للسعودية على زعامة العالم العربي، ترى فرصتها الذهبية لأن تتصدّر المشهد بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي المقرب بدوره من ادارة الرئيس ترامب.
وبرزت امارة قطر في السنوات القريبة الماضية، كراع لبعض المصالحات في المنطقة، وخاصة لبنان اضافة الى دعمها المعارضة السورية وتمويلها حركة حماس بعد ان عملت على فصلها عن ايران تدريجيا، وتولت دعم الإخوان في الدول العربية لمنافسة السعودية التي راحت تدعم الاحزاب السلفية في مصر بشكل كبير حيث شعرت المملكة انها أزيحت قليلا من الواجهة مما فرض نوعا من تسوية قطرية سعودية.

والبارز انه بعد توليّ دونالد ترامب ادارة البيت الابيض، سعى الى توحيد قطبي الصداقة الأميركية العربية اي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، فكان ان تم تمهيد الطريق لاتفاق على هامش قمة عمّان العربية الاخيرة للقاء ثنائي بُعيد القمة أتى على شكل زيارة مصرية للسعودية مرتقبة اولا من اجل توحيد الجهود بوجه ايران الخصم، التي تتوسع سياسيا ومذهبيا في عدد من البلاد العربية كاليمن وسوريا ولبنان والعراق، ولتفعيل الحلف الاميركي – العربي بوجه حلف الممانعة الذي يجمع كل من ايران وسوريا والعراق وروسيا من جهة مقابلة.

لكن اللافت ان العدو المشترك للحلفين المتنازعين هو “داعش” والقاعدة. فأميركا والسعودية ومصر من جهة، وايران وحلفائها من جهة ثانية، ينادون بالقضاء على الارهاب والتشدد والتطرف الاسلامي!!

اما الهمّ المصري فينصّب على مواجهة حركة “الاخوان المسلمين” في مصر، وعلى حدودها في ليبيا.

فماذا يقول المحلل في شؤون الشرق الأوسط الدكتور سامي نادر لـ”جنوبية” عن دور ترامب في تثمير العلاقات المصرية- السعودية؟ وهل ستكون جهوده منصبّة على محاربة الإرهاب الإسلامي المتمثّل بالقاعدة و”داعش”، أم على مواجهة ايران والتمدد الشيعي في الدول العربية؟

اعتبر الدكتور سامي نادر ان “الدورين الاثنين هما هدف دونالد ترامب، أي تثمير العلاقات المصرية- السعودية، ومحاربة الارهاب”.

و”سيركز ترامب، برأي الدكتور سامي نادر، مدير مركز المشرق للدراسات الإستراتيجية، على تقوية وتعزيز محور الإعتدال، وقبل ان ندخل في هذا الموضوع، هناك ما نطق به دونالد ترامب في خطاب القسم، وكرره أيضا امام الكونغرس الأميركي، حيث قال انه سيضع استراتيجية مواجهة “داعش”، وسيعيد إحياء الشراكات القديمة مع كل من المملكة العربية السعودية ومع مصر، تحت هذا العنوان”.سامي نادر

ويتابع نادر “لأن واشنطن بنت علاقة قوية مع مصر منذ توقيع معاهدة كامب دايفيد في السبعينيات خلال عهد الرئيس المصري أنور السادات، ومع المملكة السعودية منذ قرن من الزمن”.

“وتعود رغية ترامب الى احياء هذه الشراكات القديمة بسبب النتيجة التي توصلت إليها هذه العلاقة مع النكسة التي اصابت العلاقات العربية من جهة، ومع تركيا من جهة ثانية، خلال عهد الرئيس الأميركي السابق باراك اوباما، وسياسة الانفتاح التي قادها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، هذه السياسة التي اطاحت بكامل العلاقة الأميركية التقليدية مع العرب”.

ويرى الدكتور نادر ان “سياسة ترامب تأتي في اطار تفعيل العلاقة مع الحلفاء وتعزيز محور الاعتدال السنيّ، وايضا من اجل اضعاف المحورالشيعي بحسب ماكماستر مستشار ترامب لشؤون الأمن القومي الذي يعتبر ان إيران هي الخطر الاساس”.

واعتبر الخبير في الشؤون الدولية الدكتور سامي نادر ان “ترامب يضرب عصفورين بحجر واحد، فهو من جهة يريد اعادة احياء الشراكات القديمة، لهدفين الأول هو توازن قوى الاعتدال المتمثلة بقوى اقليمية كالسعودية ومصر، وثانيا من أجل مواجهة “داعش”. فهو يريد الارتباط بقوى الاعتدال السنيّ، لانه في حال تواصل مع الاكراد، او السنّة او دخل بمواجهة مع الاوروبيين فسيقع في حرب مذهبية. ولا بد ان نعود بالذاكرة الى الجنرال ديفيد بتريوس الذي استعمل في حربه ضد القاعدة القبائل السنية في العراق”.

اقرأ أيضاً: بالفيديو: ترامب يعلن أن لديه خطة ستقضي بسرعة على داعش

والسؤال الذي لا جواب عليه هو كيف يمكن لترامب محاربة “داعش” والتطرف الإسلامي وتنظيف المنطقة من الإرهاب، طالما ان القوى الصديقة للولايات المتحدة الأميركية والمناهضة لها تدعي محاربة “داعش” والارهاب؟

السابق
«الواقع اللاَّمرئيّ»… في رواية بدرية الكيومي
التالي
المشنوق: القيادة السعودية اكثر انفتاحا وتفهما لاستمرار العلاقات اللبنانية السعودية