الشيخ الحاج: ما قاله نصرالله حول الزواج المبكر غير مُثبت شرعا

أثار موضوع الزواج المبكر الذي تناوله السيد حسن نصرالله في خطابه منذ اسابيع قليلة الكثير من اللغط، ولا يزال كون هذا الكلام ليس مثبت شرعا وغير متفق عليه لدى الطائفة الشيعية بشكل خاص.

بحسب العلامة الشيخ محمد حسين الحاج، في تعليقه على خطاب السيد حسن نصرالله المثير، في “ستاتوس” على صفحته على الفايسبوك يورد التالي “على فكرة الزواج مش واجب”، وان “تحديد عمر القاصرات استنسابي”، لذلك “علينا العمل على اهلية الشاب والفتاة حتى يكون الزواج ناجحا”، و”ليس هناك حدود في كثرة المهر وقلته”، “فيجوز للولي ان يطلب المهر الذي يريد”، الا “انه يستحب تخفيف المهر تسهيلا للزواج”.

إقرأ ايضا: الخامنئي يريد اعادة المرأة الايرانية من العمل الى المنزل

من هنا، ورغم مرور أكثر من اسبوعين على طروحات نصرالله الاجتماعية لمناسة يوم المرأة المسلمة بخصوص الزواج المبكر لازالت التعليقات كبيرة وتردداتها تأخذ حيّزا واسعا في المجتمع اللبناني بشكل خاص. وفي الحلقة الأخيرة من هوا_الحرية، اعتبر رئيس المجمع الثقافي الجعفري الشيخ محمد حسين الحاج، ان “كلام نصرالله لا يُقصد من ورائه زواج القاصرات، بل الزواج المُبكر، حيث انه لا يجب على الأهل ترك الفتاة حتى تصير في الجامعة لتزويجها”.

واعتبر العلامة الحاج في اتصال مع “جنوبية” ان “الزواج له شروطه، وهو ايضا مستحب وليس واجبا، ولسنا كمسلمين مجبرين على تزويج بناتنا بعمر 12-13-14 وهو عمر الورود حيث على الفتاة ان تلعب وتلهو”.

“فالشرع، بحسب الحاج، أرجع قرار الزواج في السنّ المبكر للأهل، وجعل لكل حالة وضعيتها الخاصة، أولها الا يكون هناك مفسدة من هذا الزواج، وان يكون فيه مصلحة للبنت، وان يكون هذا الزوج قادر على اعالتها، وتطبيبها، وعلى ان يحترمها، وان تكون الزوجة قابلة للاستمتاع أيضا، بمعنى ان يكون جسمها مكتملا”. ويؤكد العلامة الحاج “ما قاله نصرالله حول الزواج المبكر غير مُثبت شرعا، فزواج النبي مثلا من عائشة له ظروفه”.

إقرأ ايضا: لماذا اصبحت مفاهيم الشيعة الإجتماعية اكثر رجعية؟

“لذلك، والكلام هنا لا زال للعلامة الحاج، الشارع المقدس ترك الامر لولي الامر، بشرط رضا الفتاة. وهذه هي المسألة الأساسية”.

علما انه “ثمة حالات تزويج بدأت من عمر 12 سنة لاجل المال والاعالة، رغم فارق السن الكبير بين الزوجين”. ويلفت الشيخ الحاج الى انه “ليس كل أمر حلال في الشرع هو امر مسموح. فالعقد المؤقت حلال عند الشيعة، لكن هل تلجأ المرأة المُطلّقة الى اجراء عقد مؤقت كل ثلاثة اشهر مثلا؟”.

ويختم العلامة الحاج ان “الزواج بعمر12-13-14 سنة للفتاة يجب ان يحوز على الصفات المكتملة بين الطرفين”.

من هنا، يظهر تماما ان تحديد عمر الزواج لدى جهات دينية شيعية لا يختلف كثيرا عن القانون اللبناني الذي يفرض سن 18 سنة لتسجيل الزواج للفتاة، مهما كانت طائفتها، رغم ان المسلمين السنّة، كما الشيعة، يعتقدون ان الزواج المُبكر يدفع المفسدة ويمنع الوقوع بالمحرمات، علما ان مفاسد الزواج المبكر اكثر من تأخر سنّ الزواج للفتاة.

ومعروف ان المسيحيين ايضا يؤيدون الزواج المبكر للفتاة، وهي بعمر الـ14 عاما، لكن ولكون الشريعة المسيحية تختلف في تطبيقاتها عن الشريعة الاسلامية نلحظ ان المجتمع والتطورات الاقتصادية والاجتماعية جعلت من مسألة تعليم الفتاة وتأمين مهنة لها تساعدها في مراحل حياتها المقبلة، دفعت بسن الزواج لأن يتأخر تلقائيا حتى عمر الدخول في المرحلة الجامعية، نظرا للمشاكل الناتجة عن الزواج المبكر، والذي غالبا ما يؤدي الى الطلاق.

إقرأ ايضا: الشيخ ياسر عودة يرد على الشيخ شرارة: لا للسلفيّة الشيعيّة!

وحماية المرأة اجتماعيا قبل الزواج المبكر يكون بتعليمها اكاديميا او مهنيّا، كذلك الامر هو نفسه بعد الطلاق حتى لا تقع فريسة الوحوش “الانسانية” الكاسرة.

وكانت الجمعيات النسوية والحقوقية في لبنان، اضافة الى حزب القوات اللبنانية، قد تقدموا بمشروع قرار الى مجلس النواب لرفع رفع سن الزواج، خاصة بعد خطاب نصرالله المزلزل، وبعد نجاح النائب ايلي كيروز، بدعم منه، في اقرار قانون تجريم المغتصب، وعدم القبول بتزويج المغتصبة له للتغطية على جريمته.

السابق
بحث وتحرٍ بحق ماريا معلوف
التالي
السفير التركي يرد على وزير السياحة اللبناني: سأبذل جهدي لزيادة سياحة الأتراك إلى لبنان