الحرب الإستخباراتية بين حزب الله وإسرائيل أفتك من حرب تموز

حزب الله وإسرائيل في ملعب المصالح الروسية.

نهاية الأسبوع الفائت صرح المتحدث بإسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن روسيا لم تمنح الضوء الاخضر لإسرائيل لتنفيذ عملياتها العسكرية على مواقع حزب الله المنتشرة في سوريا، وأكد على عد التباحث في الملف مع الجانب الإسرائيلي وليسوا بوارد البحث فيه. إيران بدورها توظف ترسانة حزب الله العسكرية التي بدأت تفصح عنها لإبعاد شبح اي حرب مقبلة تندفع إسرائيل لخوضها ضد اضخم ذراع عسكري لها؛ حزب الله. فقد أعلنت وكالة تسنيم عن إستلام حزب الله صواريخ باليستية بعيدة المدة، وبدوره كشف قيادي في الحرس الثوري الإيراني عن إنشاء إيران مصانع عسكرية في لبنان مخصصة لصناعة الصواريخ، وقد اوكلت لحزب الله إدارة المصانع الصاروخية.

من جهة اخرى وفي السياق نفسه وجهت الصحف الإسرائيلية إتهامها لروسيا بأنها جزء اساسي من تعاظم قدرة حزب الله العسكرية لأنها منحت عملياته العسكرية في سوريا شرعية، وسهلت تمرير أسلحته من مكان لآخر، وبهذا الشأن قالت صحيفة “يديعوت احرونوت” ان حزب الله وحركة النجباء التي أنشأت لواء لتحرير الجولان يستخدمان الأسلحة الروسية.

وتعليقاً على الموضوع يقول المتخصص بالشأن الروسي خالد عزّي لموقع «جنوبية» أن “روسيا لم تتوقف عن النظر لحزب الله كمنظمة إرهابية لإن العقلية الإستخباراتية لروسية لا تنسى الماضي، وتتصرف بأسلوب قذر، وما يحصل من إستغلال لحزب الله في سوريا قد يكون جزء من إنتقام موسكو.”

إقرأ أيضاً: مهزلة ومأساة: الجيش السوري يقاتل حزب الله

وعن مكانة حزب الله في الإستراتيجية الروسية خصوصاً وان الاخير اثبت جدارته في الدفاع عن نظام الاسد حليف بوتين، يقول عزّي “ان السيد حسن نصرالله يمنحنا الجواب الكافي عن مكانة حزب الله في المعارك الروسية في سوريا. إنه بحد ذاته يعطي إجابات في خطاباته، انه لا يدرك موقعه من الصراع الدائر حول سوريا، ويحاول دائماً الإبتعاد عن الصيغة الروسية في إدارتها للحرب، لأن روسيا منذ الحرب العالمية الثانية وصعود الإتحاد السوفياتي تدير حروبها وتحقق اهدافها، ولا تراعي ابداً الأطراف فكيف إذا كان حزب الله المنظور له من قبل المخابرات الروسية على انه قام في الحرب اللبنانية بخطف دبلوماسيين روس.”

وعن إمكانية إندلاع حرب بين حزب الله وإسرائيل، يقول عزّي أن روسيا منحت إسرائيل ضوءاً اخضر لخوض حرب إستخباراتية على حزب الله وذلك لمنعها من الذهاب بخيار نزاع على غرار تموز 2006.

إقرأ أيضاً: نظام الأسد يستهدف حزب الله بثلاث غارات في ريف حلب

الحرب الإستخباراتية تتيح لإسرائيل تدمر مواقع لحزب الله، ورغم رفض الجانب الروسي الإفصاح عن انه سمح لإسرائيل بتدمير مراكز الحزب اكثر من مرة في سوريا، ويضيف عزّي “لا يعني ان الضوء الاخضر ليس موجوداً. إن روسيا لا تريد إحراج نفسها أمام ايران التي تقدم أفضل الخدمات العسكرية لموسكو من خلال حزب الله والمنظمات الشيعية، وكذلك لن تدين اي عمل عسكري اسرائيلي.”

ويقول عزّي “لم يكشف الجانب الإسرائيلي او الروسي عن ما دار في لقاء بوتين ونتنياهو، ومن المؤكد ان الملفات كانت ساخنة وبدا الطرفان راضيان عن نتائج المباحثات رغم التكتم الشديد، وقد إكتفى اعلام الطرفين بالكشف عن نقطة واحدة هي البحث عن سبل إخراج إيران من سوريا، والضغط على حزب الله.

ويشير عزّي، مشكلة حزب الله انه تورط في لعبة الحروب الروسية، ولكن في حال ارادت إيران الرد على الإستغلال الروسي للوضع الراهن في سوريا، قد تفتح الجبهة الجنوبية مع لبنان، ولكن حينها لن يحصد لبنان نتائج إلا بالخضوع لقرارات مجلس الامن وتحويل قوات حفظ السلام “اليونيفيل” إلى قوات عسكرية والإنتقال لبنان من حالة البند السادس الى البند السابع أي قوات دولية عسكرية لديها صلاحيات القيام بعمليات عسكرية على الأراضي اللبنانية. ويختم عزّي إن حزب الله بات بأمس الحاجة إلى مراجعة نتائج الحرب السورية، والعودة إلى مؤتمر الشورى الذي توقف عن القيام به قبل سنوات.

 

 

السابق
إصدار مذكرة توقيف غيابية بحق النائب حسن يعقوب
التالي
ثلاث هزائم كبرى في سوريا