ما فات تقرير «العربية» عن حقيقة اغتيال بدر الدين

مصطفى بدر الدين
أشارت قناة العربية يوم أمس في تقرير أعدته إلى أنّ القيادي في حزب الله مصطفى بدر الدين قد قتل بمؤامرة مشتركة بين أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله وقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني.

عرضت قناة العربية يوم أمس الثلاثاء 7 أذار تقريراً أكّدت من خلاله، أنّ القيادي في حزب الله مصطفى بدر الدين لم يُقتل في قصف من جماعات متطرفة في سوريا كما أُعلن، وإنّما نتيجة لعملية اغتيال مخطط لها.

اقرأ أيضاً: مصطفى بدر الدين شبح غير موجود.. و«العربية» تبحث في هوية القاتل!

“العربية” وفي بداية التقرير لفتت إلى أنّ الأوساط اللبنانية قد تقبلت رواية حزب الله عن عملية الاغتيال، وهذا استنتاج منقوص من معدي التقرير، فالمجتمع اللبناني عموماً والشيعي خصوصاً لم يتلقف رواية العملية الإرهابية، وطرح تساؤلات عديدة غابت عن تقرير العربية منها أسباب عدم اتهام حزب الله للعدو الروتيني (اسرائيل)، وصولاً إلى اتهامه ثم التراجع من قبل بعض وسائل الإعلام التابعة للممانعة ولاسيما الميادين، إضافة إلى ربط القصف بالجماعات الإرهابية والتي اكدت مصادر متابعة في حينها، أنّها غير متواجدة في محيط المركز الذي يتواجد فيه بدر الدين، وأنّ أقرب نقطة تتواجد فيها تبعد مسافة 20 و15 كلم وليس (12) كما أورد تقرير “العربية” مما يسقط فرضية تورط تلك الجماعات.
وهذا ما أشار إليه موقع جنوبية في اليوم الثاني لمقتل بدر الدين في تقرير معنون بـ”رواية حزب الله حول اغتيال مصطفى بدر الدين «كاذبة» وتدحضها الوقائع!‏”.

بالعودة إلى التقرير، فإنّ ثلثيه لم يكن إلاّ معلومات عامة، أشارت في معظمها إلى تاريخ كل من السيد حسن نصرالله ومصطفى بدر الدين، متهمة كل من نصرالله وسليماني بالتخطيط لعملية تصفية “ذو الفقار”، ومتوقفة عند العلاقة المتوترة التي جمعت بين قائد فيلق القدس وقيادي حزب الله في الميدان السوري.

حتى الآن لا جديد، والدقيقة الثانية عشرة من التقرير قد شارفت على الإنتهاء ولم يبقَ إلا ست دقائق، إذ أنّ محلل شؤون الشرق الأوسط زافي باريل قد أشار في صحيفة هآرتس الاسرائيلية عقب اغتيال بدر الدين، إلى خلاف بينه وبين قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.
فيما أكدت صحيفة الراي الكويتية تواجد سليماني في موقع العملية ومغادرته قبل دقائق من حدوث الإغتيال.

تقرير “العربية” الذي توقف أيضاً عند خطاب نصرالله في ذكرى أسبوع بدر الدين ولغة الجسد، فاته أنّ لأمين عام حزب الله خطاب أخر ألقاه عشية الاغتيال حيث بكى خلاله عند استذكار الأئمة وتضحياتهم وهذه تعد سابقة، مما طرح تساؤلات في اوساط شيعية حيالها وحول الشائعات التي تمّ تداولها والتي أكدت أنّ بدر الدين اغتيل قبل إطلالة السيد وأنّه ولأسباب متعلقة بالحزب تمّ تأخير تعميم الخبر واعلانه لساعات.

اقرأ أيضاً: مصطفى بدرالدين وعماد مغنية.. والثأر الروسي

ما عرضته “العربية” يوم أمس (الثلاثاء)، مع كل الضوضاء الإعلامية يمكن اختصاره بنقطتين، الأولى صورة لموقع الاغتيال (لا يمكن التأكد من مصداقيتها) والثانية اسم مطلق الرصاصة بحسب المحطة وهو إبراهيم حسين جزيني.

الاتهام لأمين عام حزب الله وللشخص المذكور، نضعه برسم الحزب، مع الإشارة إلى أنّ بعض التحليلات آنذاك قد شككت بسقوط بدر الدين كضحية لصراع إيراني – روسي في المستنقع السوري.

السابق
سريّة الاقتراع تضمن حريّة التّعبير الانتخابي «لا تحدق بورقتي!»
التالي
المشنوق لعون: السعودية خط أحمر والإستراتيجية الدفاعية بيد الدولة فقط