الجبل في خطر والزعامة الجنبلاطية مهدّدة بالإغتيال السياسي

فيما لا تزال الأجواء السياسية يحكمها الضبابية بفعل البحث العقيم حول القانون الإنتخابي العتيد، تتجه الأنظار نحو المختارة والخطاب المرتقب لرئيس حزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط في التاسع عشر من الشهر الجاري وذلك ضمن المهرجان الضخم الذي يحضر له "البيك" بمناسبة ذكرى إغتيال والده كمال جنبلاط.

في وقت يسجّل رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد حنبلاط عدم إرتياح لمجريات المباحثات الجارية حول القانون الانتخابي، بسبب عدم مراعاتها لهواجسه النابعة من تهديد الوضع الديموغرافي للأقلية الدرزية، ترى مصادر مطلعة لـ “جنوبية”  أن هذه الذكرى ستكون بمثابة أفضل مناسبة لردّ جنبلاط على من يحاول تهديده بالاغتيال السياسي.

وقد علمت “جنوبية” أن المهرجان الذي يعد سيكون شعبيا ضخما وسيصل الحضور فيه إلى نحو عشرة ألاف، وذلك بهدف إستعراض قوته الشعبية أمام “المتناسين”.

إقرأ ايضًا: وراثة الزعامة الجنبلاطية لتيمور في حياة والده الوليد…

كما ربطت مصادر مطلعة بين إعلان تيمور جنبلاط قبل أيام ترشّحه للإنتخابات النيابية بديلا عن والده في دائرة الشوف، وبين هذا المهرجان الضخم، إذ لم تستبعد المصادر  أن يعلن جنبلاط الأب التوريث السياسي لنجله ضمن مشاركة وإلتفافة شعبية ضخمة.

ولا شك أن جنبلاط في خلافه مع رئيس الجمهورية ميشال عون الآن ليس بأفضل حالاته، سيما أن حليفه التاريخي رئيس مجلس النواب نبيه بري في صدد إعداد ورقة تفاهم مع التيار الوطني الحرّ، ليصبح بذلك جنبلاط وحده في المواجهة مع عون نظرا لكون حليفه الشيعي ذهب نحو خيار التوافق والتفاهم مع عون، إذ يبدو أن برّي لا يريد أن يكون رأس الحربة في مواجهة رئيس الجمهورية بل ذهب إلى إيجاد دور آخرا بأن يكون نقطة وسط بين الأفرقاء السياسيين.

ومن المعروف عن برّي محاولاته الدائمة أن يلعب دور الوسيط و”بيضة القبان” إلا أن هذا الدور فقده مع وصول عون الى كرسي بعبدا، سيما أنه لم يكن له دور في إختيار عون بل كان الدور الاساسي لحزب الله وتيار المستقبل. وبذلك تكون هذه المساحة التي يعمل بري على خلقها الوحيدة التي تكسبه دورا اساسيا في المرحلة المقبلة.

لذا من الممكن أن تكون ورقة التفاهم التي يطالب فيها بري مع التيار العوني معدّة لهذا الغرض، ومن الغير المستبعد أن تكون سبب ازدياد قلق جنبلاط من أي يكون بري يوجّه رسالة له “بأنك تسرعت في تأييد انتخاب عون وترشيحك له، وكان باستطاعتنا تجنب حدوث ذلك، وبالتالي لا تستطيع لومي على هذا الخيار”.

اقرأ ايضا: إصرار حزب الله على النسبية الكاملة ينذر بمواجهة شيعية – درزية

وفي ظل هذه الأجواء يحاول جنبلاط اليوم حماية نفسه، عبر استعراض شعبيته وتأكيد زعامته في ذكرى اغتيال والده، ولكن هل وصل الامر فعلا حدّ الاغتيال السياسي لزعامة الجبل مع اصرار حزب الله والتيار الحرّ على تطبيق النسبية الكاملة كقانون انتخابي في دائرة كبرى تبتلع الزعامة الجنبلاطية؟

في هذا السياق، لم يستبعد الكاتب والمحلل السياسي كمال ريشا في حديث لـ “جنوبية” أن يوظّف جنبلاط المهرجان لغرض الدفاع عن الوجود، ورأى أن “المهرجان المرتقب سيكون بمثابة ردٍّ على عون بأنه مكوّن أساسي في البلد ولا يمكن تخطيه”. وأضاف أن “جنبلاط ليس تفصيلا بل ركنا أساسيا في لبنان، فالمختارة عمرها 400 سنة في الحياة السياسية وهو الأمر الذي يفوت القوى المسيحية”.

وأشار ريشا أنه “ليس بهذه الخفة يتم التعامل مع المختارة، لذا سيكون المهرجان في هذا السياق”.

وفيما يتعلّق بإعداد الرئيس نبيه بري حليف جنبلاط التاريخي ورقة تفاهم مع رئيس الجمهورية ميشال عون، رأى ريشا أن “برّي يحاول تقطيع الوقت مع عون، مستبعدا إنجاز ورقة تفاهم بينهما”. وأضاف “وفي حال أنجزت ورقة تفاهم بالفعل فلن يتخلّى بري عن حليفه التاريخي وليد جنبلاط بل ممكن أن تشمله أيضًا”.

إلى ذلك رأى ريشا “إستحالة تنفيذ هذه الأوراق التي يعدها التيار الوطني مع الأفرقاء السياسيين، بداية مع حزب الله ومن ثم القوات اللبنانية، وصولا إلى التفاهم غير المعلن مع تيار المستقبل بإعتبار أنها تجمع بين 4 متناقضات، متسائلا كيف سيستطيع التيار أن يجمع ويوازن بين الجميع؟!”.

السابق
بالفيديو: إصدار نشيد لقائد الجيش الجديد «جوزيف عون»
التالي
تحذيرات من أسد طليق في الجنوب فرّ من مزرعة في كفرملكي