عين الحلوة واستنساخ التجربة اللبنانية

يبدو أن الاشتباكات المسلحة التي شهدها مخيم عين الحلوة في الأيام الفائتة تشكل حلقة من سلسلة تفجيرات واشتباكات أمنية طالت المخيم وحوّلته إلى بؤرة أمنية متوترة بشكل غير دائم.

سلسلة الاشتباكات بدأت منذ سنوات واستطاعت تفكيك الوحدة السياسية والأمنية للمخيم المذكور وحوّلته إلى جزر أمنية متعددة ومتناحرة فيما بينها، تحاول كل منها التمدد على حساب الأخرى.. وكل منها يستند إلى عامل خارجي يستقوي به.

اقرأ أيضاً: من هو «المعلّم» الذي يُخرِّب عين الحلوة؟

وبالتالي منعت منظمة التحرير الفلسطينية وعمودها الأساس حركة فتح من الإقدام على حسم أية معركة أو اشتباك حصل بين أحياء المخيم. هذا الانقسام الداخلي الذي يحتاج إلى ديمومة والمستند إلى عوامل إقليمية خارجية بحاجة إلى هزة بين الحين والآخر، وبالتالي صار الأمن في مخيم عين الحلوة على علاقة بما يجري في سورية.
وإذا كان الوضع في سورية يسير نحو تسوية روسية تقف في وجهها عدد من العوائق لكنها تؤشر لما سيحصل بعد الوصول إليها، ومنها خروج حزب الله وعودته إلى لبنان، الذي سيتأثر سلبياً بأي تسوية سيتم التوصل إليها هناك.
من هنا يمكن أن نتذكر أن ما حصل منذ فترة في مخيم المية ومية وإلى من آل النفوذ فيه، حيث تحول إلى مساحة تخضع لسياسة حزب الله الأمنية. وربما يكون ما حصل مدخلاً للتخلص من العبء الفلسطيني الكبير الذي يمثله مخيم عين الحلوة، وهو بالتوازن اللبناني قوة بيد الموقع الصيداوي الذي يتجه أكثر إلى موقع مذهبي. فكان من الضروري التلاعب به ومن خلال مكوناته وخصوصاً المجموعات الإسلامية المتشددة باتجاه إنهاء المخيم من داخله، لأن أي تحرش خارجي سيؤدي إلى تماسكه مجدداً.

الاشتباكات الأخيرة حملت دلالات بهذا الاتجاه، فتح تريد حسم المعركة، لكنها بحاجة إلى تنسيق وتغطية من السلطة اللبنانية، وهذا لن تحصل عليه، وحماس لن تسمح بانهيار المجموعات الإسلامية المتشددة لأنها تستخدمها ضمن المروحة التي تتلاعب بها. والأطراف اللبنانية تحاول استخدام الموقع الفلسطيني كل لمصلحته، لذلك فإن أحد الأطراف اللبنانية يسعى إلى تزخيم ودفع الوضع إلى مزيد من التدهور الداخلي، ما يسمح له بمزيد من التأثير على الموقع الصيداوي وشطبه بعد أي تسوية في سورية تؤدي إلى زلزال الكيان اللبناني، فإن أطرافاً أخرى لا تملك القدرة على وقف ما يجري لأن الوضع الفلسطيني الداخلي لا يساعدها على ذلك.

اقرأ أيضاً: لبنان والصراع الدولي مع إيران

كل هذا يؤشر إلى أن المخيم المذكور يسير حثيثاً إلى حلقات عنفية جديدة ولن تستطيع أية قوة أمنية جديدة أو متجددة الحؤول دون ذلك. ويترافق وضعه مع ما يسير إليه الكيان اللبناني نفسه.

السابق
الخامنئي يناقض دعوته الى الوحدة الاسلامية في احياء عزاء الزهراء
التالي
الحريري ترأس اجتماعا امنيا في السراي لدرس الوضع في عين الحلوة