الخطوط الملتوية.. ماذا لو كانت اميركا تدعم حزب الله عسكرياً؟

تثير الصحافة الاجنبية تساؤلات عدة عن التلاقي الكبير بين الجيش اللبناني وحزب الله، وزاد جملة المخاوف بعد تصريح عون بأن الحزب جزء لا يتجزأ من الاستراتيجية الدفاعية اللبنانية طالما أن الجيش ضعيفاً.

في مقالٍ للكتاب ايلوت ابرامز في صحيفة “نيوز ويك” الاميركية” يتحدث فيه عن تورط أميركا في دعم حزب الله بأساليب قد تكون غائبة عنها او ملتوية، ومن بين تلك الخطوط دعمها للجيش اللبناني الذي كما يقول الكاتب بدأ يعزز تعاونه مع حزب الله.

وجاء المقال بعنوان “اميركا تتغزل بالخطر اللبناني”. يقول ابرامز ان لبنان دولة ديمقراطية ولديه مؤسسات إلا ان حزب الله بات يضع يديه على كافة مؤسساته، وبات من الصعب القول بأن شيئاً ما في لبنان يحصل دون موافقة الحزب.

إقرأ أيضاً: لماذا تستنجد الثنائية الشيعية بالنظام النسبي؟

يضيف الكاتب بأن عام 2016 قدمت اميركا أكثر من 221 مليون $ لتجهيز الاجهزة الامنية اللبنانية بالمعدات وتدريب قواتها، ولكن نظرا لصغر حجم البلد فإن المبلغ المقدم من قبل اميركا لدعمه مبالغ فيه جداً. ويتسأل ابرامز ما إذا كانت المساعدات تذهب للقوات العسكرية الرسمية، كذلك فإن التعاون الامني اصبح كبيرا جداً بين الجيش اللبناني وحزب الله في الملفات الامنية ومن بينها ملف التنظيمات الإرهابية.

إقرأ أيضاً: دولة» ميشال عون و «دويلة» حسن نصر الله: مشروعان لا يلتقيان

ويلفت ابرامز لتصريح رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون الذي قال بدوره ان الجيش اللبناني طالما انه ليس قوياً فإن حزب الله سيقوم بمساندته، وقد رد عون على تصريحات إسرائيل بأن تعاظم الحزب يشكل خطراً على لبنان، رد عون بالقول أن اي اعتداء اسرائيلي على سيادة لبنان سيلقى رداً.

ومن هنا فإن عون كرس وضع حزب الله بمستوى السيادة اللبنانية مخترقاً بذلك إلتزامات لبنان بالقرارات الدولية، وطالما ان الجيش يلقى افضل دعم من الادارة الاميركية فعليها ان تقف بوجه ذلك التزايد المطرد للتعاون بينه وبين حزب الله.

قبل اسبوع صرح العماد العون تصريحاً ملفتاً رأى فيه بأن حزب الله والجيش اللبناني يشكلان كيانا واحداً لمواجهة العدوان الإسرائيلي، وهو ما رأته صحيفة يديعوت الإسرائيلية أنه إنحرافاً خطيراً بعلاقة الدولة الرسمية اللبنانية مع حزب الله.

كذلك كشفت المصادر بأن وزارة الخارجية اللبنانية ستعمل على إستدعاء أي سفير اجنبي يقوم بالتطاول على رمزية ومقام رئاسة الجمهورية، وسيتخذ بحقه الإجراءات الدبلوماسية اللازمة لردع السفير عن تجاوز الخطوط الحمراء خلال اداء مهامه، وتأتي الخطوة، بعد ان قامت ممثلة امين عام للأمم المتحدة سيغريد كاغ بالتصريح بأن ما يقوم به حزب الله في لبنان مرفوض ويتعارض مع القرارات الأممية الصادرة عن مجلس الأمن والامم المتحدة، وقد رجحت المصادر أيضاً بأن تكون سياسة وزارة الخارجية اللبنانية الجديدة هو بضغط من حزب الله.

وفي السياق نفسه قالت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية بأن الإدارة الاميركية تتوجه للضغط على لبنان لكسر التوافق بين الحزب والأجهزة الأمنية.

السابق
تحذيرات من أسلمة لبنان: فنيش استند إلى الشرع الإسلامي في منع لعبة MMA
التالي
مخطط لمعركة بين داعش وحزب الله ضحاياها لاجئون وبقاعيون