نتنياهو – نصرالله: ديمونا مقابل الغدير

احمد عياش

لا تزال تهديدات الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله لإسرائيل بضرب أمونيا حيفا ونووي ديمونا محور اهتمام طهران. فوكالة أنباء “تسنيم” نشرت تقريرا مفصلا عن كيفية تنفيذ هذه التهديدات، فكتبت تقول: “يبعد مفاعل ديمونا عن الحدود مع جنوب لبنان مسافة 225 كيلومترا… إن صواريخ “فاتح 110″ الايرانية التي يمتلكها حزب الله يمكنها الوصول الى هذه المنشآت وضربها في العمق… إن المقاومة اللبنانية بإمكانها ضرب المفاعل من عمق 75 كيلومترا داخل الاراضي اللبنانية وحتى المناطق المحيطة بالعاصمة بيروت”.
ما كتبته الوكالة الايرانية يؤكد ان طهران مستمرة في الاستثمار في تهديدات نصرالله التي يقول فيها مسؤول لبناني سابق على علاقة جيدة مع دمشق بانها “تهديدات إيرانية” تولى نصرالله إطلاقها. لكن تحويل هذه التهديدات الى فعل فقصّة مختلفة بحسب رأي سفير دولة عربية بارزة قال لكاتب هذه السطور: “إن أحدا لا يريد الحرب الان، وما نشهده هو استعراض للقوة”. لكن الديبلوماسي العربي أقر بان هناك “بعض القلق” من حدث قد يخرج عن السيطرة.
إستثمار إيران في تهديدات نصرالله يقابله استثمار “حزب الله” في موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المدافع عن الحزب في وجه رد الفعل الاسرئيلي حيال هذه التهديدات. فقد كتب القيادي في الحزب غالب أبو زينب في موقع “العهد” الالكتروني يقول إن ما أعلنه الرئيس عون “من موقف حازم وصريح في مواجهة الكلام الصهيوني لمجلس الامن يعبّر عن العزم الذي يتمتع به الرئيس متكئاً على عناصر قوة لبنان واستعداد الجيش والمقاومة لمواجهة أي عدوان”. لكن هذه المعنويات المرتفعة في الاستهلاك الداخلي لا وجود لها خارج لبنان حيث هناك قراءة مختلفة.

اقرأ ايضًا: إسرائيل رداً على نصرالله: سوف ندمر لبنان
وفق معلومات ديبلوماسية، حصلت في الماضي القريب مشاورات أجراها مسؤول روسي في تل أبيب حمل فيها تطمينات من موسكو الى المسؤولين الاسرائيليين بان “الامور تحت السيطرة” بغية نفي ما ورد في تقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الاسرائيلية التي تحدثت عن امتلاك “حزب الله” صواريخ “ياخونت” الروسية المتطورة. وتعتبر هذه المصادر أن هناك تشدداً إيرانياً في هذه الفترة نتيجة التطورات في سوريا والتي لا تجري رياحها حسبما تشتهي سفن طهران، وهذا ما يفسر الصخب السياسي في محور طهران – دمشق الذي ظهر ميدانياً في سوريا وسياسياً في الضاحية الجنوبية لبيروت.
أيا تكن التفسيرات يبقى هناك هامش للترقب على رغم ان الخبراء في الشؤون الاسرائيلية يقولون إن ملفيّ أمونيا حيفا ونووي ديمونا مفتوحان فعلياً في إسرائيل ولكن من زاوية بيئية. وللمفارقة، أن المعقل الاساسي لـ”حزب الله” أي الضاحية الجنوبية لبيروت، يتضمن موقعا خطيراً هو نهر الغدير الذي كتبت عنه صحيفة مؤيدة للحزب قبل أسابيع بانه في “المرتبة الاولى لأكثر الاشياء تلوثا”. أي أنه مفاعل “نفووي” بامتياز. النبأ السار حتى الان: ما بين نتنياهو ونصرالله مشكلة بيئية مقنّعة.

السابق
التمديد للمجلس النيابي حتماً؟
التالي
رغم اطلاق سراحه.. هل يعود بهيج أبو حمزة الى السجن؟