صفقة «الحريري – عون» فرضت عدم إثارة موضوع سلاح المقاومة؟

هل هو انقلاب نفذّه ميشال عون على سعد الحريري، قبيل الذكرى الـ12 لاغتيال الحريري، ليؤكد ما يُشاع عن صفقة افضت الى وصول عون الى سدة الرئاسة مقابل سعد الحريري الى الحكومة، وتسليم  التعبير عن سياسة لبنان الخارجية لرئيس الجمهورية؟

ولّدت المواقف التي أطلقها الرئيس سعد الحريري في البيال أمس، في الذكرى الثانية عشرة لاغتيال والده الرئيس رفيق الحريري ضجّة في الأوساط المناهضة له، وصمتا في الأوساط المؤيدة كونها أظهرته مرّنا وللمرة الأولى.

إقرأ ايضا: مصطفى حمدان يتحدى الحريري انه ممنوع من انتقاد سلاح «حزب الله»

ورغم توّقع المراقبين ان تتخذ التعليقات شكلا عنيفا بعد  تصريحات الرئيس ميشال عون الأخيرة حول سلاح حزب الله في حفل البيال السنوي، كما هي العادة، والتي كانت ستُشكل صداما قويا بين الرئاستين. لكن الذي حصل هو ان الخطاب كان لينّا هادئا، مرّ مرورالكرام على العناوين الإشكالية. فاقتصر كلام الرئيس الحريري على تناول المسألة الخلافيّة بخصوص سلاح حزب الله، بالتأكيد على القول المعروف بترديد مقولة مقابلة هي: “الجيش، والقوى الشرعية، والدولة فقط”.

كما مرّ حديث الحريري عن المحكمة الدوليّة الخاصة بلبنان، مرور الكرام ، مما يؤكد ان الجو يتجه نحو عدم اثارة الملفات الخلافيّة والتي دخلت ضمن صفقة تم عقدها، كما علق العميد المتقاعد مصطفى حمدان. هذه الصفقة أدت الى مجيء كل من ميشال عون وسعد الحريري الى سدتيّ الرئاسة، حيث انتهت أزمة الفراغ التي امتدت سنتين ونصف تقريبا.

فقد اعتبر مصطفى حمدان في مقابلة إعلامية ان “أساس الصفقة الإيرانية-الفرنسية، وعدم الممانعة السعودية، هو عدم إثارة موضوع سلاح المقاومة وقتالها ضد الإرهابيين والمخربين في سوريا”.

وجراء هذه الأجواء “التهدوية”، بين فريقيّ 14 و8 اذار، غاب عدد من النواب المستقبليين عن السمع. وفي اتصال مع النائب عمار حوري تعليقا على الموضوع، ارتأى أيضا عدم التعليق، قائلا: “بفضل ما علّق عالموضوع، مع الاعتذار، وانا ما عندي أيّ فكرة عما يُقال عن هذه الصفقة”.

راشد فايد

في حين، اعتبر المحلل السياسي، والقيادي في تيار المستقبل راشد فايد، ردا على سؤال لـ”جنوبية”: “قال الإمام علي عليه السلام “لا تكن لينّا فتُعسر، ولا تكن قاسيا فتُكسر”، والرئيس سعد الحريري اقتدى بالإمام علي أمس في البيال، حيث أكد مجددا على تمسكّه بكل ثوابت 14 آذار، ولكن من دون استفزاز او دعوة الى قتال او حرب في البلد. وخطابه يضع حدا للتأويلات التي انتشرت في الفترة الأخيرة، وكلامه حول كلام الرئيس ميشال عون”.

إقرأ أيضا: إشادة الرئيس عون بسلاح حزب الله تهدّد بعودة الانقسام السياسي

وتابع فايد بالقول: “هناك من قال ان كلام الرئيس عون لقناة (سي بي سي) المصرية قبيل سفره الى القاهرة، سيوّسع المشكل، وسيؤدي الى اشكالات واشتباكات، وهناك من قال ان كلام ميشال عون كان ايجابيا. لذا جاء رد الرئيس سعد الحريري ايجابيا دون افتعال أزمة، او دون ان يفتح على أزمة، وهو ايضا استمرار للتهدئة، وبالوقت ذاته شرح انه ليس مع هذا المنطق، اضافة الى قوله انه مع القرار 1701، واعتبار الإستراتيجية الدفاعيّة يمكن ان تُناقش على طاولة الحوار، وأن كلام الرئيس عون لن يهز الاستقرار”. وردا على سؤال هل ان ثمة صفقة ما وراء هذه التهدئة؟، ختم فايد: “لا، ليس بسبب صفقة ما، قيل عنها ويقال”.

السابق
هزيمة ثقيلة لبرشلونه على يد باريس سان جيرمان 4-0
التالي
مستشارة ترامب تروج لمنتجات ابنته ايفينكا!