محكومون بالأمل

تظاهرة رياض الصلح

عند الثانية بعد ظهر الأحد 5 شباط 2017 وفي ساحة رياض الصلح، كان طفل لا يتجاوز الثامنة من عمره يقف ملوحاً بعلم الحزب الشيوعي اللبناني، اقتربت منه سائلاً عن اسمه، نظر إلي وأجاب: “جبران”.

سألته عن العَلَم، قال إنه العَلم اللبناني أحمله لأني لبناني وعن المنجل والمطرقة، أجاب من دون أن يحيد نظره عن عيني: إنهما يمثلان الناس الفقراء.

تلفت حولي علّي أرى أحداً من عائلته، لاحظت وجود أمه وأبيه يقفان بعيداً عنه ويبتسمان ابتسامة الشخص الواثق من نفسه. هزّا برأسيهما بمعنى نعم إننا عائلته.

ما فعله جبران أكد قناعتي بأن التغيير آت لا محالة. ولا يمكن أن نبني وطناً بدون تغيير. لقد نجح الحزب الشيوعي اللبناني بحشد آلاف من مؤيديه في تظاهرة الأحد، آلاف تجمعوا ليقولوا لا للنظام الطائفي وليثبتوا أن المجال ما زال مفتوحاً لتكوين كتلة اجتماعية عابرة للطوائف، وخارج الفضاء السياسي الطائفي.

ربما كانت تظاهرة أمس التظاهرة السياسية الوطنية الأكثر حشداً منذ سنوات. فهل تكون تظاهرة تقول إننا ما زلنا موجودين فحسب، أم تظاهرة تفتح الباب أمام تراكم نضالي تشارك فيه كل القوى العابرة للطوائف ومن موقع مستقل فعلياً؟

هل تكون هذه المظاهرة نموذجا للتظاهرات التي تحدث في المناسبات، أم مدخلاً لتحركات مطلبية وسياسية متنوعة تحدث فرقاً في الحياة السياسية؟

سؤال لا يطرح على الحزب الشيوعي فحسب، بل على عاتق كل الديمقراطيين والعلمانيين في لبنان.

السابق
الشعارات الخمينية: ما هو مصيرها في عهد ترامب؟
التالي
جميل السيد أوّل من أفصح عن عملية استهداف «سعد الحريري»