بعد الحرب الباردة.. ترامب يطلق حرباً ساخنة مع إيران

توتر اميركي - إيراني والقادم أسوأ.

تبادل الصراخ بين الادارة الاميركية الجديدة والنظام الإيراني جنح إلى التلويح بالحرب بحيث لم يستبعد الرئيس الاميركي دونالد ترامب في ختام لقاءه مع مجموعة سائقي “هارلي ديفدسون” المؤيدين له أن يتخذ الخيار العسكري ضد طهران.

واليوم إستتبع ترامب سلسلة هجماته بالتغريد “إن إيران تلعب بالنار، ولم تقدر لطف اوباما معها، وانا لن اكون كذلك.” وتملص وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف من تهديدات الحرب مصرحاً انهم لا يهتمون بتهديدات واشنطن ولن يبادروا إلى إشعال الحرب.

اما محسن رضائي رئيس مصلحة تشخيص النظام فقد طلب من ترامب “ان لا يستمع للسعودية ونتيناهو.”

وجاء الرد الأعنف على تهديدات ترامب من رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية بمجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني علي أكبر ولايتي الذي أكد بأن إيران لا تريد إذنا من أي بلد للدفاع عن نفسها.

وتعهد أكبر ولايتي على مواصلتهم بتطوير الأنظمة الدفاعية بقوة، وكان مستشار الامني القومي مايكل فيلن قد وجه تهديداً مباشراً لإيران على خلفية أنشطتها العسكرية الملحوظة في عدد من دول المنطقة وقيامها بتجارب صاروخية باليستية.

إقرأ ايضاً: ما يجمع بين العراق وسوريا ولبنان

وجاء في رد ولايتي “هذه ليست المرة الأولى التي يهدد فيها شخص عديم الخبرة في أمريكا، إيران”. وأضاف: “ترامب سيفهم بمرور الزمن أن إطلاق التصريحات الخاوية ضد إيران ستؤدي فقط إلى خفض مصداقيته أمام الرأي العام”.

و قد رفع ترامب من لهجته ضد إيران وبحسب إحد تغريداته كتب الرئيس الاميركي “إيران كانت على وشك الإنهيار”، ويعتبر الاخير أن اوباما انقذها وسمح لها بالحصول على 150 مليار دولار.

وبدأت الادارة الاميركية إتخاذ تدابير عملية لتشديد عقوباتها عبر فرض قيود على تصدير الأجهزة الطبية إلى إيران ونشرت الخزانة الاميركية قائمة بأسماء المعدات الطبية التي تحتاج إلى ترخيص خاص للتصدير إلى إيران.

وتحدثت رويترز في السياق نفسه عن قيام 21 نائب في الكونغرس الاميركي بالتوقيع على وثيقة يطالبون فيها الادارة الاميركية الجديدة بتشديد العقوبات.

إقرأ أيضاً: ترامب لوزيرة خارجيته: نحو إيران دُر

كذلك صرح وزير الخارجية الألماني زيجمار جابرييل بأن لا إشارات على أن أمريكا تريد إلغاء الاتفاق النووي مع إيران. اما الإمارات فإستدعت بدورها القائم بالأعمال الإيراني للإحتجاج على تسليح الحوثيين. وتتهم الإدارة الاميركية طهران بتمويل تنظيمات طائفية متطرفة في العراق وسوريا واليمن. وبحسب التقارير الاميركية قدمت إيران أسلحة نوعية للتنظيم الحوثي إستخدمها لضرب مرافق حيوية سعودية والإعتداء على السفن الاميركية في بحر الخليج العربي.

وستطال العقوبات الاميركية 21 كيانا على علاقة بأسلحة الدمار الشامل و8 كيانات مرتبطة بالاعمال الإرهابية.

من جهة اخرى اثارت الصحف الاميركية تساؤلات عدة عن خيارات ترامب لمواجهة إيران، وذكرت صحيفة الـ”وول ستريت جورنال” ان حزمة العقوبات الاميركية سيكشف عنها في الساعات اللاحقة.

أما الصحافية الأميركية اللبنانية جويس كرم فقد نقلت تصريحا للخبير في معهد «مؤسسة الدفاع عن الديموقراطية» جوناثان شانزير “أن لهجة الإدارة الجديدة تعكس تحولاً بنسبة 180 درجة عن إدارة باراك أوباما”.

وبحسب شانزير فإن الإدارة الاميركية الجديد تركز على تصرفات إيران ونشاطاتها المزعزعة الاستقرار الإقليمي وهو ما تجاهله أوباما كذلك فمن المرجح أن تفرض عقوبات على شركات طيران إيرانية سهلت عمليات نقل الأسلحة من إيران إلى العراق وسورية.

إقرأ أيضاً: وليد فارس اللبناني مستشار دونالد ترامب

وبحسب كرم فإن الخبير في “مركز أميركا التقدمي” بريان كاتوليس يعتقد أن لا استراتيجية واضحة بعد لما قد يفعله ترامب مع إيران، وأن الخطاب المتشدد ليس كافياً بل يتطلب خطة واضحة وعملية.

كذلك تساءل الصحافية إليان غولدن برغ في مقال لها في “شيكاغو تربيون” إذا ما كان ترامب يغرد بالاميركيين إلى حرب ضخمة مع إيران.

أما الباحث الاميركي في معهد واشنطن مايكل ايينشتنتاد فكتب دراسة تحدث فيها عن المنظومة الصاروخية الإيرانية الضخمة جداً والتي لا يمكن الجزم بكميتها وضخامتها.

 

 

السابق
محسن رضائي لترامب: لا تستمع للملك السعودي ولنتنياهو
التالي
سجال القانون الإنتخابي(1): لبناء دولة المواطنة أم لتكريس «دولة الطوائف»؟