هل طلقت حركة حماس الإخوان المسلمين؟

في الاونة الاخيرة شهدت العلاقات بين حركة حماس ومصر تحسن متقطع وذلك بعد توتر مطرد بين الطرفين دام لمدة 3 سنوات، وفي هذا الشأن كتب الباحث الاسرائيلي يوني بن مناحيم دراسة أشار فيها إلى التغيرات الجذرية التي تطرأ على علاقات الطرفين وإندفاعهما الملحوظ في الوقت الراهن لتطويرها من خلال توثيق التعاون الامني منعا للتهديدات الامنية في سيناء وداخل قطاع غزة.

تطرق الباحث الاسرائيلي يوني بن مناحيم في دراسته إلى المستجدات التي طرأت على العلاقات المصرية مع حركة حماس المهيمنة عسكرياً وسياسياً على قطاع غزة.

ونشرت دراسة بن مناحيم على موقع “مركز القدس للعلاقات العامة” المشهور بصبغته اليمينية المتطرفة، وبحسب الباحث فإن الفترة السابقة شهدت قيام الامن المصري بتخفيف الحصار المفروض من قبله على قطاع غزّة وفتح معبر رفح للمواطنين والتجار، وفي المقابل بدأت حركة حماس حملة إعتقالات لنشطاء من الحركة السافية الجهادية في القطاع وتتهمهم الحركة بدعم تنظيم داعش.

إقرأ ايضاً: حركة حماس تلغي أنشطتها الإحتفالية في لبنان بذكرى انطلاقتها الـ 29

ويستند الباحث الاسرائيلي إلى مصادر اسرائيلية امنية نصت على ان مصر وضعت 4 شروط لتحسين العلاقات من بينها تسليم المطلوبين والمختبئين بالقطاع وتأمين الحدود ومنع تهريب المطلوبين والسلاح إلى القطاع.

وقد بدلت حماس من سلوكياتها تجاه مصر لعدة أسباب فالتنظيم الاسلامي الراديكالي الذي تلقى دعمه سابقاً من إيران ويعمل في الوقت الحالي تحت رعاية تركيا وقطر يسعى حالياً إلى تكثيف لقاءاته مع الجانب المصري لتخفيف الحصار الخانق على قطاع غزة.

كذلك فإن حماس تريد التملص من إجراءات الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب الذي أعلن عن نيته بإدراج حركة إخوان المسلمين على لائحة الإرهاب. وتتخوف حماس من أن تضر إجراءات ترامب القاسية بمصادر تمويلها وارتباطاتها الخارجية، ويستند بن مناحيم بدراسته إلى مصادر اخرى ذكرت أن حماس تعرف عن نفسها في الوقت الراهن بانها منفصلة تماماً عن الحركة الاخوانية وأنها قطعت علاقاتها معها في مصر.

إقرأ أيضاً:  لهذا اختارت حماس الصمت عن اتهام حزب الله بالارهاب

ووفق ما جاء في الدراسة الاسرائيلية فإن حماس تحولت إلى تنظيم مستقل يحارب اسرائيل. أما في المقابل فقد طلبت حماس من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الإفراج عن اربع عناصر تابعين لجناحها العسكري.

وعمل اؤلئك الاربعة المعتقلين في السجون المصرية ضمن فرق الكوندوس التابعة للحركة وتلقوا تدريبات عسكرية في إيران وتمكن الامن المصري من اعتقالهم بعد توغلهم داخل الاراضي المصرية المحاذية لمعبر رفع.

وتورط ذراع حماس العسكري بأعمال إرهابية في مصر ابان حكم الرئيس المصري الحالي عبدالفتاح السيسي وهي متهمة ايضاً بالضلوع في عملية اغتيال المدعي العام المصري هشام بركات بحسب ما ورد في البحث الاسرائيلي.

وبحسب تقارير اميركية ةاسرائيلية تدرب حماس مجموعات موالية للإخوان المسلمين في عدد من مناطق الشرق الاوسط وقد ساهمت بتعزيز قدرات تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام شمال منطقة سيناء المصرية.

وتشرح الدراسة ماهية التغيرات الحقيقية لنهج حماس في الاونة الاخيرة ما يعد إنحرافاً خطيراً عن سياق ممارساتها السابقة. بداية من سعيها الجدي للإقتراب حكم السيسي الذي يشن حملات عسكرية متكررة على معاقل داعش في سيناء كما وتفضل قيادات حماس في الوقت الراهن تحسين علاقاتها مع مصر بظل حكمها الذي انقلب عام 2013 على الرئيس المصري محمد مرسي والذي عمل لفترة طويلة قبل ان يصبح رئيساً ضمن صفوف تنظيم اخوان المسلمين في مصر.

إقرأ أيضاً: عودة حماس الى ايران بشرط: فقط فلسطين!

ويسلط البحث الاسرائيلي الضوء على المقابلة التي اجراها المسؤول في حماس احمد يوسف مع التلفزيون المصري بحيث ادعى الاخير القلق من مساعي داعش لتخريب وزعزعة استقرار منطقة سيناء وشدد يوسف خلال حواره مع القناة المصرية على ضرورة توطيد علاقات حماس مع مصر.

ووصف يوسف ذلك بالقول “نحن بحاجة لبعضنا بعض، بحيث ان قطاع غزة هو منطقة امنة بكل ما يتعلق بمصر وفي حال خرجت الامور عن السيطرة فإن التهديد سيمس الطرفين”.

وقال المسؤول في حركة حماس أنهم سيعملون مع الجانب المصري لحل القضايا الامنية والعسكرية العالقة بما يتعلق بالحدود المشتركة والأنفاق.

أما عن الانتخابات الداخلية التي اجرتها حماس مسبقاً يعلق الباحث الاسرائيلي يوني بن مناحيم بالقول إن تلك الخلافات ولدت خلافات غير مسبوقة بين النافذين في حركة حماس، أي بين قائد الجناح العسكري للتنظيم يحيى السنوار والمكتب السياسي الموالي لقطر.

أما خلفية الخلاف بين الجناح العسكري في الحركة ومكتبها السياسي الموالي لقطر وتركيا فسببه تأسف تركية على ضحايا عملية الدهس التي حصلت الشهر المنصرم في تل ابيب والتي قتل خلالها اربعة جنود إسرائيلين وأصيب العديد منهم.

حينها وجه رئيس الحكومة الاسرائيلية بينامين نتنياهو اصابع الاتهام الى تنظيم داعش، اما الصحف الاسرائيلية اليمينية فعلقت على اتهام نتياهو الاشارة الى ارتباطات سرية لحماس بداعش.

وبالعودة الى الباحث الاسرائيلي، يؤكد بن مناحيم حصوله على معلومات من قطاع غزة  عن الاستياء عارم لدى حماس من تصرفات تركيا وقطر.

وفي سيلاق متصل أعلنت حركة حماس عن إرسالها موفد لها للقاء خبراء عسكريين وامنيين في مصر كذلك حصلت حماس على كشوفات أمنية من قبل الجهة المصرية تتضم اسماء المطلوبين.

ومن منحى اخر، فقد تدنى مستوى العلاقات بين حماس وايران الداعمة الرئيسية للحركة، وتلقت التخيرة كميات ضخمة من الاسلحة من قبل طهران وقد ساهم حزب الله في تزويد عتاصر حماس بالخبرات القتالية للاستفادة منها خلال حروب الحركة بوجه اسرائيل، وعلى الرغم من ذلك فقد صرح عدد من قبلدات الحركة بتصريحات مناوئة للنظام السوري وادانو قيام ايران بالدفاع عن نظام بشار الاسد، وسجلت حماس عدد كبير من المواقف الداعمة للثورة السورية وهو ما تعتبره ايران اشبه بالغدر.

ويجدر الإشارة إلى تنظيم النصرة النشيط جداً في سوريا والذي استطاع كسب حاضنة شعبية بحسب بحث نشره مسبقاً معهد واشنطن فإنه قام هو ايضاً بالإنفصال عن تنظيم القاعدة وغيّر التنظيم الإرهابي إسمه تماشياً مع قرار الفصل وهو يعرف حالياً بإسم “جبهة فتح الشام”، ورغم التحول الذي حاولت اختراعه جبهة النصرة إلى ان عدد من فصائل المعارضة يتهمها بتنفيذ اجندات جهادية عالمية تتماشى مع طموحات القاعدة وأن قياداتها الكبار مازالوا على تواصل مع قائد القاعدة ايمن الظواهري.

السابق
مسلح يقتحم مستشفى في إسطنبول ويحتجز أطباء كرهائن
التالي
سلوفينيا تنتعش سياحتها والسبب… ميلانيا!