مصالحة الجعفري بين إيران والسعودية تمر في لبنان

هجمة عربية على بيروت تؤكد على عودة الثقة بين هذه الدول وبين الدولة اللبنانية. فما هو الدور الذي سيلعبه وزير الخارجية العراقي الدكتور ابراهيم الجعفري بين بعض الدول الاسلامية والعربية انطلاقا من بيروت؟

جاءت زيارة الرئيس العماد ميشال عون الى السعودية وقطر لفك الحصار العربي، وبالتحديد الخليجي عن لبنان. فالرياض التي تملك مفتاح العرب، هي التي فتحت الطريق أمام الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، وأمام وزير الخارجية العراقي الدكتور ابراهيم الجعفري، اضافة الى موفدين رسميين كويتيين في القريب العاجل.

إقرأ أيضا: لجنة النزاهة تتهم وزير الخارجية العراقي بالفساد

فما إن إتفق اللبنانيون وأنجزوا الإستحقاق الرئاسي الذي كانت تطالبهم به الدول كافة، حتى فتحت الأبواب امام الموفدين الرئاسيين من العرب، الى أن قصد الرئيس عون المملكة العربية السعودية مفتتحاً عهداً جديداً من العلاقات مع العرب، يمكن أن يقود الى إعادة وصل ما انقطع بين لبنان ودول الخليج العربي  التي اعترتها بعض التوترات الصيف الفائت، وبالتالي فكّ الحصار عن لبنان.

في اطار هذا العنوان العريض وضعت الزيارة التي قام بها الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط على رأس وفد من كبار مستشاريه الى بيروت لتقديم التهاني للرئيس الجديد، وللنقاش حول جدول أعمال القمة العربية الدورية السنوية التي ستعقد في الأردن في شهر آذار المقبل.

عون السعودية

وقد كانت نتيجة زيارة الرئيس ميشال عون إيجابية بما يكفي جراء جولته الخليجية حاملا ضمانات سياسية وديبلوماسية واقتصادية، حتى كرت سبحة الزيارات العربية الى قصر بعبدا، الذي أقفل لمدة سنتين ونصف. فهذا الانهاء لملف الشغور استتبعه عودة الحضور اللبناني الرسمي الموحد الواحد.

وبحسب مصادر اعلامية محلية لبنانية في بيروت فقد بوشرت التحضيرات لزيارة ثلاثة وزراء سعوديين الاسبوع المقبل لترجمة ما تم التفاهم عليه في القمة اللبنانية السعودية في الرياض بين الملك سلمان والرئيس ميشال عون، اضافة الى زيارة موفد أميري كويتي الى بيروت خلال الأيام المقبلة.

محمد جواد ظريف

وفي هذا الاطار، يرى صحفي لبناني مقيم في لندن على صلة بالاجواء الاسلامية العراقية لـ”جنوبية”: “ان زيارة الجعفري الى لبنان ربما تكون تمهيدا لزيارة حيدر العبادي رئيس الحكومة العراقية. وربما للأمر صلة بدوره كوزير للخارجية العراقية، وايضا كشخصية إسلامية معروفة، فهو في بعض تصريحاته اعلن انه يعمل على خط المصالحة السعودية-الايرانية، وقد حاول تقريب وجهات النظر بين الافرقاء في العراق أيضا. اضافة الى كونه رئيس تيار الاصلاح الوطني الذي يتزعمه منذ العام 2008″.

في حين رأى دبلوماسي عراقي سابق في بيروت، تعليقا على الزيارة لـ”جنوبية”: “ان لزيارة الدكتور الجعفري أجندة خاصة، وربما  يعمل على التسوية العراقية – العراقية، لكن ما يلفت ان الدكتور الجعفري يحيط تحركاته بسرّية تامة ولا برنامج معلن لزيارته”.

إقرأ أيضا: بعد الأمن… «الحشد الشعبي» يحدّد سياسة العراق الخارجية

أما المستشار في السفارة العراقية السيد مصطفى الموسوي فقد أكد في تصريح لـ”جنوبية”، ان “لا معلومات متوفرة بخصوص برنامج وزير خارجية بلده، لكن ما هو معروف ان للزيارة اهدافا بروتوكولية، وهي تهنئة كل من رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة الجديدين”. ويُعتقد بحسب الموسوي ان “مدة الزيارة ستكون قصيرة نظرا لمهمتها المحددة”. ولفت الى انه “غير مخوّل التصريح باسم الخارجية العراقية الا انه يرى ان هذه الزيارة مهمة”.

السابق
تجميل «قانون الستين» بين برّي وجنبلاط يتقدم على النسبية
التالي
موسكو تتهم ايران بالعرقلة وتبقي قواتها في سوريا 49 عاما