بعد 18 شهرا لا تزال ازمة النفايات في لبنان وتداعياتها مستعصية على الحلّ، وبفضل إستخفاف المسؤولين بالكارثة البيئية المستفحلة، عبر إختراع الحلول لأزمة النفايات و الذهاب نحو الحل الأسهل عبر إقامة المطامر الغير الصحية حيث أسفرت خطة الحكومة بعد جهد جهيد آنذاك والتي أقرت في آذار 2016، تضمنت ما يعرف بالمثالثة بالنسبة إلى نفايات بيروت، إذ تم الإتفاق على نقل ثلث نفاياتها إلى مطمر برج حمود، والحصة نفسها إلى مطمر كوستابرافا، وكذلك بالنسبة إلى معمل النفايات في صيدا.
وكانت نتيجة المطامر القائمة على نظام المحاصصات أنها أبصحت تنذر بكارثة بشرية جراء تأثيرها على مطار رفيق الحريري الدَولي، وخصوصاً بعد أن حضرت أسراب طيور النورس فوق مطمر الكوستابرافا” المجاور لمدرج المطار والتي باتت تهدد الملاحة الجوية.
وقد عادت أزمة النفايات إلى الواجهة مجددا مع مخاطر أسراب النورس، من دون أن يذهب أحد إلى البحث عن الأسباب الحقيقية التي يؤخذ بموجبها أغلب المواطنين رهائن، لتحقيق مصالح مالية وسياسية محددة، فتعمد الحكومة اليوم معالجة الملف عبر طرق وأساليب بدائية مشبوهة تحاكي الواقع قائمة أيضا على نظام المحاصصة.
إقرأ ايضًا: #طيور_المطار هي الجانية أم مطمر كوستا برافا؟
ومع نهاية عقد شركة سوكومي مجلس الإنماء والإعمار إدارة معامل الفرز والمعالجة في مركزي الكرنتينا والعمروسية نهاية شهر كانون الأول 2016، حيث أصبحت تحت إشراف شركة جهاد العرب، التي فازت بمناقصة أعمال فرز النفايات المنزلية الصلبة ومعالجتها، ونصت على توسيع القدرة الاستيعابية لمعمل التسبيخ. ينتهي أيضًا عقد شركة سوكلين في 7 آذار 2017، مما يطرح تساؤلات حول أعمال الكنس والجمع في مدينة بيروت وضواحيها التي كانت من ضمن مهام سوكلين. ففي حين سيتسلم الائتلاف الذي فاز بالمناقصات، المكون من شركة رامكو اللبنانية مع الشركة التركية التاس يابي سان مهمة كنس وجمع نفايات المتن وكسروان، وائتلاف شركة معوض- إدة اللبنانية مع شركة سوريكو البلغارية مهمة كنس وجمع نفايات الشوف وعاليه وبعبدا. تبقى الجهة التي ستستلم أعمال الكنس والجمع في منطقة بيروت الادارية مجهولة وذلك بعدما مع نالت استقلالها عن خطة الحكومة، ولم تطلق مناقصتها بعد.
وهذا ما بدوره يطرح تساؤل استباقي حول إمكانية عودة مشهد النفايات إلى الشارع في بيروت لتنفجر الأزمة من جديد بوجه اللبنانيين، والعودة إلى نقطة البداية.
وقد رأى المحامي والناشط الاجتماعي حسن بزّي في حديثه لـ “جنوبية” أنه “يبدو أيضا أن الاتجاه سيكون نحو تلزيم المشغّل جهاد العرب لجمع نفايات بيروت”. وأضاف “وعلى الأغلب أن المناقصة لم تنطلق إلى الآن لتؤمن ربح ‘العرب’ للمناقصة وبالسعر الذي يريد تحت سياسة الأمر الواقع لتجنب عودة النفايات إلى شوارع بيروت.”
إقرأ ايضًا: جنبلاط عن مطمر الكوستابرافا: «عندما تقع الكارثة لا نفع للندم»!
إلى ذلك لفت “أن الحكومة اللبنانية في خدمة جهاد العرب، بالإشارة إلى أن جميع المناقصات في ملف النفايات رست على جهاد العرب، فيعمل اليوم على توكيله مهمة التخلص من أزمة النورس عبر استحداث آلات تصدر أصواتا مزعجة من شأنها إبعاد هذه الطيور عن المطار. وقبله تم تلزيم ‘العرب’ بمناقصة أعمال فرز النفايات المنزلية الصلبة ومعالجتها. فبالتالي من الغير المستبعد أن يتم تلزيم شركته بمهام الجمع والكنس في منطقة بيروت الاداية”.
وكان لـ “جنوبية” حديث مع عضو بلدية بيروت بلال المصري حول الموضوع الذي أكّد أن “لا إمكانية لعودة النفايات الى الشارع مع انتهاء عقد سوكلين”. وتابع أن “رئيس مجلس بلدية العاصمة الاستاذ جمال عيتاني يتابع الملف عن كثب وبأنه الأفضل التواصل معه للمزيد من المعلومات عن الملف ومجراه عند عودته من الخارج”.