«فوضى» طرقات الضاحية الجنوبية.. أين الاجهزة الامنية واتحاد بلدياتها؟

الفوضى على طرقات الضاحية .. شهادات من ابناء المنطقة في ظل غياب الدولة والبلديات.

قبل أيام كتب المواطن اللبناني كامل وزني على صفحته “فيسبوك” كلاماً حمل معه هموم أبناء الضاحية الجنوبية لبيروت، يقول وزني في منشوره “زبالة في كل شوارع الضاحية، روائح كريهة تهدد اطفال الضاحية، اعداد ضخمة من الناس في الضاحية، فقر غير محدود في الضاحية،مخدرات في الضاحية، هل تصور احد كم سوف يكون سكان الضاحية بعد عشر سنوات؟ قد حان الوقت لخطة واضحة للضاحية، انقذوا الضاحية من الفقر والبوئس والحرمان والفوضى.”

عبر “بوست” لا يتجاوز الاربع اسطر” إختصر كامل وزني الازمات الاجتماعية والمعيشية والاقتصادية الواقع ثقلها فوق كاهل أبناء المنطقة الموصوفة تاريخياً بأرض “المحرومين”.

الضاحية

لم تستطع الجهات الحزبية ولا الفعاليات المدنية والأهلية المسؤولة عن تحصين الضاحية الجنوبية المكتظة بشرياً من إيجاد حلول فعالة للقضاء على ظواهر مميتة تكبر مع مرور الزمن. مشكلات كثيرة تتداعى أثارها المباشرة على السلم الأهلي في منطقة يشرف على أحوالها وظروفها حوالي خمس بلديات بالإضافة إلى مجموعة من المخافر التابعة لقوى الأمن الداخلي اللبناني.

وإلى الآن لم تخرج أي ازمة معيشيه وإجتماعية من عنق زجاجة الإهمال والتهميش بعد ان ارفقت مشاكل أبناء المنطقة بوعود صدرت عن قيادات وفعاليات سياسية منحت المواطنين باقة عبارات «وردية» تُخدر حلم انتشالهم من واقعهم السيء.

وبحسب المرسوم الاشتراعي لقانون البلديات 118، يقع على البلدية واجب الاهتمام بأحوال البلدة ووضع برامج للأشغال العامة والتجميل والتنظيفات والشؤون الصحية ومشاريع المياه والإنارة. كذلك على البلدية تخطيط الطرق وتقويمها وتوسيعها بالإضافة وعلى البلدية القيام بمشاريع ذات النفع العام كإقامة جمعيات ونوادي ثقافية.

إن تضخم أزمة السير في الضاحية الجنوبية حولت حياة المواطنين إلى كابوس يومي يرافق القاطنين فيها والوافدين إليها من مناطق اخرى اما أبرز التغيرات التي يلمسها المواطن اللبناني في الضاحية الجنوبية، يمكن حصرها فقط عبر إزدياد ووفرة اعداد الحواجز الأمنية المنتشرة بشكل عشوائي داخل الأحياء.

في مقابلة اجرتها جنوبية مع سائق التاكسي (زهير. ن) وصف الرجل البالغ من العمر 55 عاماً حركة السيرة في الضاحية بالمرهقة.  مضيفاً “لقد نشأت في الضاحية، وأصبحت على مشارف الستين من العمر ولم يتبدل شيء إلى الأحسن بل يبدو ان وضع الطرقات هنا من سيء إلى الأسوأ.”

ويشير زهير إلى قوانين السير التي أقرتها وزارة الداخلية في السابق ويعلق بالقول “مع كل قانون متعلق بالسير يعيش أغلب اصحاب سيارات الأجرة حلم الخلاص من المنافسة غير القانونية من قبل سيارات خصوصية يحولها اصاحبها إلى سيارة أجرة، كذلك لا يمكن تجاهل ما يفعله بعض أصحاب الـ”فانات” من تشبيح على الطرقات وافتعال المشاكل.”

بحسب قول سائق “التاكسي” فإن المنافسة غير القانونية من اصحاب السيارات الخاصة صاحبة اللوحات البيضاء، تعد ظاهرة فريدة وحصرية تتميز بها الضاحية الجنوبية. ويضيف “عندما اخرج من الضاحية تختفي السيارات التي تحمل لوحات بيضاء والتي تعمل بصفة “سيارات اجرة”.

إقرأ أيضاً: إجراءات أمنية مشددة مع بداية عاشوراء في الضاحية الجنوبية

ولا يمكن مقارنة التواجد الامني في الضاحية الجنوبية مع أي منطقة اخرى في بيروت وذلك بسبب ظروفها الامنية الحساسة وخطر التفجيرات، وعليه يتساءل زهير “كيف لا يرى المعنيون في الضاحية كل تلك المخالفات؟”.

أما السيدة ابتسام مروة فوصفت السكن على خط الرئيسي لطريق المطار بالكارثي، وبحسب قولها فإن “الزعران ينتشرون ليلاً بشكل كثيف ويزعجون المارة”.

وتساءلت ابتسام التي تسكن في منطقة البرج عن اسباب غياب الأجهزة الامنية الموكل لها حماية اهم خط دولي في لبنان يصل بيروت بمطارها.” وبحسب قولها فإنها تحرص على منع ابناءها من النزول ليلاً إلى الشارع خوفاً من تعرضهم للسرقة أو المضايقات.

وفي سياق متصل اشارت الطالبة الجامعية هبة قشمر التي تسكن في حارة حريك إلى إنتشار وتراكم النفايات على جنبات اغلب طرقات الضاحية الرئيسية والفرعية بشكل كثيف. أما (أحمد غ.) الذي يقطن منطقة حي السلم فرأى أن “المخدرات باتت منتشرة بشكل وقح وعلى العلن في عدد من المناطق، وعلى الأجهزة الامنية إعلان خطة طوارئ في الضاحية الجنوبية، والإهتمام بفئة الشباب الغارق بالمخدرات أو المهدد بالإنزلاق إلى داخل هذا العالم المجهول، والتركيز على برج البراجنة وحي السلم وتخصيص مراكز لمعالجة المدمنين على المخدرات في كل منطقة”.

إقرأ أيضاً: يوميات «مقهور» في الضاحية الجنوبية‏

ويرى احمد أن من مسؤولية الدولة اللبنانية واتحاد بلديات الضاحية القيام بمشاريع توعوية للشباب كبناء جمعيات وعقد ندوات حول خطر المخدرات، بالإضافة إلى إنشاء مراكز تعنى بمعالجة مدمني المخدرات، لأن السكوت عن ظاهرة اصبحت فاقعة وستجهز في المستقبل القريب على تركيبتها الاجتماعية يعد جريمة بحق ابناء المنطقة بأكملها.”

 

السابق
طائر النورس: مفيد للبيئة ومضرّ للملاحة الجوية…
التالي
بعد فيروز.. حزب الله يمنع الموسيقى في قصر الاونيسكو