مجزرة اسطنبول شكوك وأسئلة لم تلقَ أجوبة!

بعد أربعة أيام على جريمة اسطنبول الارهابية، بدأت التساؤلات وعلامات الاستفهام تطرح حول ملابسات الحادثة التي مكنت شخص بمفرده من قتل 40 شخصا و جرح 109 تلقوا جميعهم 302 رصاصة في غضون سبع دقائق، ليغادر بعد ذلك الارهابي المكان ببساطة.

لا تزال جريمة إسطنبول الارهابية ليلة رأس السنة تتفاعل في كافة الأصعدة إن كان من حيث متابعة ملابسات الحادثة التي تسببت بخسارة فادحة بالارواح ومعاناة ذويهم. وقد برزت الشهادات الحيّة لرواد الملهى الذين أنقذتهم العناية الالهية في تلك الليلة المشؤومة.

وبعد أيام على الحادثة بدأت التحليلات الصحفية حول ملابسات الحادثة من خلال طرح عدة تساؤلات عن كيفية تمكن الارهابي من الدخول إلى النادي الليلي “رينا” وقتله 40 شخصا و109 جرحى تلقوا 302 رصاصة في غضون سبع دقائق فقط بحسب إعلان الجهات التركية ومصدرها بندقية واحدة.

وظهر نقاش في وسائل الإعلام التركية عن احتمالات “وجود خلل ما” في الأجهزة الأمنية للبلاد أو الطاقم الأمني الخاص بالملهى، حيث إستطاع قاتل محترف ينتمي لتنظيم “داعش”،  والذي لم تتمكن السلطات التركية من إلقاء القبض عليه بعد، من إختراق الحرس الخاص بالملهى مع العلم أن وزير الخارجية التركي أعلن عن تمكن السلطات تحديد هوية منفذ هجوم اسطنبول.

إقرأ ايضًا: الشيخ الحاج: من قتل ظُلما له أجر الشهيد وإن كان في ملهى

وبحسب تساؤلات صحافي تركي، انه اذا افترضنا ان المهاجم الإرهابي كان فردا واحدا ومحترفا وان كل رصاصاته اصابت كما افاد التحقيق 302 رصاصة اصابت الضحايا يعني الإرهابي المنفرد غيّر عشر مخازن رصاص بظرف سبع دقائق  وهذا أمر مستحيل. مفترضا  ان المهاجمين كانوا مجموعة لا تقل عن خمسة ، لكن السلطات التركية  لا تريد  الاعتراف بالامر.

هذا يتقاطع مع شهادات حية لعدة ناجين من الهجوم الارهابي منهم اللبناني نضال بشراوي فضلا عن المواطن الفرنسي من أصل تركي، يونس ترك كما شهادة  أحد الناجين السعوديين حسن خاشقجي الذين أكدوا أن المهاجمين كانوا أكثر من شخص وأنهم كانوا يتحدثون مع بعضهم البعض.

وقد كشفت تسجيلات فيديو للهجوم أن تصرفات منفذ الهجوم في أثناء قتله لضحاياه تؤكد أنه قاتل محترف.

ونقلت وسائل إعلام تركية عن الخبير في مكافحة الإرهاب عبد الله أغار قوله إن تصرفات منفذ الهجوم تؤكد أنه مرّ بتدريبات خاصة، كما “تؤكد بدون شك أنه قاتل محترف، وغير مستبعد أن يكون قد شارك في معارك مسلحة. وأوضح أن” منفذ الهجوم بدا حازما، ودقيقا، وعمليا، ويتمتع بدم بارد.

إلا أن ما تم التركيز عليه وسائل الإعلام التركية حول نجاح القاتل من تجاوز كل النقاط الأمنية والخطط التي وضعتها الشرطة لتأمين الاحتفالات بالعام الجديد وهو يحمل كل أسلحة وعتاد الجريمة معه، أعاد محللون وخبراء أتراك مراجعة الخطط الأمنية التي وضعها المسؤولون لتأمين اسطنبول في تلك الليلة لمحاولة كشف مكامن الخلل فيها

سيما أن مديرية أمن إسطنبول فرضت خطة أمنية محكمة  أثناء احتفالات رأس السنة، إذ نشرت أكثر من 17 ألفاً من عناصرها في شوارع وأزقة المدينة الأكثر حيوية. إلى  جانب ذلك، كانت هناك كاميرات المراقبة المنتشرة بكثافة في أنحاء المدينة.

إلا أن ذلك، لم يمنع القاتل أن يتسلل بدم بارد  داخل سيارة تاكسي للتوجه نحو الملهى الليلي لينفذ جريمته.

وفي هذا السياق، أشار الكاتب التركي عبد القادر سيلفي،  في مقال بجريدة “حرييت” أمس (الثلثاء)  إنه “لا يستطيع إلقاء اللوم على عناصر الأمن الذين تواجدوا في المكان، لأن القاتل جاء بسيارة أجرة عادية وهو ما أبعد عنه الشبهات”، إلا أنه تساءل  عن إمكانية  تلقى منفذ الهجوم دعماً من الداخل؟” في إشارة لهروب القاتل بعد 7 دقائق من دخوله بسلاحه الملهى الليلي.

وهو ما  تقاطع مع ما ذكره عبد الله جان ساراتاش، أحد العاملين في الملهى الليلي، والذي أعرب لصحيفة “حرييت” عن دهشته من تمكن المسلح من عبور نقاط التفتيش وأكثر من 400 من كاميرات المراقبة المتواجدة في المكان دون أن يظهر في أي منها خلال اللحظات الأولى التي تلت الحادثة.

وقال محمد إيلان (36 عاماً) الذي يعمل نادلاً بالملهى منذ 12 عاماً إن ” الارهابي اقتحم المكان واتجه على الفور إلى الناس في الناحية اليسرى الأكثر ازدحاماً في العادة… هل يا ترى جاء إلى هنا من قبل؟ لأنه بدا وكأنه يعرف أين يتجه”.

وقال صاحب الملهى، محمد كوجرسلان إن “الشرطة اتخذت إجراءات أمنية استثنائية قبل العام الجديد في المناطق المطلة على شاطئ البوسفور في حي أورتاكوي”. مبديا استغرابه عن كيفية تمكنه من الوصول إلى هنا رغم كل الاستخبارات والإجراءات الأمنية الاستثنائية”.
إقرأ ايضًا: مجزرة اسطنبول وحّدت اللبنانيين: الإرهاب يستهدفنا جميعا

وفي سياق متصل، تحدث وزير الداخلية التركي لوسائل الإعلام كيفية هروب منفذ الهجوم ، وقال وزير الداخلية سليمان سويلو، إن مُنفذ الهجوم كان يحمل سلاحاً طويلاً، وقبل دخوله إلى حفلة رأس السنة قتل حارس الملهى الليلي. وأضاف أن منفذ الهجوم دخل مرتدياً معطفاً طويلاً وبنطلوناً، لكن عند خروجه كان مرتدياً ملابس أخرى.

وأوضح أن القاتل استغلَّ انشغالَ قوات الأمن خلال الـ7 الدقائق الأولى من وقوع الحادث، حيث كانت أجهزة الأمن تقوم بالبحث عنه عقب وصولها، فاستغل الجاني الارتباك الحاصل وقام بالفرار، مستفيداً من الازدحامات والفوضى التي خلفها الهجوم.

كما أظهرت كاميرات المراقبة أن الجاني كان يطلق النار لحظة اقترابه من الملهى الليلي.
ويجدر الاشارة إلى  تشابه هذا الهجوم مع الهجوم الذي شنه إسلاميون متطرفون على قاعة باتاكلان للحفلات الموسيقية في باريس في نوفمبر(تشرين الثاني) 2015 في إطار سلسلة من الهجمات سقط فيها 130 قتيلاً.

السابق
lbci اعتذرت عن خطئها
التالي
حزب الله يمنع الروس من الدخول إلى وادي بردى