عن الـ«CYBERWAR» التي يخوضها بوتين ضد اعدائه

بوتين في حربه الجديدة والقراصنة الروس في طليعة الحروب الالكترونية.

من المؤكد ان الرئيس الروسي فلادمير بوتين قد أزعج الأمن القومي الأميركي والدول اوروبا الغربية بعد أن دخلت قراصنته إلى عقر الدار حملة المرشحة الاميركية هيلاري كلينتون، وترتفع مخاوف الأمن القومي الألماني من وجود مؤشرات لقيام القراصنة الروس بسرقة البيانات الخاصة بحملة المرشحة الألمانية أنكيلا ميركيل وتوظيفها لصالح حملة “معاً لأجل ألمانية” خصم ميركل في الإنتخابات الألمانية المقبلة.

في مقالٍ “عشر سنوات من قرصنة روسيا لدول اخرى” نشره موقع  “NSBC NEWS”، ذكر فيه عشرات الاعتداءات الالكترونية التي نفذها قراصنة ألكترونيين روس على دول اخرى، ففي عام 2007 قرصنت وحدات روسية قمر إصطناعي استوني، ومن مهام القراصنة الروس تقويض الديمقراطية حول العالم.

يشير الموقع الأميركي إلى قرصنة الروس لوزارات استونية بعد قرار الحكومة بإزالة معالم تعود للحرب العالمية الثانية وتخص الجيش الروسي، كذلك الامر مع لتوانيا عاقبت موسكو الاخيرة بعد قرار لتوانيا بإزالة معالم تعود للإتحاد السوفياتي، والامر نفسه حصل مع جورجيا بعد طلبها مساعدة الدول الاوروبية لها بوجه التدخلات الروسية بشأنها فقام القراصنة الروس بتعطيل شبكة الإنترنت في البلاد، حتى عندما إنتقد الرئيس الكازخستاني تصرفات روسية العسكرية قام الروس بقرصنة بعض المؤسسات الحكومية الكازخستانية.

إقرأ أيضاً: وسائل الاعلام الروسية تعلن استعداد موسكو لـ«حرب عالمية ثالثة»

في تصريح للمتخصص بالأمن الروسي ستيفان ميستر قال أن القرصنة هي “إستراتيجية روسية وليست دعاية”.

وعندما ثبت علاقة روسيا بفوز الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب، صرحت حينها الاستخبارات الاميركية أن القرصنة تتم بأمر مباشر من الرئيس الروسي فلادمير بوتين وهو ما اضطر الرئيس الاميركي باراك اوباما إلى طرد 35 روسياً يعملون في أميركا، ولم ترد روسيا بالمثل الأمر الذي أثنى عليه دونالد ترامب مادحاً عبر تغريدة له ذكاء بوتين.

وعن الحرب الألكترونية تحدث موقع جنوبية مع المتخصصة في البرمجيات الالكترونية نزار سلامة، أكد على أن “العالم يتوجه يوماً بعد يوم إلى نموذج من الحروب مختلفة تماماً عن السابق، وقد تختفي تدريجياً الحرب الكلاسيكية، كي يتبلور عالم يخوض حروب صامتة ولديها اضرار اكثر من الأضرار التي تلحقها الحروب الكلاسيكية.”

وبحسب سلامة فإن الحروب الكلاسيكية تكبد خسائر بشرية، بينما الحرب الألكترونية تكبد الدولة خسائر ابلغ تتعلق بأمنها القومي وتفضح معلوماتها المصنفة “سرية وخطرة”، تماماً كما حصل مع هيلاري كلينتون عندما كشفت الوثائق المسربة ما كان يجري داخل وزارة الخارجية الاميركية ابان توليها حقيبة الخارجية.”

إقرأ أيضاً: سورية: إيران في قبضة روسيا

وأشار سلامة إلى”وجود صنفان من الهاكرز واحد يشتغل ضد سياسات الدول القمعية واخر يعمل للإستخبارات، ومن الدول التي تعمل على تنشيط المجال الألكتروني لها إستعداداً لتلك الحروب؛ اسرائيل وروسيا وأميركا وعدد من الدول اوروبا الغربية كذلك فإن باكستان تعمل على تطوير فضائها الالكتروني.”

أما المتخصص بالشأن الروسي خالد العزّي فقال “أن العقل الروسي المعلوماتي هو الأول من نوعه في العالم، حتى أنه منذ التسعينيات القرن الماضي وصولاً إلى تاريخنا الحالي، فإن الروس يفوزون في المباريات الدولية للعلوم، كالتكنولوجية والفيزياء والرياضيات.”

ويقول العزّي أن بوتين يولي إهتماماً كبيراً في توظيف الخبرات الروسية الألكترونية من أجل تحقيق أهدافه حول العالم، وقد إستطاع في أميركا تحقيق ذلك وقد يتمكن من تغيير عدد من نتائج الإنتخابات المرتقبة في أوروبا.

كذلك فإن موسكو لديها معاهد متخصصة في مجال المعلوماتية وممنوع على غير الروس أو حتى الروس المتحدرين من أصول غير روسية من الدخول إليه، كمعهد الفيزياء الحراري ومعهد الدراسات الفضائية، وأكادمية العلوم الحية. فإن ميزة هذه المراكز تكمن بعلاقتها واشراف المخابرات الروسية عليها بشكل مباشر.”

ويختم العزّي كلامه عن القراصنة الروس بالقول “روسيا لديها أكبر تجمع قراصنة ألكترونيين في العالم وهم روسيين أصليين، ويقومون بأعمال عدة منها قرصنة البنوك، او تحويل اموال، أو اللعب في البيانات الخاصة للشركات المتعددة الجنسيات، او تزوير بطاقات الإئتمان، او اغلاق مواقع حكومية لدول معادية لموسكو.”

 

السابق
ما المغزى الدينيّ من زواج القاصرين والقاصرات في الاسلام؟
التالي
فنانو لبنان عبّروا عن حزنهم… وهذا ما قالته هيفا