أوباما صفّى حسابه مع نتنياهو

الإسرائيليون في حالة صدمة.

رفض أميركا استخدام حق الفيتو في مجلس الامن للوقوف بوجه قرار يدين الاستيطان الاسرائيلي على الاراضي الفلسطينية، لم تتمكن الحكومة الاسرائيلية إلى الآن إبتلاع طعمه المر.

الهجوم على وزير الخارجية الاميركي جون كيري لم يتوقف من قبل المحيطين برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو كإتهامه بالهوس وبالإنحياز إلى الفلسطينيين. ليلة الأمس تحدث كيري عن تهديد المستوطنات الإسرائيلية لعملية السلام الشامل في الشرق الأوسط، ولم يخفي كيري استيائه من سلوك نتنياهو بعد ان وصفه بالمهوس. ووجه كيري كلامه للجانبين الفلسطيني والاسرائيلي معرباً عن إنزعاجه من اعمال العنف التي يقوم بها الفلسطينيين ضد اسرائيل بالإضافة إلى تشديده على ضرورة وقف الاستيطان الذي وفي حال تواصل فإنه سيجهز على ما تبقى من فرص لإحياء المفاوضات بين الطرفين وقد يقضي على حل الدولتين ما قد يهدد السلام في الشرق الأوسط.

وبالعودة إلى قرار مجلس الامن الذي صدر عشية الأحد الماضي فأكد القرار 2334 ـ الذي صوت عليه 14 دولة بينما إمتنعت اميركا عن التصويت ـ على عدم شرعية إنشاء إسرائيل للمستوطنات في الأرض المحتلة منذ عام 1967 بما فيها القدس الشرقية. ويؤكد القرار على أن إنشاء المستوطنات انتهاكا صارخا للقانون الدولي وعقبة كبرى أمام تحقيق حل الدولتين وإحلال السلام العادل. كما يطالب القرار بوقف فوري لكل الأنشطة الاستيطانية على الأراضي المحتلة معتبرا أن أي تغييرات على حدود عام 1967 لن يعترف بها إلا بتوافق الطرفين، ومطالبا دول المجلس بالتمييز في معاملاتها بين إقليم دولة إسرائيل والأراضي المحتلة عام 1967.

ورأى الباحث الفلسطيني هشام دبسي في كلام له مع “جنوبية” أن “الموقف الاميركي يتوج مرحلة تصفية الحساب بين بنيامين نتياهو والرئيس الاميركي باراك اوباما، بالإضافة إلى رفع صقف السياسة الاميركية في مجلس الامن بحيث يصعب على ادارة ترامب القادمة التنازل عنها. كذلك فإن موقف أميركا بعدم تأييد او رفض القرار 2334 الداعي إلى إنهاء كافة اشكال الاستيطان على الاراضي المحتلة يمكن قراءته كنتاج لسياسة السلطة الفلسطينية المتمثلة بالرئيس محمود عباس.”

إقرأ أيضاً: فلسطين.. لا مصالحة.. لا سلام.. لا حرب

ويضيف دبسي “السلطة الفلسطينية إستطاعت مراكمة إنجازاتها التي حققتها خلال الأعوام السابقة، وإستثمرت مسيرة نضالها السياسي في مجلس الامن والامم المتحدة، اما النقطة السلبية فهو الجانب العملي للإتفاق، إذ ليس بمقدور عباس الضغط أكثر لإجبار نتنياهو على وقف الاعمال، وقد رأينا أن أول رد على القرار الأممي من نتنياهو كان بإعلانه مواصلة الإستيطان وإمكانية توسيع نطاقها.”

أما عن ما يجب على الفلسطينيين القيام به لمواكبة انجاز قرار 2334، فرأى دبسي أن أفضل الحلول للفلسطينيين هو بمواصلة نضالهم السياسي، لأنه اثبت فاعليته وساهم بجذب عدد كبير من الدول إلى الجانب القضية الفلسطينية.”

أما عضو المجلس الثوري في منظمة فتح الفلسطينية جمال قشمر فقال أن “الصدمة الاسرائيلية سببها تعود إسرائيل على دعم أميركا في مجلس الأمن، وإستخدام الفيتو بوجه مشاريع القرارات المعادية لسياسة إسرائيل.”

إقرأ أيضاً: مجزرة صبرا وشاتيلا: لماذا تضحك اسرائيل اليوم؟

وأشار قشمر إلى طبيعة القرار الصارمة ضد إسرائيل، إذ أنه “ينص على منع أي محاولة للقيام بتغيير ديمغرافي في الأراضي المحتلة او مصادرها، او بناء مستوطنات عليها، ويعتبر القرار كل المستوطنات على الاراضي الفلسطينية غير شرعية ويجب ازالتها، كما ويدعو القرار إلى وقف دعم بعض الدول للحركات الاستيطانية الاسرائيلية، أو بناء استثمارات حيوية في المستوطنات الإسرائيلية.”

وبحسب قشمر فإن “امين عام الامم المتحدة كلفت الجهات المتخصصة بمتابعة القرار برفع تقارير دورية لمراقبة مدى إلتزام إسرائيل بوقف الإستيطان.”

وتعليقاً على ما جاء بتغريدات ترامب التي وعد بها الإنتقام للإسرائيليين عبر نقل السفارة الاميركية من تل أبيب إلى القدس أردف قشمر قائلاً “لا يمكن لأميركا القيام بنقل السفارة إلى القدس الشرقية، لأن قرار النقل سيكون منافياً لما جاء بقرار وقف الإستيطان الصادر عن مجلس الامن وذلك لأن القرار يؤكد على أن القدس الشرقية جزء من فلسطين وليس من إسرائيل.”

السابق
وقف شامل للأعمال القتالية في سوريا اعتبارا من منتصف هذه الليلة
التالي
حزب الله وجيش النظام عاجزان في «وادي بردى»