بين إنهيار العملة الإيرانية وغرق الإيرانيين في الفقر والانتحار

ايران تعصف بها الازمات الاجتماعية والاقتصادية.

يواجه الريال الإيراني ظروف صعبة جداً بعد هبوطه إلى مستويات متدنية امام العملات الاجنبية الاخرى. وفي التداولات الاخيرة خسر الريال الايراني ما يقارب الـ19 بالمئة من قيمته التداولية في امام الدولار الاميركي، وانعكس التراجع القياسي للريال الايراني على مستواه التداولي امام الدولار الكندي والإسترليني البريطاني واليورو الاوروبي.

ورغم الانهيار إلا ان الحكومة الايرانية تمكنت من المحافظة على سعر صرف الريال عند 32300 رغم تراجعه الفعلي في تداولات الاسبوع الحالي. وقد بلغ سعر الصرف الحالي 41300 ريال ايراني لكل دولار. وعلى الرغم من رفع العقوبات الاميركية عن إيران بعد الإتفاق النووي مع الجانب الاميركي، إلا أن المحللين الإقتصاديين الإيرانيين يرجحون ان يستمر الريال الايراني بالإنهيار مع إقتراب الرئيس الاميركي الجديد من تسلم زمام البيت الابيض مطلع عام 2017. واشارت الصحف إلى ان عدد كبير من البنوك الاوروبية ترفض العودة إلى إيران لإنشاء فروع لها رغم رفع العقوبات الاميركية عنها.

وتداعت التهديدات المتصاعدة من فريق دونالد ترامب بوجه إيران على قيمة صرف الريال الايراني، وبدأت عملية انهياره السريعة منذ انتخاب الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب في 8 تشرين الثاني من العام الحالي. وتلوح الادارة الاميركية الجديدة بإعادة النظر في الإتفاق النووي الايراني، وإمكانية إلغاءه مما قد يعمق الفجوة بين الريال الايراني والعملات الاخرى لأن التهديدات الاميركية قد تكون حاجزاً للمستثمرين ورؤوس الاموال من الاستثمار في إيران.

إقرأ أيضاً: المرأة الإيرانية بدأت بتحرير نفسها… ولم تنتظر وعود الإصلاحيين

كذلك لم تستطع البيانات الاقتصادية التي اصدرتها وزارة الإقتصاد الإيرانية من سد الفجوة الحاصلة بين الدولار الاميركي والريال الايراني، وبحسب وكالة فارس الإيرانية فقد أعلن المستشار الإقتصادي مسعود نيلي توفير 704 الاف فرصة عمل سنويا. وبحسب نيلي فإن إيران تأتي ضمن الدول الخمسة الاولى عالميا في توفير فرص عمل لمواطنيها.

واشارت وكالة فارس ايضاً إلى حديث مساعد وزير الخارجية الايراني مرتضى سرمدي عن فوائد الاتفاق النووي على الاقتصاد الايراني، وبحسب الوكالة نفسها فإن المتحدث باسم الحكومة الايرانية محمد باقر نوبخت اكد على النمو الاقتصادي الايراني ارتفع بحدود 4.5 بالمئة منذ شهر اذار 2016 إلى ختام العام الحالي.

وذكرت وكالة تسنيم الايرانية ما جاءت به ادارة معلومات الطاقة الاميركية عن ارتفاع تصدير ايران للنفط بنسبة 19% بعد توقيع اتفاقيات اوبيك الذي يحدد مستوى عدد من الدول في تصدير واستخراج الموارد النفطية.

إقرأ أيضاً: الزواج الإيراني ينصف المرأة.. فلماذا ترفضه محاكم لبنان؟

ورغم حديث المسؤولين في ايران عن انتعاش يعيشه الاقتصاد إلا انه وفي الجهة المقابلة اشارات ابحاث عن المجتمع الايراني إلى ان نسبة الفقر تفوق المتوقع وبدأت تتفاقم وستؤدي إلى ازمات جديدة داخل المجتمع وقد ألقى المرصد الايراني في نسخته العربية الضوء على وجود 13 مليون فقير في إيران.

أما رئيس ايران السابق احمدي نجاد فوجه مؤخراً كلمة له عبر موقع الرسمي للقيادة الايرانية قال فيها “مع أنني لا أرغب في ذكر حقيقة من شأنها أن يستغلها العدو غير أنه لا بد من دق جرس الإنذار في الظروف المتأزمة حيث لم ير هذا الحجم من حالات متراكمة لدى الشعب من غضب وكراهية وعقدة وحقد يوشك على الفوران حتى الآن وحتى في ذروة الهياج الإنتخابي في سنة 2009 وإن بارود أعصاب الشعب مستعد للانفجار”.

كذلك وجه عضو برلمان النظام محمد رضا ملكشاهي كلمة قاسية للرئيس الايراني الحالي حسن روحاني من داخل البرلمان، قال فيها “البطالة والفقر قد أربكا الأمن النفسي في المجمتع ويعيش عديد من عوائل خرم آباد تحت خط الفقر”. وأضاف ملكشاهي “الشبان الايرانيون يتوجهون للإنتحار بسبب الفقر وهذا عليه ان يدفع المسؤولين الايرانيين للتفكير ملياً في معالجة مشاكل الشباب.”

إقرأ ايضاً: قراءة في الدستور الايراني (4): بين عقائدية القوات المسلحة ونصرة المستضعفين

وفي السياق نفسه كتب الباحث الايراني عصام أمان الله بخاري مقالاً بعنوان “لماذا ينتحر الايرانيين” واشار بخاري إلى الدوافع الجمة التي تدفع الشباب الايراني للانتحار ومن بينها الفقر والتهميش ويستند الكاتب إلى دراسات اجرتها مراكز ابحاث ايرانية ويابانية تستند إلى شهادات حية مع اشخاص لديهم دوافع انتحارية في إيران.

ويشير بخاري إلى ان النسبة الاعلى للراغبين بالانتحار تتراوح اعمارهم بين 14 و25 سنة، واغلبهم عبر عن رغبته بالانتحار بسبب عدم رضاه عن مستوى حياته الاجتماعية وظروفه الاقتصادية.

اما صفحة المعارضة الخارجية الايرانية فأشارت إلى وجود 3 مليون إيراني يعيشون في المناطق العشوائية، وإستندت بمعلوماتها إلى ما صرح به المسؤول في النظام الايراني ناصر صبحي بأن “278 حيا في العشوائيات في مختلف المدن الإيرانية مقدرا عدد المدمنين بالمخدرات 8 ملايين شخصا.”

 

 

السابق
باسم يوسف يردّ : مين قال إني زعلان لأني بره البلد!
التالي
شاهد عيان يكشف تفاصيل تحطم الطائرة الروسية المنكوبة