المقاومة السنية برعاية إيرانية ضد روسيا في سوريا!

سيناريوهات عدة تشهدها سوريا، حزب الله يتمدد إلى وادي بردى بعد حصار النظام للمنطقة، ومعلومات عن اتفاق روسي يقضي بإخراج حزب الله من مضايا، ومجتمع دولي بصمته على المجازر والابادة يريد من إدلب أن تكون صورة لـ"حلب المدمرة".

الواقع السوري يتخبط بمؤامرات وتحالفات اقليمية ودولية ومجازر لا تنتهي، ففي إدلب لم يتردد دي ميستورا من وضع احتمال لتكرار سيناريو حلب، أما على الحدود اللبنانية السورية فحزب الله يعمل على استكمال التغيير الديموغرافي فيما يبدو التوجه الروسي متمركز نحو اتفاقات مع المعارضة تؤدي لإنسحاب الحزب.
في هذا السياق أوضح الصحافي والمحلل السياسي مصطفى فحص لـ”جنوبية” حيال ما يتعلق بوادي بردى وحصار النظام لهذه البلدة لتسليمها لحزب الله أنّ “حزب الله يريد استكمال تفريغ الجانب الحدودي لسوريا مع لبنان من سكانه  لإستكمال التغيير الديموغرافي الذي يشكل في عمقه تغييراً مذهبياً، إذ أنّ حزب الله يرى أنّ خطر الأغلبية السورية السنية قائم على النظام أقله في دمشق ويعمل ما في وسعه لتهجيرهم وإلغاء وجودهم في هذه المناطق”.

مضيفاً “الزبداني ومضايا استكمال لما بدأ في القصير التي دمرت وسويت في الأرض لأن سكانها من الأغلبية السنية”.

وتابع فحص “إذا كان صحيحاً أنّ هناك اتفاقاً ما بين روسيا ومقاتلين من المعارضة، وهذا ما جرى في عدة مناطق في ريف دمشق وكان حزب الله يعترض لأنّ بعض الاتفاقات التي جرت كانت تؤيد إبقاء مقاتلي الجيش الحر في مناطقهم ومنعت ميليشيات إيران وبعض الأجهزة الأمنية من الدخول اليها باتفاق بين روسيا وهذه الفصائل التابعة الجيش الحر”.

 

مصطفى فحص
مصطفى فحص

 

موضحاً “روسيا في هذه اللحظة بحاجة أن تعبر للأغلبية السنية بأنّها بصدد وحدة سوريا والحفاظ على هذه الديموغرافيا وبأنّها ليست موجهة ضد السنة وإنّما ضد الإرهاب، وهذا ما سوف يخلق التناقض مع حزب الله كأداة مذهبية تنفذ مشروع إيران الذي يهدف إلى تحطيم الأغلبية والغلبة عليها”.

لافتاً “من المبكر القول أنّ روسيا تمنع مشروع حزب الله ولكن من الممكن القول أنّه بعدما اعتبر الطرفان أنّهما انتصرا في حلب بدأ التناقض يظهر بينهما، وهذا من الصعب لجمه أو حصره في نقاط معينة بل إنّه سوف يزداد مع الوقت وسوف ينكشف أنّ هناك خلافات جوهرية وعميقة بين مشروع الطرفين”.

إقرأ أيضاً: سورية: إيران في قبضة روسيا

وعمّا إن كان هذا سوف يتطور لتقاتل بين الميليشيات والروس، علّق فحص “في هذه الحروب المفتوحة كل شيء ممكن لا أحد يستبعد مقاومة سنية برعاية إيرانية ضد التواجد الروسي، أو مقاومة علوية برعاية روسية ضد التواجد الإيراني”.
مشيراً إلى ما يتعلق بمصير إدلب بالقول “إدلب بانتظار لقاء استانة الذي حتماً سوف يكون مصيره الفشل، وهي إن شهدت معركة سوف تفتح عيون الأوروبيين وعيون أميركيي ترامب إلى العودة إلى سوريا”.
مضيفاً  “جرت معركة حلب في الوقت الضائع الأمريكي – الأوروبي، إدلب ستأتي الوقت الذي يريد الجميع التعبير عن وجهة نظره وأن يفرضها، ولا أستبعد احتمال أن يحدث لإدلب ما حدث لحلب ولكن أعتقد أنّ هناك سيناريو أخر سوف نشهده وسوف يكون هناك انعكاسات جديدة، لأن الحالة الإدلبية في السياسة والعسكر تختلف”.

إقرأ ايضاً: قاسم سليماني في حلب.. إذاً الحرب ستطول كثيراً

وختم فحص مؤكداً “الثورة السورية لم تنتهِ بعد، بل أصبحت الأحداث أبعد من الثورة ما تشهده سويا هو عملية دفن لنظام إقليمي وقيام نظام إقليمي آخر على حطامها، ولكن هناك هناك تجارب دولية في سوريا سوف تنتهي في الختام رغم كل الآلام وضمن الأهداف التي أرداتها هذه الثورة. وإن كان السوريون يعتقدون أنّ ثورتهم هي مجرد أنّ أطفال درعا الذين كتبوا على الحائط “هلأ جايي دورك يا دكتور”، فإنّها بالنسبة لروسيا الانقلاب على يالطا وبالنسبة للغرب تمثل ما تبقى من جدار برلين،لذلك المعركة صعبة وطويلة”.

السابق
تسجيل صوتي يتبنى قتل العسكري في الجيش اللبناني ويتوعد بعمليات انتقامية
التالي
جنبلاط يلتقي وفداً من قيادة حزب الله