مع من «الحق» في حلب؟

في مقال للصحافي والمحلل السياسي منير الربيع بعنون “من صفين إلى حلب: قراءات خاطئة”، يتحدث الكاتب عن ان في كل معركة سياسية كانت ام عسكرية تتمحور الاسئلة حول من هو الذي يملك الحق، ومن هو “صاحب الرأي الأصح”.

يعود الربيع بالتاريخ الإسلامي إلى فترة معركة صفين، عندما قام عمار بن ياسر بالمشاركة في القتال في صفوف علي بن ابي طالب، عندما قتل بن ياسر على يد جنود معاوية .. استرجع الناس إلى مقولة الرسول عن بن ياسر “ستقتلك الفرقة الباغية، حينها تشرذم المسلمون فيما بينهم وبحسب الكاتب “تسلل الوهن إلى أنصار ابن سفيان”، ولكن عاد معاوية وقال بأن من قتله هي الفرقة التي أرسلته للقتال.

إقرأ ايضاً: الجيش الحر لـ«جنوبية»: المحاصرون في حلب تحت خطر مجزرة جماعية

ويضيف الربيع بان المثال عن صفين شبيه بواقعنا الحالي المعاش، فـ”من لديه الحق”، يجيب الكاتب بأن الحق دائماً مع الأقوى، في كربلاء مثلاً قتل الحيس وأهله ولكن الموالين له ولليوم يحولون ذكرى موته إلى ايقونة نصر “المظلوم على الظالم”.

ويقول الكاتب ان المنطق نفسه موجود الآن في حلب، فيسأل “من إنتصر في حلب”، روسيا والنظام وحلفاءهم ام ابناء المدينة؟ أما عن التحليلات الصحفية الاسرائيلية فيقول الكاتب انها تشير إلى “إنتقال المعارك فيما بعد إلى الجنوب السوري ليستعيد النظام السيطرة على المنطقة”، كما وأن هنالك تخوف لدى الاسرائيليين من ان تنعكس المعارك في الجنوب السوري على الداخل الإسرائيلي.

ويقول الربيع أن إيران تستنسخ التجربة الإسرائيلية عبر إقتلاع شعب من أرضه وتهجيره والقيام بالتطهير، واثبت التاريخ أن الحكم للأقوياء، ونجحت إيران في مشروعها لأنها عملت عليه لفترات طويلة، ففي لبنان عجز خصوم حزب الله عن مواجهته، وتمكنت إيران من جعل نفسها دولة محورية.

ويشير الكاتب إلى الحقبة التي اغتيل فيها الرئيس الاسبق رفيق الحريري بحيث راهن عدد من اللبنانيين على الاميركيين بضرب حزب الله.

وبحسب الكاتب فقد تم تعويم بشار الاسد دولياً، أما حزب الله بمنظومته وسلاحه راهنت مجموعة لبنانية بضربه، وقام بعضهم بالمطالبة بسحب سلاحه، وكل ذلك الرهان لم ينجح إذا ان حزب الله الان يشارك في الصراع السوري.

إقرأ أيضاً: ماذا بعد سقوط حلب؟

ويعود الكاتب ايضاً إلى مرحلة الحرب الاهلية اللبنانية عام 1975، وحينها اصيب عدد من اللبنانيين بقصر النظر والإستعلاء، وراهن بعض اللبنانيين على الاسرائيليين لمساعدتهم على قيام دويلات للطوائف وخصوصاً للموارنة. ولكن السحر إنقلب في نهاية المطاف على الساحر فأصبحوا بحاجة إلى من يحميهم من الإسرائيليين.

اما في العراق فيقول الكاتب “عممت الآلية الطوائفية في بناء المنظومة الحكمية على العراق، عبر توزير الرؤساء والوزراء على أساس مذهبي أو عرقي، يجري تعميم جوهر النظرة اللبنانية على الأفرقاء السوريين. وقد يصح سحب تعميم المنظور على العرب من المحيط إلى الخليج.”

ويعود الربيع إلى الثورة السورية ويقول لقد راهن مناصري الثورة السورية على الولايات المتحدة الاميركية واوروبا الغربية بأنهم سيمنعون الاسد من البقاء. كذلك راهن موالي الاسد على ان اسرائيل قد تقوم بضربه إلا ان العكس صحيح فالأسد يؤمن حدود إسرائيل،

وفي نهاية المطاف يختم الربيع ان الاسد يريده الجميع، والجميع سيضع يده بيد الاسد في الحرب ضد الإرهاب وحماية الاقليات والفدراليات.

السابق
عادل إمام وعقدة «جنازة الأصدقاء»!
التالي
#حتى_ما_اشتقلك_يوم: حملة وزارة الداخلية لمكافحة الموت على الطرقات