«الحج» فكرا وروحا.. مختصر كتاب لـ«علي شريعتي»

كتاب
كتاب العلامة الدكتور علي شريعتي "مختصر كتاب الحج"، صدر حديثاً عن ("دار الأمير" في بيروت، وفي طبعة أولى 2016).

وهذا الكتاب قد ترجمته إلى العربية الكاتبة حياة شمس الدين. ويتصدر الكتاب مقدمة للمترجمة، ومدخل بقلم علي شريعتي. نثبت هنا نصيّهما:

اقرأ أيضاً: فاضل الربيعي يكشف: «بنو إسرائيل وموسى لم يخرجوا من مصر»!

المدخل: إن المسلمين في كل بقاع الأرض يُدعَون في كل عام للمشاركة في إقامة مناسك الحج. والتساؤل الذي يُطرح ابتداءً… ما هو الحج؟ إن أداء شعائر الحج هو: – “عرض لعقيدة الإسلام”. – “عرض لقصة الخلق”. – “دعوة لاجتماع الأمة”.

هذا الكتاب لا يتحدث عن أبواب الفقه، ولكنه أطروحة تدعو إلى التفكير، ومحاولة تفسير المناسك. في كل عام تستطيع أقلية من الناس القيام بهذه الشعيرة، وعندما تعود تنقل مشاعرها إلى الأغلبية التي لم تجد الفرصة للقيام بهذه الفريضة.

ولو اضطلعت قيادة مسؤولة بمهمة توجيه وتعليم هذه الجموع من الحجاج الذين يأتون من كل فج عميق، من البلاد المتخلفة ومن مستويات تعليمية شبه أميّة أو شبه متعلمة.

لو أعطي هذا العمل الاهتمام الذي يُصرف للمأكل والصحة والهدايا التذكارية ومظاهر الرفاهية الاستقراطية القبيحة… ولو أنها اهتمت قليلاً بتأمل معنى شعائرا لحج بدلاً من الانصراف إلى التفاصيل إلى درجة الإغراق فيها، وغياب الوعي…

ولإدراك الجميع ما هي مقاصد الحج، وخاصة بالنسبة لوحدة المسلمين وتقرير مصيرهم، ولعاد هؤلاء الحجاج إلى بلادهم بمعارف ومعلومات ترشدهم وتضيء لهم الطريق للتقدم والرقي…

كتاب

كما جاء في المقدمة أن “الحج الفريضة الخامسة” هو عنوان كتاب للدكتور علي شريعتي وهو لا يتحدث عن الأمور الفقهية، ولكنه يفسِّر ويشرح حقيقة المناسك من الناحية الروحية، ويبيّن الغاية منها.

وأعتقد أن على كل من يريد أن يقوم بأداء هذه الفريضة أن يقرأ هذا الكتاب. والدكتور علي شريعتي هو عالم متخصص في علم الاجتماع وفي التاريخ، وقد أوجد منهجاً جديداً لمعرفة الدين، ويقول: إذا قارنّا اليوم ما يدعو له الدين وما يُطبِّق في الواقع، لوجدنا أن التناقض والتضاد بين الممارسة الفعلية، وبين الأهداف التي أرادها الله.

ويقول: للأسف فإن دعائم الإسلام الأساسية قد هُدمت وطُمست، وهذه الدعائم هي: – “التوحيد” الذي صار مجرد كلمة تقال، لا معنى لها، ولأبعادها الحقيقية. – “الجهاد” الذي هو أولاً: جهاد للنفس لتمتلأ بالحب والإيثار.

ثانياً: جهاد أعداء الأمة، قد حُرِّف معناه، وصار هو التقاتل والعداء بين المسلمين أنفسهم من أجل مصالح شخصية. – وأما “الحج” فقد أصبح مجرد طقوس لا معنى لها ولا منطق.

اقرأ أيضاً: «حكايات من قصر منصور» وعن حزب الله… لشريف الحسيني

ولو أتيح لهذه الملايين من الحجاج أن يستفيدوا من هذا الاجتماع العظيم لجعلوا من هذه الفريضة عاملاً مهماً من عوامل وحدة المسلمين وقوتهم.

السابق
حلب مجزرة العصر… فلسطين أخرى
التالي
الجماعة الإسلامية لـ«جنوبية»: التمييز بين عطلتي الميلاد والمولد تفرقة طائفية!