هجوم «السفير» على باسيل لسجن عون في محور إيران!

جبران باسيل
كتب المحرر السياسي في صحيفة السفير الممانعة والمقربة من حزب الله مقالا شنّ فيه هجوما حادّا على رئيس التيار الوطني الحرّ الوزير جبران باسيل واتهمه بنكران جميل حزب الله الذي أوصل زعيم تياره العماد ميشال عون الى سدّة رئاسة الجمهورية على حدّ زعم المفال.

يدعو المحرر السياسي في السفير الوزير جبران باسيل ان يتعلم أصول التعامل مع حزب الله، وان يقدّر ما بذله الحزب مع سليمان فرنجية وبشار الأسد مذكرا اياه ان المقعد الوزاري الذي ناله في حكومة سعد الحريري الأولى لم يكن ليحصل عليه لولا هذا البذل والاقناع، حينها الحّ فرنجية على الأسد أن يتصل بالملك السعودي الراحل عبدالله و يتمنى عليه الطلب من سعد الحريري رفع الـ«فيتو» عن توزير باسيل “الذي رسب في الانتخابات النيابية” وأن تسند إليه وزارة الطاقة كما ذكّر بذلك محرّر السفير، مضيفا ان هذا أدّى الى تعطيل تأليف الحكومة لأشهر طويلة.

اقرأ أيضاً: استعراضات حزب الله ومليشياته لتحجيم عهد الرئيس عون

ثم يتحدث الكاتب محرّر السفير عن ما أسماها بـ«وقفة الوفاء» التي لولاها ما وصل ميشال عون الى الرئاسة، وهي جعلت الحزب ينال الكثير من السهام. فـ«كل العالم أتى إلى الضاحية الجنوبية أو ذهب إلى طهران. كانت الإغراءات والعروض كثيرة. كان لسان الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله: «ميشال عون هو مرشحنا لرئاسة الجمهورية».

ويسترسل الكاتب قائلا «حاول الأميركيون عن طريق الفرنسيين والأمم المتحدة كسر كلمته. ذهبوا إلى طهران، بعد أن حيّدوا الروس، لمصلحة الإتيان برئيس توافقي، وقالوا للمسؤولين الإيرانيين: اضغطوا على «حزب الله» حتى يخرج من «الجنرال». كان لسان حال الإيرانيين: ليتفاهم المسيحيون على مرشح واحد ونحن ندعم خيارهم مهما كان. هذا في العلن، لكن في السر، أفهم الإيرانيون حتى بعض الحلفاء لبنانيا بأن هذا الملف بيد السيد حسن نصرالله شخصيا».

ويفصّل المحرّر الحانق على قلة الوفاء العوني لحزب الله ما فعله الرئيس نبيه بري الذي جرّب من خلال معاونه السياسي علي حسن خليل أن يسوّق للنائب سليمان فرنجية ولكن التزام فرنجية بتعاليم السيد حسن منعت تحقيق مأرب برّي.

ميشال عون

ويعود المحرّر السياسي في الذاكرة منذ عودة العماد ميشال عون الى لبنان في ربيع عام 2005، عندما كانت عينا جبران باسيل على على حدّ تعبيره على أحد المقعدين المارونيين في البترون.فجرّب حظه مرتين ولم ينجح. حينها كل استطلاعات الرأي لم تعطه الجواب الشافي.

اما بيت قصيد الخلاف مع باسيل (أي مع الرئيس عون ضمنا) فظهر في مقال محرر السفير عبر الخضوع للإتفاق مع سمير جعجع. فقال «لم تخطئ «القوات» حرفا. الخطأ يتحمل مسؤوليته من أوعز بإبرام «التفاهم». كان بمقدور «التيار» أن يعطي «القوات» في الحكومة وغيرها لكن من بعد المجلس النيابي المقبل. حصل العكس، أعطاها «شراكة كاملة» تنال بموجبها حصة بمقدار ما ينال هو في حكومة العهد الأولى. الأصح أن يقول إنه مستعد لإعطاء «القوات» من حصته هو لا من حصة الآخرين مسيحيا سواء أكان سليمان فرنجية أم باقي الأطياف من إيلي الفرزلي ونقولا فتوش وحتى القوميين الذين لا يخفى على أحد حجم حضورهم المسيحي الوازن».

ويستنكر كاتب المقال شطب هؤلاء المسيحيين المناضلين لصالح هذا التفاهم المنحاز لجعجع، محملا هذا كله لرئيس التيار العوني دون الرئيس عون شخصيا!
ويضيف الكاتب ان رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أوضح من الواضح في خياراته الاستراتيجية إلى جانب السعودية وكل المحور الذي تمثله في ساحات المنطقة. واذا كان من حق عون الان أن يلتزم بالوسطية في ادارة الدولة، لكن ليس من حق البعض إلزام ميشال عون ان يكون وسطيا في السياسة الاستراتيجية للبنان، مثلما لا يمكن بمقدور ان يطالب احد الحريري بخيانة خياراته السياسية والعربية والدولية.”

وهنا بدأ النقد المباشر والهجوم السياسي الصريح على الرئيس ميشال عون من قبل “محرر السفير” الذي استنكر مجيء وفد خليجي ليقابله ويهنئه ويعلن أن أول زيارة له ستكون الى الرياض، متهما موقع الرئاسة بالضعف والتسليم للصهر جبران “فلا يكبر موقع الرئاسة، عندما تتكرر المراجعات في القصر ويأتي الجواب المتكرر: اسألوا جبران أو انتظروا عودته من السفر”!!.

ولم يتهيّب المحرّر العروبي في صحيفة السفير بعد ذلك ان ينال من الرئيس عون مباشرة مصدرا تعليمات فوقية له قائلا “ما هكذا تقاد الجمهورية يا «جنرال» وليست هذه خياراتك التي دفعت أكبر الفواتير لأجلها وليس صحيحا أن طائفة عن بكرة أبيها تتحمل مسؤولية التعطيل حتى تهدد بالذهاب إلى حكومة بمن حضر. هل يجوز أن سعد الحريري بات يدرك أن خيارا كهذا يمكن أن يهدد كل مستقبله السياسي، بينما يعتقد بعض محيطك يا فخامة الرئيس أنك قادر على ذلك وبالتالي إجهاض عهدك منذ شهره الأول”؟

ولا يتوانى المحرر ان يذكّر ويعترف بمسؤولية الممانعة عن التعطيل الرئاسي فيقول ان “ثمة من أوقف عقارب البلد لمدة سنتين من أجل وصول ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية. وان الوفاء كان هو الحافز كما وان الفضل يعود لموقف النائب فرنجية المبدأي.

وفي لهجة تحذيرية يقول «هناك من ينشد موالا للعزف على الوتر الطائفي (خصوصا الشيعي ـ المسيحي) منذ سنوات، وهناك من يريد أخذ البلد إلى ثنائية تمهد لثلاثية، تمهيدا للعزل.»

ليختم المحرّر أو “المهدّد السياسي” في الصحيفة المقربة من حزب الله قائلا ان «ليس هكذا يكون الوفاء يا جبران، ولا بتزوير المعطيات في بعض الأحيان»!

اقرأ أيضاً: هل بدأ الاحتكاك الخشن بين عون وحزب الله

ويبقى ان نسأل عن الهدف من هذا الهجوم الشرس من قبل صحيفة السفير التي تصحب سياسة حزب الله وحلفاءه في 8 آذار، وسبب تهديدها الضمني لرئيس جمهوريتنا العتيد ميشال عون ولصهره وزير الخارجية بعدم الخروج عن الطاعة، وهما لطالما كانا الحليفين الوفيين لحزب الله كما ادعى الحزب ويدعي في كل محفل وخطاب لأمينه العام السيد حسن نصرالله، ان في حرب تموز، أم في تأييده لنظام بشار الأسد ضدّ “التكفيريين”، فهل المطلوب هو تعليب الرئيس وسجنه داخل خط محور سوريا ايران؟ وهل كان من المفترض به ان يمتنع عون عن استقبال الموفد السعودي ويرفض زيارة الرياض لتقرّ أعين إيران وحلفائها؟ أم ان المطلوب منه ان يواصل العداء والخصومة مع القوات اللبنانية وقائدها سمير جعجع كي لا “يستيقظ المارد الماروني” كما عبّر الزميل محمد جواد بمقاله أمس في أحد المواقع الالكترونية؟

السابق
«في فم الغراب» ليوسف بزّي: ثورة الشّاعر
التالي
كفاكم عهراً وفسقاً.. يا أنصاف الرجال!