الحكومة: الرئيس عون يثق بنصرالله ولا وزيراً شيعياً رغماً عن برّي

ثلاثة مطالب وافق عليها الرئيس ميشال عون طالبت بها الثنائية الشيعية رغم أنّها تحرج الرئيس الجنرال، ولكن بهدف تشكيل الحكومة ولإطلاق تجربة فاعلة في الحكم، مطالب مستجدة برزت مقابلها هواجس لدى الرأي العام المسيحي عن انطلاقة العهد.

ينقل مصدر قريب من رئيس التيار الوطني الحر أنّ حزب الله كان صريحاً مع الرئيس العماد ميشال عون حين أبلغه قبل انتخابه رئيساً وبعد انتخابه أنّ العلاقة التحالفية التي تجمع بين السيد حسن نصرالله والرئيس نبيه بري تتقدم على كل ماعداها من تحالفات حتى على العلاقة التحالفية بين حزب الله و التيار الوطني الحر. ويضيف المصدر تعليقاً على ما يتردد عن دور لحزب الله في تصعيد الرئيس نبيه بري حيال الحصة الوزارية التي يسعى إلى فرضها في الحكومة، أنّ التيار الوطني الحر يتفهم موقف حزب الله ويدرك أهمية التحالف الوثيق بين بري ونصرالله، وأنّ التيار لا يريد أن يكون سبباً من أسباب أيّ خلل قد يصيب العلاقة بين طرفي الثنائية الشيعية.

حرص التيار الوطني الحر هذا على الثنائية الشيعية، يقابله تأكيد أنّ الرئيس ميشال عون قدم كل ما يمكن من تنازلات مطلوبة في سبيل تسهيل عملية التشكيل وإرضاء الرئيس بري، فهو تجاوز مسألة المداورة في الوزارات وقبل بأن تبقى وزارة المالية في عهدة الرئيس بري ومن يسميه، ليس هذا فحسب، بل نزل عند مطلب الرئيس برّي رغم كلفته بعدم توزير القوات اللبنانية في وزارة الدفاع، وقبل أيضاً بعدم الاتيان بوزير شيعي يمكن أن يبدو مستفزاً للرئيس بري لذا عمد الرئيس عون إلى التخلي عن أكثر من مرشح شيعي كوزير دولة من ضمن حصته الرئاسية تفادياً لإغضاب الرئيس بري. وحتى عملية عدم توزير شيعي من ضمن حصة الرئيس قابلة لأن تطبق إذا كان ذلك يسهل عملية التأليف. وفي كل الأحوال قبل عون عملياً بأن لا يعين أيّ وزير شيعي من حصته لا تقبل به “الثنائية الشيعية”.

نبيه بري
لم يكتف الرئيس بري بذلك تقول الاوساط العونية، بل أصرّ على توزير ممثل عن تيار المردة وفي وزارة اساسية، فيما لم يفرض الرئيس عون ايّ وزير شيعي، رغم استعداه واصراره على ان يكون تيار المردة ممثلا في الحكومة لكن من دون اشتراط مسبق على طبيعة الحقيبة الوزارية.

إقرأ أيضاً: برّي يتشبّث بالأشغال بعد المالية والقوات تعود للمطالبة بالدفاع

أكثر من ذلك يعتقد المصدر العوني، فذلك يعني أنّ هناك رغبة في منع الرئيس من أن يبدأ عهده بأدوات تتيح تحقيق بعض ما يطلبه المواطنون. وهذا ما لا طاقة للرئيس على السير به، فالتنازلات التي قام بتقديمها وبفرضها على حلفائه، هو أكثر ما يستطيع تقديمه. وقال المصدر العوني الذي تفادى الإجابة حول مغزى العرض العسكري الذي قام به تيار التوحيد في الجاهلية أمس بحضور مسؤول حزب الله، أنّ العلاقة الوثيقة التي تربط الرئيس عون بسماحة السيد حسن نصرالله، مشيراً تستند إلى الهدف من تحالفهما طيلة السنوات الماضية، هو الوصول إلى الدولة القوية، معتبراً أنّ السيد نصرالله هو أوّل من يريد أنّ تستعيد الدولة قوتها وحضورها، وهو من الذين يريدون للجيش اللبناني أن يكون في موقع الحامي لجميع اللبنانيين.

إقرأ أيضاً: التشكيلة الحكومية نحو «الثلاثين» وحزب الله لتحجيم حلف «القوات – عون»

المشهد بين الرئيس ميشال عون والثنائية الشيعية، يبدو أنّه دخل في اختبار جديد، لن تصل العلاقة إلى التصادم كما يؤكد الطرفان، بل يتمسكان بتاريخ العلاقة الممتازة بينهما، لكن ثمّة ما يضغط على الطرفين هو ما يلمسه العديد من المراقبين والمتمثل بوجود رأي عام مسيحي ضاغط، رأي عام احتاج حزب الله إلى سنوات لبناء جسور الثقة معه، هذا الرأي العام بات أقرب إلى التشكيك منه إلى الثقة بدور حزب الله حيال جديته في دعم مشروع عهد الرئيس ميشال عون في بدايته فكيف سيكون الحال بعد عام؟

السابق
في حي السلم: رصاصة أصابته وهو على الشرفة
التالي
كلمة الرئيس ميشال عون في عيد الاستقلال