ولادة الحكومة قريبة… ومسودتها السبت الى بعبدا

يبدو أن منسوب التفاؤل في التكليف الحكومي اليوم إرتفع مع الأجواء التي توحي أن التكليف بلغ في الساعات الأخيرة مرحلة متقدمة من المحاولات الحثيثة للخروج من تعقيدات توزيع الحقائب الوزارية على القوى السياسية والكتل النيابية، في ظل الانطباعات الايجابية التي تركها الرئيس المكلّف سعد الحريري.

أبدى الرئيس المكلف سعد الحريري تفاؤله فيما يتعلق بالتشكيل الحكومي، وقال على هامش زيارته معرضَ الكتاب الفرنكوفوني الدولي في “البيال”: “إذا عملنا معاً بسرعة، ستكون الحكومة بإذن الله قريبة جداً. أنا متفائل كما أنّ جميع اللبنانيين متفائلون، وإن شاءَ الله سيتمّ هذا الأمر سريعاً”.

اقرأ أيضاً: لا تقارب اسلامي – مسيحي واقعي الا بالتصوف

إلى ذلك، علم أن الرئيس الحريري الذي يبدي تفاؤلاً بقرب تأليف الحكومة سيبادر يوم غدٍ السبت، على الأرجح، الى زيارة رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون في القصر الجمهوري حيث سيقدّم له المسودّة الأولى للتشكيلة الحكوميّة لتتمّ مناقشتها، من دون أن يعني ذلك الإعلان عن التشكيلة الوزاريّة التي تعترض صدورها، وفق المصدر نفسه، الكثير من العقد التي يحتاج تجاوزها الى المزيد من الاتصالات.
وعلى الرغم من تفاؤل الحريري، إلّا أن التطوّرات الجارية على خط تأليف الحكومة وما رشحَ من هنا وهناك يَشي حتى الآن عكسَ ذلك، بل ثمّة من بدأ يهمس أنّ البعض يعمل لتأخير التأليف لغايةٍ في نفس يعقوب، وهذه الغاية هي إعدام فرصة إقرار قانون انتخابي جديد لفرض إجراء الانتخابات على أساس قانون الستّين.
كما من أبرز العقد التي تعترض عملية التأليف ممانعة “حزب الله” من إعطاء حزب “القوات اللبنانية” أية حقيبة سيادية تطالب بها. وهذا الأمر يضع العهد أمام معضلة التوفيق بين حليفيّن له هما في حال مواجهة. لذلك تدخل التحركات التي جرت أمس على خط بعبدا – حارة حريك – معراب بعيداً من الأضواء في إطار الجهود لتذليل هذه العقبة.
وعلى خط عين التينة، ذكرت “الجمهوية” أن رئيس مجلس النواب نبيه بري لم يفقد الأملَ في إمكان تأليف الحكومة قبل عيد الاستقلال، فعند سؤاله عن الكلام الذي قيل من أنّ الحريري قد يعلن التشكيلة الوزارية خلال 72 ساعة، فأجاب: “لا عِلم لي بهذا الموضوع، لكن ما أعلمه أنّ الأمور والاتّصالات جارية، ولا أعتقد أنّ هناك تعقيدات في وجه مسار التأليف”.
وعمّا إذا كان التأخير في اللقاء المقرّر بينه وبين الحريري يدلّ إلى تعقيداتٍ ما، قال: “إتفقتُ والحريري على اللقاء عندما يصبح جاهزاً، وإنْ كان هناك أمرٌ أستطيع أن أُسهّله فسأسهّله، ولكن ما أقوله في هذا المجال إنّكم عندما ترَون الحريري عندي فهذا يعني أنّ الدخان الأبيض للحكومة قد بدأ يتصاعد”.
كما أكّد أنّ الحكومة الجديدة ستكون ثلاثينية، مشيراً إلى أنّ الحريري لم يستسِغ صيغة حكومةٍ تضمّ 32 وزيراً. وقال أنْ “لا ثلثَ معطلاً ولا ثلثَ ضامناً، ولم يعُد هناك 8 آذار أو 14 آذار، وكذلك لم يعُد هناك وسطيّون، مثلما قال جنبلاط”.

سعد الحريري
من جهة ثانية، حددت مصادر مواكبة لاتصالات التأليف العقد القائمة والتي لم يتفق عليها بعد بالآتي: أولها توزيع الحقائب السيادية الأربع. إلى ذلك “الفيتو” على اسناد حقيبة سيادية الى “القوات اللبنانية” حتى أن اعطاءها وزارة العدل التي تطالب بها لم يحسم بعد.
وتمسّك بري بوزارة المال وإبقائها مع الوزير علي حسن خليل، وبحقيبة اساسية للمردة كالطاقة أو الاتصالات أو الصحّة.
أما شبه ثوابت في أي تشكيلة حكومية، بحسب المصادر فهي بقاء الوزير جبران باسيل في وزارة الخارجية في موازاة العمل على اسناد وزارة الدفاع الى نائب رئيس الوزراء سابقاً عصام فارس على ان يكون أيضاً نائباً لرئيس الوزراء، خصوصاً أنه كان أبدى استعداداً للعودة الى لبنان ليكون الى جانب العهد إذا لم يكن في السياسة فبالاستثمار. بقاء وزارة الداخلية مع “المستقبل” وتحديداً مع الوزير نهاد المشنوق. بقاء المال مع حركة “أمل” وتحديداً مع الوزير علي حسن خليل. أما “القوات اللبنانية”، فلها ثلاث حقائب أساسية وهي تطالب ضمنها بوزارة العدل. كما إعطاء حقيبة لحزب الكتائب.
أما حصة رئيس الحكومة شبه محسومة: فإلى الحريري والمشنوق، سيوزّر النواب جمال الجراح ومعين المرعبي ومحمد كبارة، واذا كان السني السادس من حصة الفريق الآخر، فيوزّر شيعي قد يكون النائب غازي يوسف أو النائب عقاب صقر، اضافة الى وزير ماروني هو الدكتور غطاس خوري وأرمني هو النائب جان أوغاسبيان. وعن حصة النائب وليد جنبلاط قرّر توزير النائب مروان حمادة والنائب السابق أيمن شقير.
كما تتوزّع حصة المسيحيين على ثلاثة وزراء لرئيس الجمهورية، وثلاثة لـ”التيار الوطني الحر” ووزير للطاشناق وثلاثة لـ”القوات” وثلاثة لوسطيّين بين “التيار” و”القوات” مثل الوزير ميشال فرعون والسيد ميشال معوّض.

اقرأ أيضاً: عنصرية ما بعدها عنصرية: تلوث الهواء بسبب السوريين!

إلى ذلك، قالت مصادر مواكبة لمشاورات التأليف إنّ عملية التشكيل قطعَت شوطاً لا بأس به وإنّ الشوط الأخير لم يعد يحتاج سوى لتكثيف الاتصالات للتسريع، إذ إنّ الحقائب الستّ التي تعود للطائفة الشيعية لم تعُد عقبة أبداً أمام التأليف، وهي حسِمت، 5 حقائب وحقيبة دولة. ولا مشكلة لدى حركة “أمل” و”حزب الله” في توزيعهما في ما بينهما.

السابق
داعش يدعو للتكاثر.. ويأمر النساء بالانجاب والأرامل للزواج
التالي
سرقة كابلات الكهرباء بين كفركلا وديرميماس