من «رسائل الأسماك» للجنرال همداني…إلى المضلَّلين

عندما يقرأ المتابع مذكرات الجنرال حسين همداني "أبو وهب"، المسماة "رسائل الأسماك"، والصادرة حديثاً في طهران وبيروت، سوف يعثر على كنزٍ ثمين يهدم أساطير الإفك السياسية.

1- “فشخرات” بشار الأسد وحماقاته: يقول همداني إننا “نصحنا بشار الأسد في كيفية التعاطي مع التظاهرات بداية الأزمة فلم يستجب، وأبدى الضباط السوريّون ممانعة في التعاطي معنا، فأصر المرشد علي خامنئي على استمرار الدعم لأن الوضع السوري يشبه المريض الذي يحتاج إلى دواء ولو رغماً عنه، وعندما أحس الرئيس السوري بالخطر؛ أرسل رسالة استنجاد بالمرشد بدا فيها كـ “جندي يخاطب قائده”، ثم أصبح الأسد وضباطه “أكثر طاعة لأوامر المرشد من بعض السياسيين في إيران”، ثم أوكل الرئيس السوري لهمداني إنشاء ميليشيات “الدفاع الوطني” وإعادة هيكلة قوات الأسد، وإبرام “المصالحات” في المناطق المختلفة (انتهى) .. هذا كله عندما كان يتشدق الرئيس السوري بـ “رفض التدخل الأجنبي” و”الحفاظ على السيادة الوطنية” والإشادة ببطولات الجيش السوري “الباسل”.

إقرأ أيضاً: اللواء جعفري: ان لم یکن العمید الشهید همداني لکانت دمشق قد سقطت

2- أضاليل حسن نصر لله: يروي همداني كيف انتقل السيد نصر الله إلى إيران في شهر نيسان/ابريل 2013 لمقابلة المرشد الأعلى علي خامنئي ومناقشة تفعيل تدخل الحزب في سورية، وصولاً إلى عرض همداني على نصر الله خطة التدخل بما يبدو فيه من نصر الله وكأنه جزء من النظام الإيراني … وذلك كله في الوقت الذي كان فيه نصر الله يتحدث عن “الحل السياسي”، وأن “الحرس الثوري في سوريا لا يتجاوز عشرات الأفراد”، وأن “حزب الله لا يملك القدرة أن يحتل سورية”، وأن هدفه “الدفاع عن مقامات دينيه” فحسب (24/9/2013).

3- مخادعة خامنئي: ينقل همداني على لسان خامنئي حرفياً: “بشار الأسد يحارب بالوكالة عن إيران ويشارك في معاركنا بسوريا” … وذلك كله منذ عام 2013، في الوقت الذي يخفي مرشد الثورة مشروعه خلف الحرص المخادع على حق شعب السوري في اختيار قيادته ونيل حقوقه.

إقرأ أيضاً: حلب أنهت حياة الجنرال همداني فهل انتهى حلم امبراطوريته؟

يُذكر أن همداني هو أشهر جنرال إيراني قُتل في سوريا 8/10/2015، وهو نائب قائد قوات الحرس الثوري، ونائب قاسم سليماني قائد لواء القدس، وأحد مهندسي إبادة الكرد عام 1979م-1981م، وأحد قادة الحرب الإيرانية العراقية… ما يجعله أكبر خسائر إيران في سوريا.

رسائل همداني إلى أسماكه التي تسبح في البحر الإيراني أكبر من أن يحويها مقال قصير، وقليل منها كافٍ لمقاومة مرض الاستخفاف بعقول البشر.

السابق
بو صعب: معرفتي بعائلة كلينتون ليس لها علاقة بالسياسة
التالي
خطف ظابط سوري منشق في طرابلس والمتهم حزب الله