حلب لن تحسم معركتها روسيا

تراجعت صباح اليوم روسيا عن قرارها بتوجيه ضربات جوية لمعاقل المعارضة السورية في حلب الشرقية، ومنحت المقاتلين فرصة جديدة في الإنسحاب من المدينة. يرى محللون أن كلام الكرملين صباح اليوم يكرس خيبة أمل من الطريقة التي تسير فيها المعارك وان النقاط الحمراء في حلب من غير المسموح لروسيا تجاوزها.

لن تسقط حلب بيد النظام السوري الأمر الذي يعول عليه حزب الله وإيران بعد ان حلما طويلاً بإنهاء معركة حلب لصالحهما مما يمسح ماء الوجه عن الخيبات المتلاحقة منذ لحظة إنزلاقهم في الوحل السوري.

حزب الله يستدعي المزيد من المقاتلين من لبنان الى سوريا. والميلشيات العراقية أرسلت عددا من مقاتليها الشيعة أيضا، أما مراسلو الإعلام الرسمي السوري المؤيّد لنظام بشار الأسد،فيبشرون أهالي حلب الشرقية بأن مساء اليوم ستفتح عليهم أبواب جهنم.

تركيا

روسيا امهلت الثوار السوريين مهلة أسبوع للخروج من أحياء حلب الشرقية، غير أنهم رفضوا الخروج واهاليهم من المنطقة لتسليمها إلى الجيش السوري على غرار ما حصل في حي الوعر في حمص أو داريا في ريف دمشق.

في مقالة على موقع “روسيا اليوم” حمل عنوان “هدوء ما قبل العاصفة.. والحلم الأمريكي بأفغانستان جديدة في سوريا”، يشدد المقال على الخطورة التي يحملها المشهد السوري، ذلك أن اميركا وحلفاءها عازمون على القيام بعملية تقلب الطاولة على رؤوس الجميع وذلك بعد حصول المعارضة السورية على أسلحة ثقيلة بحيث تشير بعض التقارير إلى إمدادها أيضاً بمضادات جوية.

وأشارت المقالة إلى أن أخطر حديث يدار الان بجديّة داخل الاروقة الاميركية هو تحويل المشهد السوري إلى مشهد أفغاني، من  جهة اخرى يدور الحديث الان حول كيفية التعامل مع ايّة مغامرة اميركية في سوريا.

إقرأ أيضاً: ما الذي تكشفه إحصاءات قتلى حزب الله بسوريا؟

وفي احدث تصريح للرئيس الروسي فلادمير بوتين من الكرملين قال أن ان الطيران الروسي سيلتزم عدم القصف في حال لم تقم المعارضة بالهجوم مجدداً وسيتيح ذلك فرصة اخرى للمسلحين بالخروج من المدينة.

وكانت المعارضة السورية قد أطلقت مطلع الأسبوع الفائت “معركة حلب الكبرى”، وتحرك الثوار من حلب الغربية لفك الحصار عن أحياء حلب الشرقية، وإستطاع الثوار إسقاط معاقل لجيش الأسد والميلشيات الشيعية الموالية له، وتدور المعارك حالياً في محيط  مشروع الـ3000 شقة، وتحدث الناشطون عن إستهداف المعارضة مواقعا للنظام في العويجة في حلب.

ووصف المعارض السوري ميشال كيلو الهدنة الروسية وقرارها بتخفيف الضربات الجوية بأنها “عجز وليس كرم اخلاق كما حاول الكرملين الإحياء به”.

وعلى ضوء الكلام عن حسم معركة حلب التي يلوّح فيها النظام السوري عشية الإنتخابات الأميركية، رأى الصحافي اللبناني علي رباح في إتصال له مع موقع “جنوبية” أن “كل الكلام والتحليلات التي إنطلقت من أسبوعين عن عملية خاطفة سيقوم بها الروس في حلب أثناء دخول أميركا مرحلة انتخاب رئيسها غير دقيق، ويمكن الترويج له فقط عبر صفحات التواصل الإجتماعي، الا انه غير جدي وبعيد عن الواقع، لأن أي تغيير في معادلة معارك حلب يحتاج إلى قرار دولي وإلى منطقة مقفلة.”

وأضاف رباح، “من الممكن للروسي أن يستمر في القصف وتدمير المزيد من البنى التحتية في حلب الشرقية، ولكن المدينة لن تسقط فهي عسكرياً غير مهيئة للسقوط وموقعها الجغرافي لا يسمح للنظام السوري والميلشيات الداعمة له بأن يستولوا عليها”.

إقرأ أيضاً: الحرب السورية تستهلك روسيا مادياً وعسكرياً: «القيصر» سقط في فخ التعارض الأمريكي

ورأى رباح “ان النزاع في المنطقة الشمالية في سوريا سيكون محصوراً بين روسيا وتركيا، ومن مؤشرات ذلك، قيام الطيران الروسي بقصف 3 مواقع للنظام السوري في مدينة حلب خلال الأسبوع الفائت، وبررت روسيا غاراتها بالقول أنها أخطأت اهدافها، ولكن من المستبعد أن يقوم سلاح جو متقدم كالسلاح الروسي بضرب موقعا بالخطأ. الغارات الجوية على المواقع السورية تحمل رسالة دموية للنظام السوري بما يخص حلب، كذلك وجّه الروس رسالة حسن نية للأتراك عندما لم تقم روسيا بتأمين غطاء جوي للعمليات العسكرية التي يخوضها جيش الأسد والميلشيات المتحالفة معه على الأرض في حلب”.

وختم رباح “لا يمكن حسم المشهد العسكري في حلب لأن أنقرة وموسكو إلتقتا على نقاط عدة في سوريا كما، وأن أميركا ليس لديها مشكلة في السلوك الروسي في سوريا، خصوصاً وأن الحرب السورية تظهر كيف يتعامل الغرب مع الشرق الأوسط، بحيث ان كل التنظيمات السنية متهمة او مدرجة على لائحة الإرهاب الروسية والأميركية بينما نجد من جهة اخرى أن التنظيمات الشيعية غير مدرجة على لائحتهما الإرهابية”.

 

السابق
جعجع لـ«برّي»: ومن الحبّ ما قتل
التالي
فاطمة حمزة تؤكّد ما نشره موقع «جنوبية» وتشكر الرئيس برّي لتدخّله لإطلاق سراحها