هل يبقى نبيه برّي في المشهد المقبل؟

نبيه بري
هل اتخذت إيران قرارها بعزل نبيه بري وإنهاء دور حركة أمل ليكون حزب الله هو من يحمل حصة الشيعة في الدولة اللبنانية وإداراتها في المرحلة القادمة، وذلك بموافقة عربية ودولية؟

إيران تريد للجماعة الشيعية المواليّة لها بصورة كاملة ان تكون مُمسكة بحصة الشيعة في دول المنطقة كلبنان والعراق واليمن والبحرين والكويت، ونبيه بري لا يُعتبر من الجماعة الشيعية المواليّة لإيران بصورة كاملة ومطلقة.

اقرأ أيضاً: ما هو عنوان المعارضة المسيحية الجديدة؟

لذا يسود توتر حاد في قيادة حركة أمل، جراء التسوية السياسية الإقليمية الدولية التي أتت بميشال عون رئيسا للجمهورية، واتفقت على الإتيان بالحريري رئيسا للحكومة في سياق تفاهم على كل شيء.

وهذا التوتّر هو وليد معلومات سرّبها مصدر مقرّب في حركة أمل لـ«جنوبية» عن الخشية من سحب حصة الشيعة في الدولة اللبنانية من الرئيس نبيه بري. حتى أن اللغة المعتمدة في هذه الأيام عند قياديي حركة أمل في مجالسهم الخاصة تفيد بصورة يقينية ان قرار عزل الرئيس بري قد تم اتخاذه إيرانيّا وسورّيا وبموافقة عربية وأميركية.

ما يعني ان حصة الشيعة من الوظائف والمناصب والمنافع في مؤسسات الدولة اللبنانية ستنتقل من وصاية بري الى وصاية حزب الله.

والسبب حسب المصدر الحركي “ان حزب الله يعاني من عجز مادي، والحصة الرسمية هي تعويض له وتدجين بطيء لجسمه الحزبي داخل أجهزة الدولة”.

وتابع المصدر: “موقف الرئيس بري لا زال غير معلن من هذه الخطة، كونه يفكر بكيفية مجابهتها سلما وبشكل دبلوماسي مع حزب الله. لأن حالات الشغب التي ستقوم بها عناصر من أمل المشاغبة ستكون ضخمة وكبيرة. فحزب الله الإيراني اليوم، أصبح حاجة استراتيجية لأميركا ولإسرائيل، لذا ستكون مكافأته كبيرة، وسيمنح حصة الشيعة في الدولة اللبنانية، كونه المسؤول عن أمن شمال إسرائيل فعليّا، والملتزم بالخطوط الحمراء دوليّا، وبالإتفاق الإيراني الأميركي حيث سنشهد تنفيذ هذا المخطط العام شيئا فشيئا”.

مجلس الوزراء

هذا ما خلص اليه المصدر الأملي، والجدير ذكره ان نبيه بري كان كالسيف بيد حزب الله منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري وحتى اليوم، ووقف مع الحزب في مواجهة كل من الرئيس السابق سعد الحريري، والزعيم وليد جنبلاط، وعطّل الدولة، وأقفل البرلمان لفترات طويلة، اضافة الى مشاركة حركة أمل في أحداث السابع من أيار الشهيرة.

اقرأ أيضاً: عهد الرئيس عون يرسخ حقبة الشيعية السياسية

وخاتمة القول، واعتمادا على تاريخه في الدهاء، ان لم يحصل نبيه بري على وزارة سيادية في حكومة سعد الحريري المنتظرة في اول عهد الرئيس ميشال عون، فان ذلك سيكون المؤشر الأول على بداية انهائه سياسيا لصالح حليفه الشيعي الأقوى.

السابق
بلال مواس من الـ«عقصة» إلى الـ«بلبلة»: حتى لا تسجنكم المادة 384!
التالي
كتلة «المستقبل» تنوه بمضمون خطاب القسم وتعلن ترشيح الرئيس سعد الحريري