حضور السبهان بمناسبة انتخاب عون: السعودية لن تخلي الساحة لإيران

أكّد مجيء وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان إلى بيروت لمواكبة الحدث الرئاسي أن المملكة العربية السعودية تدعم اتفاق اللبنانيين، في الموازاة، تتجه الأنظار إلى ما سيقوله الرئيس سعد الحريري، مساءً، في إطلالته، عبر برنامج "كلام الناس".

على ما يبدو عاد اهتمام المملكة العربية السعودية في الشأن اللبناني وذلك بعدما دخلت أمس على خط الاستحقاق الرئاسي، مع بدء الموفد السعودي وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان لقاءاته في بيروت.

وبدا واضحا أن الزيارة تشكل تطوراً ديبلوماسياً بارزاً في المقام الاول لجهة انهاء مناخ من التباعد وهو أمر يكتسب دلالات مهمة لا تقتصر على البعد الرئاسي وحده بل تتمدد نحو آفاق اوسع تتصل بالحضور السعودي في لبنان، بما يوحي ان الرياض لن تخلي الساحة نهائيا لطهران في لبنان،  في ظل ما أثاره الاتجاه الى انتخاب العماد ميشال عون من شكوك واسعة حول تأثير وتدخل المحور الايراني مع عهد عون.

وفيما تردّد ان الوزير السعودي سيبقى في لبنان لحضور جلسة القسم الرئاسي للرئيس المنتخب الاثنين المقبل، علم أن الزيارة تقررت منذ منتصف الأسبوع الماضي، لكنها أرجئت في انتظار عودة الرئيس بري من سويسرا باعتبار أن اجتماع الموفد السعودي معه يشكل الدافع الأساسي للزيارة.

وأكّد السبهان، في مداخلة مع قناة “الحدث”، انّ بلاده ستدعم الرئيس الذي يتفق عليه اللبنانيون وعن الرسالة السعودية من زيارته لبيروت، قال: “نحن نسعى دائماً لبناء علاقات جيدة مع الدول العربية… لبنان يعني لنا الكثير والعلاقات التاريخية بين البلدين لا يمكن تجاوزها ولا يمكن أن تؤثّر عليها أيّ أجندات طارئة “. كما شدّد على أنّ بلاده ترفض التدخّل في السياسات الداخلية للدول، ولذا فإنّ الرياض لن تدخل في اختيار رئيس يتفق عليه اللبنانيون، مضيفاً: “نحن ندعم من يتفق عليه اللبنانيون، بما هو في مصلحة لبنان العربي القوي المستقلط.

اقرا ايضًا: اللمسات الأخيرة وضعت لوصول عون إلى بعبدا.. والتيار يستعدّ للاحتفال

وكان السبهان باشَر لقاءاته، إثر وصوله بعد ظهر أمس، بزيارة رئيس الحكومة تمام سلام في السراي الحكومي، في حضور القائم بأعمال السفارة السعودية في لبنان وليد البخاري، وجرى عرض للاوضاع والتطورات في لبنان والمنطقة، ثمّ التقى الرئيسين السابقين امين الجميّل وميشال سليمان. على ان تشملَ لقاءاته اليوم الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري الذي يولِم على شرفه مساءً.

 

الحريري يطل الليلة عبر “كلام الناس”

من جهة ثانية تتجه الأنظار إلى المواقف التي سيعلنها الرئيس الحريري، عبر برنامج “كلام الناس” مساء اليوم مع الإعلامي مارسيل غانم، والتي سيُفرد خلالها حيّزاً واسعاً للموضوع الرئاسي ومبادرته بتسمية عون مرشّحاً، إضافةً إلى تطورات الساعة محلياً وإقليمياً.

وفي حين يسبق هذه الإطلالة اجتماع لكتلة “المستقبل” النيابية برئاسته، رفضَت مصادر الكتلة  مقولة “إنّ نواب الكتلة الذين يعارضون ترشيح عون سيتقلص عددهم، إذ إنّ العدد في الاساس لا يتجاوز أصابع اليد، وهو ثلاثة أو أربعة نواب على أبعد تقدير”.

اقرا ايضًا: أقنعة الوصاية وتضحية حزب الله…

ترقب لموقف جنبلاط النهائي

كما أنه من المنتظر ان يجتمع “اللقاء الديموقراطي” قريباً برئاسة النائب وليد جنبلاط ويعلن بعد ذلك قرارَه النهائي في شأن الرئاسة وترشيح عضو “اللقاء” النائب هنري حلو الذي زاره أمس وفد من “التيار الوطني الحر”.

وذكرَت مصادر واسعة الاطلاع أنّ جنبلاط كان قد أبلغَ الى رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل انّ له ثمانية أصوات من أصل 11 صوتاً يشكّلون كتلة نواب “اللقاء الديموقراطي”.

وقالت مصادر الحزب التقدمي الإشتراكي إنّ الموقف النهائي المعلن سيَلي اللقاء المرتقب خلال الساعات المقبلة بين جنبلاط وعون، ثمّ يليه اجتماع لـ”اللقاء الديموقراطي” بعد غدٍ السبت لإعلان خطوتين اساسيتين: الأولى تتجلى بسحب ترشيح حلو وتأييد عون. وأوضحت انّ جنبلاط “اتّخذ قراره النهائي من دون ان يستكمل المشاورات التي كانت مقررة مع بعض الشخصيات”.

 

“الكتائب”: لن ندخل في الصفقة الرئاسية القائمة

إلى ذلك لم يفصِح حزب الكتائب عن وجهة تصويته في الانتخابات الرئاسية، وأكّد رئيسه النائب سامي الجميّل أنّ التصويت “سيكون وفق اقتناعنا ولن ندخل في الصفقة الرئاسية القائمة”، وأعلن “انّ الحزب سيتعاطى مع العهد الجديد على الشكل التالي: المحاسبة على الخطأ ودعم ايّ خطوة في سبيل مشروع لبناني”.

وقال الجميل “إن الذي أمّن وصول الجنرال عون الى الرئاسة ليس كونه المسيحي الأقوى وإنما قرار “حزب الله” الالتزام الاخلاقي معه ونحن نعتبر ان هذا الانتخاب يعطي “حزب الله” الحق الحصري والأحادي في اختيار الرئيس وفرضه على اللبنانيين”.

 

السابق
فتفت غادر لبنان متوجها الى باريس
التالي
وصول الموفد السعودي ثامر السبهان إلى بيت الوسط للقاء الحريري