تبرعات في الضاحية الجنوبية من أجل اليمن!

حرب السعودية
اللبنانيون يسعون بكل قوّتهم لمحاربة الفقر الذي وصل الى أعلى السلم في ظل حكومة مشلولة ووزارات فاسدة مقابل نزول المستوى الإجتماعي الى أدنى مستوياته. في حين تسعى قوى محلية الى تسويق الدعم المادي والمعنوي لشعب آخر لأسباب سياسية.

قرر حزب الله فتح النار على السعودية منذ انطلاقة الحرب اليمينية-السعودية من خلال دعم اليمن حيث أرسل إليه مدربين عسكريين، وهو اليوم يدعمهم إعلاميا من خلال فضائيات خاصة بهم، لكن ان تصل الأمور الى ان تُجمع التبرعات لليمن خلال احتفالات الحزب ومجالس العزاء يؤخذ من عوائل جائعة يرمي أبناؤها أنفسهم على الموت بعد ان سادت البطالة بفعل هيمنة السوريين على قطاع العمل، نقول ان هذا هو الموت بعينه!

اقرأ أيضاً: سوريا واليمن تطيحان.. صورة نصرالله

أليس الأجدى مساندة اللبناني؟ أليس الأجدى فتح صناديق دعم لشبابنا الفقراء الذين لن يستعطوا على أبواب الجمعيات الخيرية مهما ضاقت أحوالهم؟ لكنهم تحولوا الى مرتزقة اذا صح التعبير.
بعد السوريين والإيرانيين والأميركيين والإسرائيليين، الذين اتقنوا فن استغلالنا حربا وسلما، أتانا اليمنيّ لنجمع له الأموال التي نركض خلفها كما يركض “أخيل”.

اليمن صراعه طويل مع السعودية وأيام حكم جمال عبد الناصر تشهد، وسورية حربها دولية، والعراق بصراع أقاليم، ونيجيريا صراع مذهبي لن يتوقف، لذا دعوا شعبنا يعيش بكرامته التي هُدرت في الخليج العربي والبلاد الأوروبية والأميركية التي تلاحق اللبنانيين بسبب الهوية الدينية.

حرب اليمن
ومما يزيد الطين بلة هو خطاب السيد حسن نصرالله الأخير فيما يخصّ اليمن. لا أدري هل يستكثر السيد نصرالله على الشيعة شبابهم؟ فبعد البوسنة، وسورية، جاءتنا اليمن. كما هو حال القوى الوطنية التي أرسلت شبابها لدعم القذافي في حربه في التشاد.

والطامة الكبرى أن شبابنا اليوم يذهبون للقتال في سورية لأنهم عاطلون من العمل ويرمون أنفسهم على الموت كما عبّر(ع. خ) انه “إذا استشهد فان عائلته تعيش بكرامة لأنها عائلة شهيد، أما في ظل وجوده فأولاده سيبقون محرومون”.

والسؤال هو كيف يُسمح بجمع تبرعات لشعب فقير من شعب أكثر منه فقرا وبؤسا؟ ولماذا هذا الإسلوب التعبويّ والتعمويّ والتهريجيّ؟ أليس اللبناني أحق بالمساعدات؟ والى متى سيظل لبنان وشعبه كالبيت المخلع الأبواب، تضربه الريح من كل الجهات؟ وكالبيت السائب يدخله من يريد؟

اقرأ أيضاً: اليمن ثورة… سوريا مؤامرة

ألا يحق لنا كلبنانيين بالأمن والإستقرار؟ لماذا نظن أنفسنا جزءا من محور إقليمي في حين أننا كنا ولا زلنا أداة لمحاور إقليمية تتلاعب بنا بحسب مصالحها.

السابق
عون رئيساً… لكنّ الباقي غير مضمون
التالي
المناظرة الأخيرة…فازت فيها كلينتون أيضا على ترامب