كشف الإرهاب الإيراني…أضْعَف الإيمان

تَمُر العلاقات الاميركية السعودية في اسوأ ايامها و يشكل قانون “جاستا”، الذي يسمح برفع دعاوى قضائية ضد السعودية على خلفية “ادعاءات” علاقتها بعمليه 11 أيلول، هو ذروة ما وصلت اليه هذه العلاقات من “سوء” حتى الآن!

إقرأ أيضًا: نساء «حزب الله» غير سعيدات

في هذه الاثناء تنشط الماكينة الاعلامية و السياسية لايران في مهاجمة السعودية، واتهامها برعاية وتصدير “الارهاب” على خلفية “عقائدية” والتحريض عليها و على من لم يتبع ولايه الفقيه، ويلاحظ التركيز على السعودية كرمز للعالم الاسلامي “السني” حيث يسار الى تكريس صورة نمطية عن “السنة” انهم ارهابيون حتى اثبات العكس !!!  فهذا مضمون ما أورده وزير خارجية ايران جواد ظريف في مقال له نشر في صحيفة “نيويورك تايمز” الاميركيه بعنوان “لنُخَلص العالم من الوهابية” فالمملكه “العربية” السعودية  تنشر الارهاب من خلال “العقيده الوهابية” وكاتب المقال هو وزير خارجية للجمهورية “الاسلاميه” الايرانية وهي الدوله الوحيدة في العالم الاسلامي “مذهبية” وبالنص الدستوري.

نص الدستور الايراني في الماده الـ12 أن “الدين الرسمي لإيران هو الإسلام، والمذهب الجعفري الاثني عشري، وهذه المادة غير قابلة للتغيير إلى الأبد” و في سياق مكمِّل لمذهبيتها فتنص الماده 72 بمنع مجلس الشورى من “أن يسن القوانين المغايرة لقواعد وأحكام المذهب الرسمي للدولة، أو الدستور..” ،و نص الماده 115 التي تضع من بين شروط من يحق لهم الترشح لرئاسة الجمهورية أن يكون “مؤمناً ومعتقداً بمبادئ الجمهورية الإسلامية، والمذهب الرسمي للدولة”. في المقابل نجد ان دساتير الدول العربيه في معرض تحديد هوية الدوله، اما ان تكون “دوله اسلامية” او “دولة عربية اسلامية” مرتكزة على الاصول الدينية الاسلامية كأساس جامع لكل المذاهب و لم تأت على ذكر مذهب بعينه.

تتفوق ايران في التاريخ الاسلامي الحديث على غيرها “بشق صف المسلمين” وتصدير الطائفية والميليشيات العسكرية التي تقاتل في العراق واليمن وسوريا ولبنان وغيرها من دول العالم وتُحوِّل الصراع الى “عَقَدي مذهبي”،  ولم توفره لاثارة الخلافات حتى العبادة، فموقف ايران بمقاطعة الحج هذا العام حول العبادة الى نزاع وهذا خير دليل على سلبيتها في مقاربة الملفات كافة ودفعها نحو التصادم و الانقسام، وجاء هذا القانون فرصة لايران لتوظفه في صراعها مع المملكه و حلفائها و على كل العالم العربي.

يتساءل مراقبون عن الضجة الاعلامية التي اثيرت حول قانون “جاستا” وربطه بالسعودية حتى خيل للمتابع ان القانون وُجِد حصرا لمقاضاة السعودية من دون اي ذكر لها في النص، فهو قانون يسعى الى “مقاضاة رعاة الارهاب”!. في الوقت الذي لم يتعامل الاعلام والرأي العام بنفس الاهمية مع خبر الحكم القضائي في محكمة نيويورك الفيدرالية والتي أصدرت حكما بتغريم إيران بمبلغ 10,8 مليارات دولار تعويضا لعوائل أميركيين قتلوا في هجمات 11 ايلول يمكن ان تصل الى ما يفوق ال 20 مليارا. صدر هذا الحكم قبل طرح قانون “جاستا” وتم نشر وثائق تدين ايران بالتعاون مع القاعده ابتداء من الاجتماع الذي عقد بين أسامه بن لادن و أيمن الضواهري مع عماد مغنيه وصولا الى تيسير عبور، بعض من قام بتنفيذ عملية 11 ايلول، بين ايران وافغانستان دون توثيق ذلك مرورا بتدريب حزب الله عناصر من القاعدة على تفجير المباني والسيارات المفخخه.

إقرأ أيضًا: ترامب يشكك بنزاهة الانتخابات: الموتى يصوتون للديمقراطيين

لا شك ان “الدور الايراني” في تصدير “الارهاب” ليس خفيا على شعوب المنطقة التي “جربته” و المجتمع الدولي الذي “يتعاون معه”! ان الحديث عن دور ايران الارهابي ووقائعه وسيرته التاريخية سيكون كفيلا أن يذهل العالم ان كان “مخدوعا” او ان يحرجه ان كان “متآمرا” و ذلك أضعف الايمان.

السابق
هل قتلت باميلا أندرسون صاحب موقع ويكليكس؟
التالي
الأمم المتحدة بدأت استعداداتها لاستقبال المدنيين الفارين من معركة الموصل