الحريري دخل مغامرة غير محسوبة وحزب الله سيخذله مجدداً

خلال الساعات المقبلة سوف يقدم الرئيس سعد الحريري على ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، هذه الخطوة التي يعارضها الشارع الموالي له عموماً والمزاج السني خصوصاً.

لم يتعظ الرئيس سعد الحريري من تجربة 2009 والثلث المعطل والانقلاب عليه، فها هو ذاهب في مغامرة جديدة تقابل برفض تام من حاضنته خصوصاً وحاضنة 14 آذار عموماً. في ظلّ هذا المناخ يتساءل المراقبون عن موقف الحريري بعد تنازله لحزب الله إن لم يلتزم الحزب بالمجيء به رئيساً للحكومة؟ ولماذا يقدم الحريري على هذه الخطوة بالرغم من كل السلبيات؟
الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون أوضح لـ”جنوبية” أنّ “الاتفاقيات التي تمت بين نادر الحريري وجبران باسيل ليست ذات مضمون سياسي”.
مردفاً “شروط حزب الله على الحريري هي بجعبة بري الذي يحمل سلتين سلة شروطه الخاصة المتعلقة بالمحاصصة و وزنه وما إلى ذلك، وسلّة ثانية المتعلقة بشروط حزب الله على الحريري وعون والتي يسهل توقعها من ثلث معطل ومعادلة جيش وشعب ومقاومة، وعدم إقدام الحريري على شتم الأسد وإعلان تأييده لوجود حزب الله في سوريا.
وأشار بيضون إلى أنّ “الحريري ذاهب إلى مغامرة غير محسومة ومن دون أي ضمانات بدليل أنّ برّي لا زال يتحدث بالسلة، ويبدو أنّ الحريري بهذه المغامرة معتمد على دعم فرنسي روسي وعربي لموقفه ولكن لا ضمانات لديه وهذا ما يجعل شارعه يرفض الخطوة تماماً”.

محمد عبد الحميد بيضون
لافتاً إلى أنّ “حزب الله قد أبلغ الحريري أنّه إن رشّح العماد ميشال عون لن يمانعوا هم أن يأتي هو رئيساً للحكومة ولكن لم يطرحوا شروطهم التي ستأتي لاحقاً، فقد يسمونه رئيساً للحكومة ثم يقومون بعرقلة التشكيل أو قد يفرضون ثلثاً معطلاً يجعل الحكومة تسقط بعد 6 شهور كما حدث في تجربة سابقة”.
هذا وأكدّ بيضون أنّ “خطوات الحريري غير محسوبة وضد مزاج الشارع”، موضحاً “البلد ذاهب إلى انهيار وحزب الله ومن معه هم المسؤولون عن ذلك منذ 6 سنوات وهم يريدون الآن الإتيان بالحريري لعدة أشهر لتحميله المسوؤلية”.
وعن السبب الذي يدفع الحريري إلى هذه الخطوة بالرغم من كل التداعيات السلبية، لفت إلى انّ “الحريري يعتبر أنّ وجود رئيس للجمهورية في هذه المرحلة هو ضمانة للبلد كي لا يتم تقسيمه أو ضمه لسوريا المفيدة، لأن عون إن لم يأتِ رئيساً قد يوافق على ذلك”.
بدوره أكدّ الصحافي والمحلل السياسي مصطفى فحص “جنوبية” أنّ “حزب الله لا شأن له بالحريري إن جاء إلى الانتخابات دون السعودية، كل ما يرغب به الحزب الحصول على تغطية لكل ما يفعله في لبنان وفي سوريا، هو يريد شركاءً ولكن بشروطه والحريري لا يملك هذه الشروط التي يريدها الحزب لذلك نحن نمر في مرحلة عبث وطني”.

إقرأ أيضاً: هذه المرة عون أقرب إلى قصر بعبدا.. فهل سيفعلها الحريري؟
مضيفاً أنّ “الحريري ليس الخاسر الوحيد وننتظر لتنجلي الامور فالحريري نقل الكرة من ملعبه والاتهام بأنّه هو الذي يعطل إلى ملعب الآخرين، هو إن سمّى ميشال عون سوف يخسر جزءاً من شارعه ولكنه سوف يكشف أوراق خصومه بأنّهم هم من لا يريدون انتخابات”.

مصطفى فحص

وأردف فحص “أما إن حصل هذا التوافق فالحريري لن يبقى في السلطة إلا لأشهر لأنّ المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين”.

متسائلاً “كيف إذا كان الجحر هو جحر حزب الله ومن خلفه عصابة الأسد والحرس الثوري”.

إقرأ أيضاً: الحريري ذاهبٌ لترشيح عون: أنا الغريقُ فما خوفي من البللِ؟
كما استبعد فحص أي مقاربة بين هذه المرحلة والمرحلة السابقة لاغتيال الشهيد رفيق الحريري موضحاً “ما من جيش سوري في لبنان ولا لجنة أمنية مشتركة، وإن ورث حزب الله الوجود السوري ولكنه يخضع لحسابات لبنانية وطائفية وأيّ مغامرة خاطئة ستؤدي إلى انفجار الديموغرافيا في وجه حزب الله فالسنة زاد عددهم إلى مليون ونصف المليون وهم الإخوة السوريين، كما أنّ الظروف الإقليمية لن تسمح بأي خطأ لأنه سوف يؤدي إلى اشتعال لبنان وضمه إلى باقي المناطق المتوترة والمجتمع الدولي يكتفي بما هو فيه في العراق وفي سوريا”.

السابق
علي حسن خليل يرد على التيار الوطني الحر: لم أتحدث عن ثنائية مسيحية – سنية
التالي
الحريري يرشح عون: لبنان في السلّة الإيرانية