طيلة عهد بان كي مون أشد موقف اتخذه إبان كل الأحداث الضخمة التي تُحدِث ضجيجاً في العالم هو تعبيره عن قلقه ازاء الصراعات المتافقمة في مختلف أنحاء العالم خصوصا في السنوات الخمس الأخيرة مع الاحداث السورية واليمنية وغيرها من الحروب في المنظقة دون اتخاذ أي خطوة من شانها انهاء تلك النزاعات أوالحد من انتشار الإرهاب. وهذا ما كان يثير موجة انتقادات وسخرية واسعة من الراي العام ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، فالامين العام للأمم المتحدة القلق باستمرار كان هؤلاء بدورهم يقلقون لقلقه.. ويقلقون عندما يتأخر بالإعراب عن قلقه.
وقد قامت الجمعية العامة اليوم بتعيين السياسي البرتغالي أنطونيو غوتيريش، أمينا عاما للأمم المتحدة، ليخلف بان كي مون. الأمر الذي يطرح تسؤالا هل سيسير غوتيريش على خطى با كي مون بالقلق.
اقرا ايضًا: بان كي مون قلق من زعزعة لبنان: سلاح حزب الله تهديد للاستقرار
وقد شغل أنطونيو غوتيريش البالغ حاليا 67 عاما منصب رئيس وزراء البرتغال من عام 1995 حتى عام 2002. ومن ثم شغل منصب المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الفترة من 2005 إلى 2015 وهي فترة شابتها أخطر ازمات اللاجئين في العالم، بينها أزمات لاجئي سوريا والعراق وأفغانستان.
وتوجه غوتيريش الذي يتحدث البرتغالية والإنجليزية والاسبانية والفرنسية بطلاقة خلال فترة إدارته أكثر من مرة إلى الدول الأكثر ثراء مناشدا إياها بعمل المزيد من أجل مساعدة اللاجئين الذين يفرون من مناطق النزاع.
اقرا ايضًا: بان كي مون قلق من التسليح الروسي لنظام الرئيس الاسد
وأثنى أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون على تعيين غوتيريش أمينا عاما جديدا للمنظمة الدولية، وأيضا أثنى على الطريقة التي اختير بها. وقال بان، في كلمته أمام الجمعية العامة، إن “غوتيريش ليس معروفا فقط في أروقة الأمم المتحدة، بل إن شهرته تسطع في عمله على الخطوط الأمامية في اماكن الصراعات المسلحة والمعاناة الإنسانية”. ولم يخف الأمين العام إعجابه بروح خدمة غوتيريش، واصفا إياه بالخيار الرائع لتوجيه هذه المنظمة في عالم اليوم المليء بانعدام الأمن وعدم اليقين. وختاما وجه بان كي مون حديثه إلى خليفته المكلف، قائلا إنه فيما يستعد لتسليم القيادة، فإنه على ثقة بأن “الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وشعوب العالم يتطلعون إلى ولايتك بثقة وإثارة”.
وكان الرئيس البرتغالي السابق أنيبال كفاكو سيلفا قد قال في وقت سابق إن غ”وتريس قد ترك إرثا في الوكالة التي كان يديرها مما يعني أنه أصبح اليوم “صوتا محترما يستمع إليه العالم”، وفقا لوكالة أنباء فرانس برس.
وقد صوت أعضاء مجلس الأمن الدولي بالإجماع على ترشيح غوتيريش لتولي منصب الأمين العام خلفا لبان كي مون، واختير اليوم رسميا لشغل هذا المنصب. وسيتولى غوتيريش المنصب في كانون الثاني المقبل.
