حزب الله يشيطن معارضيه ويسخّر الدولة لكم الأفواه

عرضنا أمس في مقالة تحت عنوان…. التهديد العلني الذي تعرض إليه ابن بلدة البازورية عباس الحسيني من قبل أحد مسؤولي حزب الله ، فالحسيني الذي تمّ فبركة ملف له ليقبع شهراً بالسجن ثم يخرج برأفة ما تبقى من العدالة، قد تعرض أيضاً للضرب والاعتداء وصولاً لتهديدات صوتية علنية، تؤكد له أنّ “فركة الأذن” لم تنتهِ.

ما يقلق أكثر من هذه التهديدات، هو الجو المشحون التابع لحزب الله، والذي تمثل بالذين هاجموا الحسيني حينما عرض التسجيلات الصوتية التي توثق ما يتعرض له، لاجئين إلى لغة التخوين والشيطنة، كما إلى التحقير الصريح بالدولة وهيبتها، في مقابل التأكيد أنّ السلطة بيد حزب الله وأنّ لا صوت يعلو أو حتى يجرؤ على أن يكون سواسية و صوت حزب الله. (هل تعلم انه ممنوع على اي عنصر من حزب الله مهما ارتكب ان يستدعى الى تحقيق في مخافر الدرك باعتبار ان عناصر حزب الله يقومون بفعل مقاومة في كل ما يمارسونه؟).

الحسيني ليس إلا نموذجاً لما يعانيه المعترضون على حزب الله في بلداتهم، ومن الحملات التي يشنها الحزب عبر أذرعه الممتدة إعلامياً ومناطقياً وحتى طائفياً، وعبر محازبيه في البلدات.
سياسة كمّ الأفواه لا زالت هي الهاجس الأوّل للحزب الذي لا يتوانى عن التهديد والتهويل والاتهام وتركيب الملفات وقطع الأرزق وصولاً للاعتداء الجسدي والمعنوي.

صورة الحزب تتجسد في بيئاته، وفيما يعانيه معارضوه.  وليس كذلك بل أيضاً لم يكتفِ الحزب في البلدات الخاضعة لسطوته بتقييد حرية المعارضة والانتقاد وتصويب الخطأ، وإنّما اتجه لأن يكون أكثر تطرفا أو أكثر وقاحة باستخدام الدين والمذهب لمآربه، فالحزب لم يتوسل الصفة المدنية  إلا من اجل تنفيذ مخططات تتماهى مع ايديولجيته وأجندته والمشروع الذي يخطط لتعميمه في لبنان.

فمشاهد بلدات عيترون وجبشيت و زوطر و….، تكاملت بخطاب حزب الله في عاشوراء والإيعاز إلى حاضنته بتجنب الاختلاط لما به من تداعيات سلبية على علاقات قد تؤدي إلى الخيانات الزوجية وغيرها..

حزب الله من الاسم الى ايديولوجيته الدينية يسخرهما من اجل مصالح سياسية وحزبية ومن يعترض على سياسته فهو يمس الدين والمذهب وصار يستحق ان يعاقب..اما الدولة والقضاء وقوى الامن فهي في غالب الاحيان في يد سلطة الحزب او تغطي عدوانه بالصمت والعجز.

تحية الى عباس الحسيني الذي لايزال يؤمن بأن حزب الله ليس الله.

السابق
بان كي مون «القلق» تنتهي ولايته.. فماذا عن الأمين العام الجديد؟
التالي
أبو جمرة: تاريخ 13 تشرين اول لن يرحم ميشال عون!