الضربة الاميركية مستبعدة والبنتاغون سيسلح المعارضة السورية

طيران امريكي
كثرت التحليلات السياسية بعد تصريح اميركا انها بصدد بحثها جدياً توجيه ضربات مركزة على بعض معاقل جيش النظام السوري، فيما اعلنت دمشق في خطوة استباقية لتلافي التصعيد الاميركي، عن تقليص عدد غاراتها الجوية على حلب.

روسيا عززت اسطولها العسكري في البحر المتوسط وأرسلت المزيد من المنظومات الصاروخية المتطورة. ويرى الأميركيون في صواريخ ارض – جو أس 300 المرسلة من روسيا إلى قواعدها في سوريا إنذارا خطير يقرع طبول المواجهة مع اميركا في حال ارادت الاخيرة توجيه ضربة عسكرية إلى معاقل الأسد.

اقرأ أيضاً: إيران وإسرائيل .. من تقاطع المصالح الى التحالف

وحظي خيار التلويح الاميركي بضرب معاقل للأسد بموافقة الـ”سي آي إي”، وهيئة الاركان العامة للجيش الاميركي. إلا أن عدة علامات استفهام تحوم حول الخيار الاميركي الذي إذا ما حصل فعلاً سيتداعى سلباً على مستوى الشرق الاوسط والداخل الاميركي القريب جداً من عشية إنتخاب رئيسه الجديد للبيت الأبيض.

الصحف الاميركية تقرع طبول الحرب، هذا ما قالته صحيفة الراي الكويتية. في المقابل أعلن الجيش السوري في بيان رسمي له نشرته وكالة سانا ان الطيران السوري سيقلص عدد ضرباته على مدن حلب الشرقية والجنوبية المحاصرة بعد ان حقق تقدماً ملحوظاً على ارض المعركة.

في المقابل نقلت صحيفة ازفستا الروسية عن مصدر وصفته برفيع المستوى في الجيش الروسي عن ان موسكو لديها خطة “ب” لمواجهة الخطة الاميركية في روسيا، ورجح المسؤول العسكري الروسي ان تبقى الخطة الاميركية ضمن حدود زيادة الدعم للفصائل المعارضة.

المعارضة السورية

وفي التحليلات الصحافية للوضع السوري، كتب المحلل السياسي غازي دحمان في صحيفة العربي الجديد مقالا بعنوان “روسيا ومخاطر السنة الثانية في سوريا”، أشار فيه إلى أن المشهد السوري اكثر تعقيداً مع إستهلال روسيا لسنتها الثانية في سوريا، وتبدو الإحتمالات الحالية لسير المواجهات مفتوحة على مخاطر جمة.

ورأى دحمان أن روسيا باتت مكشوفة اهدافها في سوريا، فمجيئها كان بهدف ضرب المنظمات الإرهابية إلا أن مضي عام على مشاركتها اثبت إنحيازها لإيران والنظام السوري، وأضاف أن غض الأطراف الدولية طرفها عن ما تقوم به روسيا زاد لديها اغراءات النصر وتحقيق مكاسب سياسية وجيوسياسية،.

وأنهى الكاتب كلامه عن إنتهاء عامل الصدمة لدى روسيا.

وفي اتصال موقع جنوبية مع المحلل السياسي سامي نادر شدد على «أن التجربة السابقة لأوباما مع الملف السوري أثبتت تردده في الذهاب للحل العسكري، ربما لأن يديه مقيدتين بجائزة النوبل للسلام أو مقتنع بضرورة الإبتعاد وعدم الإحتكاك مباشرة مع قوى اجنبية في صراعات الشرق الاوسط، ولكن ربما تتغير إستراتيجية اميركا وتضع خيارات جديدة خصوصاً ان السبل الدبلوماسية فشلت».

ورأى نادر «ان اميركا تعمل بجهد لإعادة التوازن إلى الأرض لأننا نعيش في سيناريو مشابه للحرب الباردة، القائمة على التوترات والتسويات».

سامي نادر

وأشار نادر «انه من المرجح أن يتم نقل الملف السوري إلى البنتاغون كي يتولى أمره في المرحلة التي ستكون أميركا منهمكة في إنتخاباتها الداخلية، والبنتاغون قادر على تولي دفة الامور، خصوصاً ان عدة مؤشرات دلت في السابق إلى ان الضربة العسكرية على معاقل الأسد في دير الزور لم تكن عبثية إنما نفذتها الطائرات الأميركية بطلب من البنتاغون”.

وبرأي نادر انه ” يوجد عدة سيناريوهات للتدخل في سوريا، من ضمنها تكثيف الدعم العسكري، ذلك ان الصراع يعاني خللا مخيفا سمح للنظام وحلفاؤه في التقدم بشكل كبير جداً. فهناك قوى تمتلك السلاح الثقيل والطائرات والدبابات وهو النظام وحلفاؤه، وفريق اخر يعاني من شح في العتاد العسكري”.

اقرأ أيضاً: هل تستسلم أميركا لروسيا في سوريا؟

وختم نادر “انه حال ارادت اميركا التدخل سيكون من باب منح المعارضة المسلحة المزيد من الأسلحة النوعية لإعادة التوازن إلى هذا الخلل، وبالتالي إجبار الاطراف كافة إلى الذهاب لتسوية سياسية شاملة».

السابق
قيادي إيراني: استراتيجية الخامنئي كانت نقل المعركة إلى لبنان
التالي
لافروف: روسيا مستعدة للعمل على مشروع القرار حول الازمة السورية الذي تقدمت به فرنسا