لماذا تقبلت «الممانعة» صفعة دير الزور؟

..وقد أكد الجيش السوري أن هذا العمل يعدُّ إعتداءاً خطيراً ضد سوريا وجيشها ويشكّل دليلاً قاطعاً على دعم واشنطن وحلفائها "داعش" وغيره من التنظيمات الإرهابية، ويفضح زيف إدعائاتهم في محاربة الإرهاب. اما طهران فاعتبرت ان هذا الاعتداء يهدد الهدنة التي نتجت عن الاتفاق الروسي-الاميركي، فيما الموقف الروسي اكتفى بالحديث عن العناد الاميركي.

هذه المواقف أتت، بعد ان أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن مقتل 62 جنديا سوريا وجرح 100 آخرين في القصف الأميركي على موقع تابع للجيش السوري في دير الزور، لافتة إلى أن مقاتلتين من طراز – F16 وأخريان من طراز A-10 غراوند أغارت على الموقع، مشيرة إلى أن الجيش السوري يخوض معركة شرسة مع “داعش” قرب مطار دير الزُّور العسكري، موضحة أن المقاتلات الأميركية اخترقت الأجواء السورية من جهة العراق.

الخلاصة ان الممانعة مقتنعة بدعم اميركا لداعش، وان الضربة الاميركية مقصودة اكثر مما هي خطأ، والارجح ان المقاتلات الاميركية لا يمكن ان تخطىء في موقع بهذا الحجم، وهذا ما يكشف عنه عدد القتلى والجرحى (162 بين قتيل وجريح). الموقع العسكري المستهدف ليس هامشيا او انه موقع يمكن ان يكون غائبا عن المتابعة الاستخبارية والاقمار الاصطناعية.

إقرأ أيضاً: رُعب القاتل: من الأسد إلى «الممانعة»

موقف الممانعة لن يكون اكثر شدّة من موقفها من موقفها من الغارات الجوية الاسرائيلية على دمشق او على قوافل حزب الله العسكرية في سوريا. الصمت بليغ على الارجح، ربما على وزارة الخارجية السورية ان تتقدم بشكوى الى مجلس الأمن، وربما اكثر كتوجيه تهديد، لكن لن تفعل الممانعة ولن يفعل الاسد شيئا من اجل الضحايا ضد واشنطن، والسبب ببساطة ان واشنطن هي من يوفّر الحماية للنظام بالمعنى الاستراتيجي، فمنع اسقاطه، ومرّر مجازره الكيماوية، واستجاب للمصالح الاسرائيلية.

دير الزور

الضربة الاميركية ليست اكثر من تنبيه، ومحاولة للرد على مزايدات الممانعة. الاتفاق الروسي- الاميركي حمى النظام السوري، وتجاوز الحديث عن المرحلة الانتقالية في سوريا.

إقرأ أيضاً: الجيش الروسي: الطائرات الأمريكية تقتل 62 جندياً من جيش الأسد

اما تنظيم داعش فحديثه حديث آخر، هو سرّ استمرار النظام السوري، وذريعة بقائه، وشريان وجوده، واتهام واشنطن بالتنسيق مع داعش هو اتهام لواشنطن بدعم الحليف الموضوعي للنظام السوري.

يفترض ان ايران وواشنطن وهما ينسقان في مواجهة داعش في العراق، ان ينسحب الاتهام على طهران ايضا بانها تنسّق مع داعش في العراق، لكن يجب الانتباه ان الموقف الايراني بخلاف النظام السوري لم يتهم واشنطن بعد الضربة السورية بالتنسيق مع “داعش”.

الممانعة تتحمل صفعات واشنطن لكنها لن تتحمل عداءها.

السابق
بالفيديو: الأسد يقول ان سوريا ليست أموية وولاية الفقيه ليست اسلام سياسي!
التالي
اسرائيل تنشر فيديو قتل المواطن الأردني بعد تنفيذه لمحاولة طعن