لايكفينا أنّك «ابن الشهيد»: النبيه «أملنا»

عنوان صادم ربما، ولكن هنا يعكس طبيعة الحال التي يتخبط بها تيار المستقبل ومناصروه، ويصوّر سخرية الواقع، التي حوّلت الرئاسة إلى تقاذف الكرات بين "لبيك نصر الله" "والنبيه بلا هاء".

مساء السبت 24 أيلول عاد الرئيس سعد الحريري إلى بيروت، عودة لم تكن مصحوبة بكثير من التفاؤل، فكان بود الكثير لو أنّه أرجأها لما بعد 28 أيلول قاطعاً بذلك الطريق على ما تصدّر الساحة السياسية مؤخراً من تأويلات.
عودة الحريري أعادت من جديد مسألة ترشيح العماد ميشال عون، لتنضج الطبخة كما يبدو يوم أمس الإثنين، والذي زاد من دقة التسريبات هو زيارة الحريري لبنشعي وما تمّ إعلانه من مصادر إعلامية عن تداول موضوع انتخاب الجنرال، وعن وضع القرار بعهدة دولة الرئيس نبيه برّي.

ربما الرئيس الحريري يريد من هذه الخطوة إنقاذ الوطن، ولكن بهذه اللحظة بالذات عليه أن يفكر بإنقاذ نفسه، إذ لم يعد يشفع له كونه “ابن الشهيد”، تلك الحاضنة الشعبية الواسعة التي كانت دائماً الدرع الحامي له اليوم هي في أتم الجهوزية لتنتفض عليه، لا لعداء، ولكن لانه استنفد منها كل الأعذار والتبريرات.
جمهور الحريري اليوم يتخبط، وما زال معولاً أن لا يتخذ الرئيس قراراً يؤدي للطلاق البائن، ولا يمكن وصف هذا الجمهور بقلة الوفاء، بل هو كان الأكثر مصداقية مع الحريرية السياسية والأكثر التزاماً.
ولكن من بلع ترشيح فرنجية، ومواقف الحريري النافرة من بعض الشخصيات السنية، والحوار العقيم، والاعتدال الذي وصل في كثير من المراحل إلى الانبطاح، لم يعد يستطيع أن يهضم أكثر، فترشيح عون هو الطلقة الأخيرة في تلك العلاقة التي تجمع الحريري بشارعه.

سليمان فرنجية والحريري

لا يستطيع الحريري أن يراهن في هذه المرحلة على الغفران أو على إرث أبيه، أو شعبيته التي اكتسبها بالفطرة، وإنّما عليه أن يفكر كيف يقوي هذا العصب الذي لم ينفر منه والذي كان كلما احتجب عنه لموقف خاطئ، يعود ليحميه من أي طعن أو غدر.

إقرأ أيضاً: هكذا سيعلن الحريري ترشيح عون وهذه أبرز بنود الاتفاق

خطوة ترشيح عون من قبل الحريري لن تحميَ لبنان، شعارات “لبنان أولاً” و “ما حدا أكبر من بلدو” لم تعد كافية ولن تشكل ذرائع، فالوطن محكوم إيرانياً و وصول مرشح حلف إيران إلى بعبدا هو ما سيؤدي بالبلد إلى التهلكة.
ناهيك، عن تحوّل الحريري إلى ورقة محروقة ما بين السيد والإستيذ.. وانتخاب mon general لن يكون إلا تنازلاً وسقوطاً، سوف ينأى المناصرون عنه.

العديد من مناصري الحريري منذ يومين يرسلون له الرسائل، إن بمقالات صحافية هو بهاشتاغات، أو بتغريدات وتدوينات فيسبوكية، هم يحاولون أن يحافظوا على الفرصة الأخيرة والتي إن أضاعها الحريري ضاع بها إرث الشهيد.
يبقى، أن يثبت الحريري أنّه ليس ورقة وأنّ عون ليس “جوكر”، وأن يعلن أنّه قائد الطاولة لا حجراً يحرّكُ عليها، بين انتخاب عون وعدم انتخابه موقف، وبينهما أيضاً حالة سياسية أو يعود عصبها أو ينتهي.

إقرأ أيضاً: عون رئيساً.. كرة النار من الحريري إلى بري

اللافت في كل هذا استغاثة العديد بالنبيه، وهي استغاثة لا تحمل من الجدية بقدر السخرية، فمن وضع نفسه بتصرف 8 آذار، دفع حاضنته “مستهزئين” أن يقولوا لبيك لطرف من 8 آذار لا زال هو القادر على قطع طريق بعبدا عن شيخ الرابية.

السابق
حزب الله بندقية للايجار
التالي
إغضب لحلب…حملة لفضح جرائم بشار الأسد وحلفائه