ليس في عرسال تفجير بل مهرجان فرح… لذا غاب الإعلام وطُمس الخبر

لم تستضف عرسال لا نانسي عجرم ولا عاصي الحلاني، ولم تحكمها الثنائية السياسية الكيدية التي حكمت مؤخراً صيدا وطرابلس فكانت بمثابة دعاية ترويجية، كما لم يرتبط مهرجانها لا بشعارات داعشية ولا بأصوات شاذة، فغاب عنها الإعلام ومرّت نشاطاتها دون عدسة تصفق لإرادة الحياة.

يوم ترفيهي خصصته بلدية عرسال الجمعة (16 أيلول)، تضمن مهرجاناً رياضياً وثقافياً انطلق عند الساعة الثانية ظهراً واستمر حتى الرابعة عصراً وذلك في ملعب جسور النور.
نشاطات هذا اليوم تلخّصت بثلاثة عناوين ترفيهية هادفة، فكان أوّلها ماراثون رياضي للدراجات الهوائيات، وثانيها معرض للرسومات والحرف اليدوية، أما مسك الختام فكان للموسيقى والشعر. هذا اليوم الذي مازج الفن بالثقافة بالرياضة نظمته البلدية بالتعاون مع جمعية باي بايك بيروت وجمعية جسور النّور وتكتل منظمات المجتمع المدني في البلدة.

إلا أنّ اللافت، في مهرجان عرسال المتواضع نسبةً لما جاراه والأكثر أهمية لحيثيته، وللرسالة التي يحملها، هو غياب وسائل الإعلام، الوسائل نفسها التي كانت لتسارع لنقل وتغطية أيّ شيطنة لعرسال في متابعة لحظوية.
هذا الإعلام الذي لعب الدور الأسوأ بنقل الصورة السلبية لعرسال، يعتكف بخبث عن الاعتذار منها بالصورة والكلمة، ويترفع عن تغطية تتعالى عرسال بها عن الشهادة لحضارتها، فيما كان ليثبت هو من خلالها أنّه صوت الحق والموضوعية.

مهرجان عرسال

حتى تُدار العدسة لعرسال، كان لا بدّ من زوجة زعيم، تنظم المهرجان بفستانها العالمي وبمجوهراتها الماسية، وبحضورها البرجوازي، ولا بد للبطاقات أن يتجاوز ثمنها قدرة الفقير.
ما نسرده ليس انتقاداً لما حدث من مهرجانات، والتي نصفق لها وللمجهود الذي بُذِل في سبيلها، وإنّما هو مقارنة بينها وبين عرسال، لجهة اهتمام فئة الإعلام والسياسة التي تجذبها على ما يبدو إمّا الانفجارات أو رعاية زوجة الزعيم.

إقرأ أيضاً: مهرجانات الفرح والفن.. قادمة إلى عرسال
عضو المجلس البلدي في عرسال ونائب رئيس البلدية السيدة ريما كرنبة تؤكد لـ”جنوبية”، أنّ “النشاطات خطوة أولى وعرسال سوف تظلّ متابعة على هذا النهج الثقافي والحضاري، والمهرجان الحدث كان متواضعاً كونه لم يتوفر الوقت الكافي لتحضيره وقد اتخذ القرار به سريعاً”.
وتلفت أنّ “البلدة ستشهد مهرجانات كما التي شهدتها سائر المناطق وإن كنا نأمل أن يكون مهرجاننا الأول الذي يتخطى صفة المحلية في اليوم الذي يتم به إطلاق سراح أبناءنا العسكريين المخطوفين”.
فيما يتعلق بالمهرجان توضح كرنبة أنّه “مهرجان ثقافي ورياضي ولم تحتجب عنه الموسيقى فقد كان هناك فقرة موسيقة وفقرة شعرية، كما كان لذكرى انطلاق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (جمّول) والتي صودف تزامنها مع تاريخ الاحتفال وقفة منا لا سيما وأنّ عرسال قد قدمت بها أكثر من 40 شهيداً”.

إقرأ أيضاً: ردّاً على صوت التطرف: صيدا رقصت.. #صيدا_مدينة_للحياة
أما للإعلام فقد وجهت عتباً كبيراً معلقة “وجهنا دعوات للجميع ولكن لم يحضروا رغم تمنياتنا، وهذا يعكس صورة سيئة للإعلام بذهن العرساليين الذين أصبحوا يضعونه دائماً في صورة المنتقد لهم والناقل للجانب السيء، حاولنا دائماً أن نغير الصورة وأن نقول لأهالينا أن الإعلام سوف يكون موضوعي في التعاطي معنا، ولكن للأسف غيابه عن المهرجان لا يشكل مؤشراً ايجابياً”.

السابق
هيلاري لها علاج.. دونالد لا علاج له
التالي
سقوط عناصر لحزب الله في الغارة الاميركية على دير الزور