سجال الحريري – ريفي: لا يمثل الشارع الطرابلسي!

لم تعد "العنتريات" تشبع الشارع الطرابلسي، ولا التسويات، لا صوت الوزير المستقيل أشرف ريفي المرتفع، ولا دبلوماسية الحريري التي وإن يبررها بحرصه على الوطن، إلا أنّها أكدت الفشل وأنّ الوطن بات عاصمة دويلة.

حزب الله وحركة أمل ليسا أفضل حالاً، يتناحران على أسخف القضايا من تمزيق صورة لثوب تخرج، يتضاربان بالكراسي بل ويرفعان الأسلحة ولا يتركان شتيمة إلا ويتسثمرونها في حربهم المؤقته وصولاً للتخوين وللمتاجرة وللتبعية الخارجية.

الثنائية الشيعية المتقاتلة في زواريب الحارات الضيقة والتي يصلنا منها ما قلّ ودلّ من المناكفات، صحيّة أكثر من الازدواجية السنية، فالرئيس نبيه برّي لم يقل للسيد حسن نصر الله “حربك لا تمثلني”، مع كل تحفظاته عليها لحد وصفها أنّها لا تخدم إلا مصلحة اسرائيل.
الانفصام الضمني بين الحركة والحزب لا يظهر على مستوى القادة فيحاول كلّ زعيم شدّ مناصريه والتأكيد أنّ الأخر ضمانة له.

في سياق اخر، الشارع المسيحي على الرغم من عنتريات باسيل ولطشات فرنجية، هو بعافية أكثر، فرئيس حزب القوات سمير جعجع وطّن عون في معراب، فتخطوا تاريخاً من الدماء بورقة تفاهم مسيحية، ولم يتوقف الحكيم بحنكته عند حدود الرابية بل يعمل على جبهة مسيحية موحدة يكون بها كل الأفرقاء من المردة للكتائب وسواهما.

جعجع وعون

درزياً، بالرغم من كل التعارض بين النائب وليد جنبلاط والنائب طلال أرسلان، والتناقض مع وئام وهاب، فما زالت الأمور ممسوكة ولم تصل حدّ الشقاق، فلم يستثمر جنبلاط مثلاً اتهام مرافق وهّاب بعبوة مجدل عنجر ولم يعلّق بما يمكن له أن يسبب حالة من النزاع بين طائفة الموحدين.

إقرأ أيضاً: إلى اللواء أشرف ريفي: ابتعد عن مرآتك قليلاً

وحده الشارع السني من يأكل زعماؤه لحم بعضهم، والمزايدة باتت عنوان المرحلة، فالحريري لا يمثله ريفي، والأخير يريد استبدال ذاته زعيماً عن الأوّل لأنّه انتهى.
وميقاتي هناك كراهية ضدّه، وكرامي حليف لنظام تسبب بتفجير المسجدين، فيما الصفدي لم يجد ثباتاً سياسياً يخبط به يده على الطاولة ويقول “أنا هنا”.
والبقية يتوزعون بين هؤلاء في شارع بات متناحراً مع نفسه ومنفصلاً عن ذاته، القضية لم تعد الوطن وإنّما كيف نسجل نقاط إعلامية، إن بتغريدة أو تصريح.

إقرأ أيضاً: عندما يتوق أهل السنة إلى زعيم «يتجاوز» القانون لأجلهم!

المتضرر من كل ما سبق هو الطائفة، الأكثرية بعددها، و الأقلية بفعالية تمثيلها، وحده الوزير نهاد المشنوق من فهم اللعبة، فأمسك العصا من المنتصف، هذا لا يعني أنّه أفضل من الذين ذكروا، ولكنّه كان أذكى برصد الفراغ في هذا الشارع وبتقديم نفسه عبر استثمار الموقف المناسب في الوقت المناسب لتعبئة هذا الفراغ.

ودائماً كلّ لحسابه. فحين تغيب القضية الوطنية الجامعة هذا ما يجري.

السابق
حزب الله ينعى مقاتلاً له من بلدة شقرا الجنوبية
التالي
لماذا حذف موقع الكلمة أون لاين خبر افشال الحريري لمهرجان طرابلس؟