عندما يتوق أهل السنة إلى زعيم «يتجاوز» القانون لأجلهم!

وما العنوان أعلاه إلا جملة تعبر عن الاختناق الذي يعانيه شباب أهل السنة والجماعة في لبنان من حصار امني مستطيل.

ليس المقصود بالعنوان دعوة إلى الخروج على القانون والنظام، ولكنّه باختصار جملة تعبّر عن الاختناق الذي يعانيه شباب أهل السنة والجماعة في لبنان من حصار أمني مستطيل تحوّل إلى كابوسٍ لم يعد يوفر أحداً منهم، سواء كان ممن يرفعون الصوت و”يشاغبون”.. أو ممن يتلطون بالحيط ليصلوا الى البيت!
وسواء كان من الشباب السّاعين إلى الذهاب إلى سوريا لنصرة الشعب السوري أم كان متصوفاً يتنقل بين الزوايا والتكايا، حتى بلغ السيل الزبى مع اعتقال مفتٍ سابقٍ هو الدكتور بسام الطرّاس…

عندما نتوق إلى زعيم يُزيح القانون لبرهة لصالح روح القانون التي ترمي إلى تحقيق العدالة ولو بأساليب تستدعي منطق القوة، خاصة مع خروج الكثيرين على منطق الدولة في لبنان.

الشيخ أحمد كمون
الشيخ أحمد كمون

بصراحة، ربما يكون غريباً أن يًقدم زعيمٌ سنّي على التدخل لدى القضاء، اذا حصل هذا التدخل.
ولكنّه ليس غريباً على الآخرين الذين يحوّلون المجرمين إلى قديسين ويمنحونهم حصانات لا تنتهي بعد 300 سنة.

عندما يتوق السنة إلى زعيم يزيح القانون وينظر إلى واقعهم المرير بعين القهر والإنكسار الذي يعانيه أهله وناسه ..هو عنوان صادم نعم.
لكنّه الأكثر تعبيراً عن الإحباط والفشل في الخروج من دائرة مفرغة باتت تدور بين توقيف وتعذيب وسجن ومحاكمات دهرية لا أحد يعرف متى تبدأ ولا متى تنتهي وإذا انتهت وخرج هؤلاء الشبان من السجون، يُحوّلون إلى مشبوهين دائمين يدأب الأمن على محاصرتهم ليل نهار وعلى ابتزازهم بأشكال مختلفة.

إقرأ أيضاً: «الطرّاس» يُفشل خُطّة مقايضته بمرافق وهّاب: التسوية والتسييس أسقطهما المشنوق

عودة الى إلتوق لمنطق القوة، مابين الكلمة التي اشتهر بها معالي وزير الداخلية نهاد المشنوق “أنت عارف حالك مع مين عم تحكي” وبين اعتقال المفتي السابق لراشيا الدكتور الشيخ بسام الطرّاس، معانٍ وإيجابيات لم يلحظها كثيرون وسط ضجيج إعلام مرهون لأوامر جندي الفقيه في لبنان، عمل على “شيطنة” شخص مسالم لم يعرف سوى الكلمة وحسن الخطاب سبيلاً لحركته ونشاطه.

إنّ تطورات الساعات الماضية يُبنى عليها أمور عديدة؛ منها :

أولاً :
إنّه لفخرٍ أن يتدخل معالي الوزير نهاد المشنوق لحلّ معضلة ومنع فتنة ليلة العيد على خلفية اعتقال الدكتور بسام وخاصة مع ما رافق ذلك من قطع طرقات ليلاً واعتصامات فورية خشية إلباسه لبوس “الارهاب” كالعادة.

ثانياً:
إنّ الكلام الذي صدر في الإعلام عن تدخل وزير سيادي لاطلاق سراحه لهو فخر لأهل السنة ولرجال الدين أن يكون هناك رجل قوي يعتمدون عليه لرفع الظلم والغبن الواقع على الطائفة .

ثالثاً :
إنّ التدخل لرفع الظلم هو من الأخلاقيات وتحمل المسؤوليات ليس الا .

رابعاً:
ما نسب عن تسريب تسجيل صوتي للأستاذ أحمد الأيوبي (منسق التحالف المدني الاسلامي ) فهو لربما كان بمثابة “ربّ ضارة نافعة” فهو عَكَس الحاجة الماسة إلى سقف حماية يفتقده اهل السنة في لبنان، إذ بدأ الرأي العام السني يتلمسه بقوة بمواقف الوزير المشنوق الأخيرة، وخاصة منذ اتخاذه قرار حل حركة حماة الديار ثم الحزب العربي وجناح منقارة في حركة التوحيد، وبلغ درجة متقدمة مع اندفاع الوزير المشنوق في قضية الدكتور بسام.. حيث استعاد الشارع السني أنفاسه بعد فترة إحباط وكمود طويلة، أصابته نتيجة عوامل معقدة وكثيرة.

إقرأ أيضاً: الدكتور بسام الطرّاس: شكراً للمشنوق وريفي ولا استغرب الإعلام الحاقد
فبعد هذه التسجيلات تخلّى كثير من الشبان في طرابلس ومجدل عنجر وعكار عن صورة سلبية رسمتها الحملات الاعلامية والسياسية لديهم عن الوزير المشنوق، وباتوا يشعرون أنّهم لن يكونوا لقمة سائغة لتوغل الأمن في حياة الناس وهذا تحول هام لا يمكن اغفاله.

الشيخ الطرّاس

خامساً:
أثبت شباب التحالف المدني الإسلامي فعالية مشهودة في مواكبة المستجدات وفي التواصل على امتداد الساحة اللبنانية، وبدا أنّهم يحققون المزيد من الحضور المؤثر في الاوساط المدنية والدينية على حد سواء.
سادساً:

إنّ تشبيه قضية الضغط لإطلاق الدكتور بسام طراس بقصة وقضية شادي مولوي هو أمر بعيد كل البعد عن الحقيقة والواقع. فشتان شتان ما بين رجل دين وعلم لا تحوي سيرته أي سابقة سلبية، وبين شخص اعتمد منهج المواجهة والصدام مع الأمن في البلد، رغم اعتقادنا أنّه يجب مراجعة تجربة هؤلاء الشبان والعمل على عدم تكرار ظروفها ومسبباتها.

 

سابعاً:

إنّ التنسيق أو التعاون الذي صدر من اللواء ريفي مع وزير الداخلية هو ما نطلبه دوماً بأن يكون لدينا رجال أقوياء يستطيعون أن يحموا ظهور طائفتهم ويحفظوا كرامة الناس ويمنعوا وقوع الظلم على أيّ كان بغض النظر عن الطائفية المقيتة التي نعاني منها .

ثامناً:

رجال الدين السنة هم أيضاً خطّ أحمر ويجب اعتبار دار الفتوى مرجعية لدى أجهزة الأمن في البلد لجهة التوقيف أو طلب الاستدعاء فيجب أن يكون التنسيق قائماً منعاً للفتنة.

تاسعاً:

نحن أهل انصاف وعدل، كونوا قوامين بالقسط شهداء على الناس.

عاشراً:

من لا يشكر الناس لا يشكر الله فشكراً معالي الوزير نهاد المشنوق ونقول بعد  ما سمعناه من الدكتور بسام الطرّاس عما عاناه خلال ساعات اعتقاله القليلة يجعلنا على قناعة بأنك اتخذت القرار الصائب … فلا يحرجنك إعلام مأجور او حاقد موتور من ان تثبت إلى جانب إخوانك وتحمي ظهورهم في أوقات الشدة والحرج .

حادي عشر:

إنّ ما تقدم هو رأيي الخاص حول ما جرى مؤخرا وقد اكون مصيبا او مخطئا فأسأل الله الأجر ان اصبت والعفو في حال الخطأ.

(خطيب مسجد صلاح الدين – الميناء)

السابق
المرصد السوري يوثق: عدد قتلى الحرب السورية تخطى الـ301 ألف
التالي
الدكتور بسام الطرّاس للتحالف المدني الإسلامي: شكراً لدوركم الأبرز