حزب الله أطعم القوات «الخبز»… فمتى الحريري على سفرة «أشرف الناس»؟

ليس اللقاء حول طاولة طعام في أحد مطاعم الضاحية الجنوبية يدل على أنّ العلاقات في أحسن حالاتها. فلقاء النائب علي فياض القيادي في حزب الله مع النائب عن القوات اللبنانية شانت جنجينيان لا يعني بالضرورة أنّ العلاقة بين الطرفين إيجابية جداً، لكن هو اللقاء الأوّل بين الحزبين منذ التحالف الرباعي الشهير عام 2005 عندما تحالف الطرفان في الانتخابات النيابية في ذلك الحين.
وهو يأتي بعد سيل من الاتهامات المتبادلة والتي جعلت العلاقة بين الحزبين متنافرة إلى حد العداء. لا سيّما أن حزب الله طالما اتهم القوات بالعلاقة مع اسرائيل وبالتآمر عليه، وظلت العلاقة بين الطرفين هي الأكثر حدة وتباعد بين الاطراف اللبنانية.

يقال الكثير الكثير في هذا المجال لكن ما معنى هذا اللقاء اليوم؟ المعلومات المتداولة أنّ ما جرى هو نتيجة وساطة التيار الوطني الحر. والأرجح أنّ في حسابات التيار تعبيد الطريق للجنرال، القوات ليست بعيدة عن هذا الهدف، لكنها مهتمة بالعلاقة مع حزب الله كما أنّ حزب الله مهتم بأن يلعب دوراً محورياً في مشروع استقطاب المسيحيين في معركته مع التكفيريين وتوفير شروط الشرعية لهذا الدور لبنانياً، في سبيل توفير القبول الدولي لهذا الدور ومتطلباته في المرحلة المقبلة.

ليست القوات اللبنانية من يقرر هذه الشرعية لكن هي طرف محوري مسيحي لا يمكن لحزب الله أن يتجاهله في مشروعه الجديد، ففي شعار مقاومة اسرائيل لا حاجة لشرعية مسيحية شاملة. في الحرب مع الأكثرية السنية الحاجة تصبح ملحة لشرعية مسيحية شاملة وإلى شرعية درزية تتكفل بها التهديدات التي يجري توجيهها لجنبلاط بأشكال مختلفة.

الأرجح أنّ الدكتور سمير جعجع يرغب بعلاقة مع حزب الله، هو طالما شبه القوات بحزب الله من حيث البنية الحزبية والإجتماعية في عز العداء بينهما…حزب الله في المقابل يستثمر نفوذه لتوجيه رسائل للجميع ولا سيما سعد الحريري.. حلفاؤك صاروا أقرب إلينا أو يكادون عجل قبل أن تصبح وحيداً…أما سليمان فرنجية تعلم أنّه اقرب إلينا منك…فلا تبقى وحيداً وتعال إلى خيمة “المقاومة” التي تحميك أكثر من خيم آل سعود أو غيرهم من العرب.

السابق
بالفيديو.. صرخة ثائر من داريا: الله لا يسامح قيادات درعا والغوطة عم يتاجروا بالدم..
التالي
الانتحاريون الأطفال: «داعش» يُخفق هذه المرة