ناشطة من داريا لـ «جنوبية»: حملة تدمير اسدية روسية ايرانية أسقطت داريا.. لم تجد من ينصرها

"داريا" لم تسقط، وإنّما جرى خذلانها، "داريا" لم تستلم وإنّما صمدت حتى اخر حجر واخر قطرة ماء لكن لم تجد من ينصرها، يوم أمس تمّ الإتفاق على إخلاء داريا وتسليمها بعد تهديد بإبادة وبمجازر وبعدما أحرقت المدينة فأصبح الشهداء أكثر من الأحياء فيها.

ما إن تمّ تداول معلومات عن اتفاق داريا، حتى بدأت حملات التخوين تلاحق ثوارها وأهلها وهم الذين صمدوا تحت حصار الجوع وطوق النار، وبراميل النابالم اربع سنوات.
ثوار داريا انتصروا صموداً، ومن ساقوا حملات التخوين هم الخونة، هم من لم ينصروهم ولم يلبوا النداء، وتركوها تدفع ثمن الثورة والكرامة والحرية، حتى تحوّلت الأرض لرماد وأصبح البشر مادة تهددها الطائرات الروسية والنظام والميليشيات الايرانية بالإحراق.
اتفاق داريا كان الحل الأخير، لم يكن أمام الثوار من خيار فإما ان يغامروا بموت الألاف في أرض لا مستشفى فيها ولا أدوية ولا مواد غذائية، أو يوافقوا فينقذوا ما تبقى من المدنيين من الإبادة، ويؤكدوا أنّ ثورتهم لا تقبل بنحر المدنيين ولا بالتضحية فيهم دروعاً للبقاء.
فماذا حدث في داريا؟ كيف تمّ الاتفاق؟ من يتحمل المسؤولية؟ وما مصير البلدات المحاصرة الأخرى؟
الإعلامية والمراسلة في الغوطة الشرقية حنين الدمشقي، والمتواجدة في داريا، أكدّت لـ”جنوبية” أنّ “من يتحمل مسؤلية اتفاق داريا هو تخاذل الجبهات المجاورة للمدينة، مثل تجمع خان الشيح والغوطة الشرقية وحتى الجبهة الجنوبية، فيما تتحمل كل من درعا والقنيطرة المسؤولية الأكبر عمّا جرى في داريا”.
موضحة “الإتفاق أُجبر عليه ثوار داريا بعد الحملة التي استمرت ستة أشهر، إذ كان يسقط يومياً أكثر من أربعين برميلاً متفجراً وعشرين صاروخاً أرض – أرض ومئات القذائف والأسطوانات المتفجرة”.

إقرأ أيضاً: في ذكرى مجزرة داريا: النصر لها.. والعار لمن خذلها
وأردفت الدمشقي “في الأيام العشرة الأخيرة تمّ استهداف الأبنية السكنية والمستشفى الميداني الوحيد ببراميل النابالم الحارق المحرّم دولياً، وعمليات الاقتحام كانت شبه يومية وتعتمد على سياسة الأرض المحروقة بتخطيط من الجنرالات الروس الذين قادوا المعركة”.
مشيرة ان “هذه الاقتحامات كانت تتم بمعارك شرسة، وكان النظام يحرق الجبهة بالقصف التمهيدي قبل أن يدخل برياً، وحالياً  تمكن من محاصرة المدنيين تماماً بعد سيطرته على جميع الأراضي الزراعية”.
ولفتت الدمشقي أنّ “الاتفاق قد تمّ قبل معركة الأبنية السكنية وبعد تهديدات النظام بالإبادة وبالمجازر، أما التفاوض النهائي فقد تمّ يوم أمس وفي هذه اللحظات يتم إخلاء المدنيين إلى منطقة حرجلة بالغوطة الغربية، فيما الثوار ما زالوا موجودين، وسوف يتجهون تباعاً نحو إدلب، لتتحول المدينة خلال يومين لفارغة تماماً”.

داريا

وبيّنت أنّ “النظام سوف يستلم أرضاً محروقة وأبنية مهدمة تماماً، إذا أنّ 90% من المدينة قد تهدم، إلا أنّه بعد إعلانها منطقة امنة وخالية من “الإرهاب”قد تتم إعادة بعض المدنيين لاحقاً بعد تسوية أوضاعهم”.

وإن كان ما حدث في داريا نتيجة تخاذل المحيط قد يؤدي لتسوية اتفاقات جديدة في بلدات أخرى محاصرة، أوضحت الدمشقي “هذا تماماً ما سوف يحدث، وأعتقد أن الدور آتٍ على خان الشيح كما على مدن وبلدات الغوطة الشرقية”.

إقرأ أيضاً: داريا انتصرت والأسد إلى مزبلة التاريخ
لافتة ان “أكبر هواجس النظام بداريا كانت تأمين مطار المزة العسكري، كما أنّه سوف يتم تسليم أيضاً معضمية الشام بعد داريا ولكن ليس بنفس شكل الاتفاق الذي رأيناه، وإنّما سوف يتم الأمر بمصالحات عامة وتسليم سلاح وتسوية أوضاع، أما المدنيين فانهم سوف يبقون في المدينة كونها مهادنة سابقاً ودخلها المدنيون خلال الهدنة، مع الإشارة أنّ المعضمية ما زالت حتى اللحظة محاصرة”.

وتابعت الدمشقي أنّه “بهذه الخطوة يكون النظام قد بدأ بتأمين طوق العاصمة دمشق، وبما أنّ الغوطة الغربية تمّ تأمنيها فالخطر القادم هو على الشرقية والجنوبية”.

وعن إمكانية أن يتحرك الثوار في المناطق المجاورة لنصرة داريا واستعادتها، ختمت مؤكدة “لو كان سيحدث ذلك لكان حدث قبل الخروج، داريا تستغيث منذ ست أشهر دون أي ردّة فعل”.

السابق
المشنوق اطلع على مخاطر مشروع معمل عين دارة
التالي
منظمة العفو الدولية اشادت بقرار القضاء الفرنسي التراجع عن حظر البوركيني