هل يستطيع الإسلام أن يتعايش مع الغرب؟

سأقول لكم في هذا البوست مالم أقله من قبل، ومالم يقله أحد غيري لكم… سأقوله لغاية واحدة: لا كرها ولا حبا بأحد، بل حبا بكم، أينما كنتم في هذا الشرق المعذب، وخصوصا إذ كنتم أهلي في سوريا!
…..
المؤتمر الذي حضرته البارحة تناول موضوع: هل يستطيع الإسلام أن يتعايش مع الغرب؟ والجواب كان واضحا وصريحا: طبعا، لا! الحض على كراهية الآخر ورفضه، الذي تحقنه التعاليم الإسلامية في دماء أجيالها يهدد وجود وسلامة القيم والحضارات التي بناها الإنسان الغربي في القرنين الماضيين، ومن حق هذا الإنسان أن يدافع عن قيمه وعن اسلوب حياته في وجه ذلك الحقد! خصوصا وهو يملك اليد العليا، وبيده القوة التي يحتاجها لحماية نفسه.
….
علماء النفس والسلوك الغربيون يعرفون تماما مدى خطورة هذا الحقد، ولا يمكن أن يتجاهلوا تلك الخطورة مهما امتلكوا من سلاح! لا شك أن هناك مصالحا اقتصادية وسياسية تتصارع على الساحة، ولا أنكرها… ولكن القلق الذي يعتري المسؤوليين في الغرب حيال هذا الحقد، يبرر إلى حد كبير موقف الغرب، وخصوصا أمريكا، مما يجري في البلدان الإسلامية!
….
سأقول لكم: هذه الحروب ستستمر وستحصد الأخضر واليابس، ولن تترك بلدا من بلدانكم يسلم منها، وستقتل ملايين البشر..
والغرب في أفضل مواقفه سيتجاهلها مالم يكن محرضا لها.. لن تقوم لكم قيامة حتى تنظفوا مناهجكم ووسائل إعلامكم ومنابركم من كل تحريض على الحقد والكراهية!
….
لا شك أن لكل منكم شخصا يعيش في الغرب، اسألوه هل سمع في حياته أن صفا في أية مدرسة في البلد الذي يعيشه فيه قد حرض الأطفال على كراهية المسلمين أو الإسلام، أو أي شعب أو ديانة أخرى… موقف الدولة السياسي (أية دولة) شيء، وغرس الكراهية ضد الآخر في عقول الأطفال شيء آخر. من حق أية دولة أن تتخذ الموقف السياسي الذي يناسبها من دولة أخرى، لكن ليس من حقها أن تزرع الحقد والكراهية في نفوس أطفالها ضد شعب تلك الدولة أو أية دولة أخرى! من حق أي انسان أن يتبنى أي موقف سياسي، لكن يجب أن يتبناه عندما يصبح بالغا، لا أن يتبناه بناءاعلى حقد ديني حُقن في دمائه في طفولته المبكرة!
…..
أن تكره الإمبريالية الأمريكية وربيبتها الصهيونية شيء، وأن تعلّم طفلك في المدرسة أن النصارى هم الضالون وأن اليهود هم المغضوب عليهم شيء آخر!
….
هناك مثل أمريكي يقول: وقف الخسارة ربح! لقد ظفرت اليابان بقنبلتين ذريتن بعد ضربها لميناء هاربر الأمريكي وقتلها أكثر من 2500 أمريكي، وكانت الثقافة اليابانية يومها لا تقل عنصرية عن الثقافة الإسلامية اليوم. كانت تقوم على فكرة واحدة لا ثانية لها، ألا وهي “كل ماهو غير ياباني هو سيء”، لكن عقلاء اليابانيين في أعقاب ذلك الحدث أعلنوا استسلام اليابان لتفادي المزيد من الدمار. اليوم اليابان دولة من أكثر دول العالم تطورا ورفاهية، وتتميز علاقاتها بالغرب وتحديدا بأمريكا باحترام مبالغ فيه! والإنسان الياباني من أهذب شعوب الأرض وأكثره احتراما لأخيه الإنسان! بالمناسبة، اليابان هي الدولة الوحيدة في العالم التي منعت ومازالت تمنع بناء المساجد. لا يوجد مسجد واحد في اليابان!
….
الحكومات العربية والاسلامية تهيّج شعوبها دينيّا وعاطفيا، كي تتمكن من صرف أنظارهم عن الفساد والقمع الذي ترتكبه بحقهم. تشجيع هذه الحكومات للتجييش الاسلامي ليس حبا بالإسلام، وإنما طريقة مضمونة لـ “تجحيش” شعوبها وامتطاء ظهورهم. التقيت مؤخرا بوزير سوري متقاعد بعد عقود من “وزرنته” فرّ إلى أمريكا مع زوجته وأولاده الأربعة وملايينه غير القابلة للعد… سألته مازحة: هل مازلت ضد الامبريالية الأمريكية؟ فصاح: كنت ولم أزل وسأظل! أليس هذا هو النفاق بعينه؟؟
يجب أن تدركوا حقيقة مواقف حكوماتكم… هي تعيش كالديدان على جثثكم!

إقرأ أيضاً: الاسلاموية والطائفية والخروج من الزمن
…..
تذكروا لن تقوم لكم قائمة، وستظل تلك الحروب تحصدكم، أقولها بألم يمزق أحشائي ويحطمني، مالم توقفوا تلك الخسارات، وتعلنوا استسلامكم وطهارتكم من كل رجس لكره أو حقد… لا تدعوا حكوماتكم تبيعكم وطنيات وتنافق كي تركب على ظهوركم!
لا شيء يصالحكم مع العالم كله إلا ثقافة نظيفة من كل حقد وكراهية! أعتى أنواع الخلافات السياسية كانت بين أمريكا والإتحاد السوفياتي، وكانت الحرب الباردة بينهما ـ ومازالت ـ الأشد وطيسا، ولكن لم تخطط “الإمبريالية” الأمريكية، ولا “الإمبريالية” السوفياتية لحروب أهلية تحصد شعوب كل منهما.. لماذا؟ لأن كل منهما يعرف أن الشعوب بريئة من الأحقاد ضد بعضها لبعض، ولأن تلك الشعوب تدرك أن الخلافات سياسية وليس دينية محقونة في جيناتهم منذ نعومة أظفارهم! كما تملك أمريكا وروسيا مصالح متضاربة في العالم العربي والإسلامي، تملك مصالحا متضاربة في الهند ودول شرق آسيا وشرق اوروبا،
وفي كل أنحاء العالم، حتى على سطح المريخ… لكن موقفهما يختلف، والإختلاف كامن في طبيعة الثقافة الاسلامية التي تشكل خطرا على العالم كلها، بالإضافة إلى خطرها على أتباعها! مهما اختفلت أمريكا وروسيا هما متفقتان على طبيعة وخطورة التعاليم الإسلامية ومتفقتان على ضرورة وضع حد لها.

إقرأ أيضاً: من هو الداعية الاسلامي «تشوردي» الذي اعتقله الأمن البريطاني؟

…..
قائد سابق للبحرية الأمريكية، وواحد من أكبر العسكريين في تاريخ أمريكا، قال في كلمته في المؤتمر: لم تعد تنطلي عليّ كذبة وجود اسلام معتدل واسلام راديكالي، الإسلام راديكالي. بينما قال جان بوتن، سفير أمريكا السابق في الأمم المتحدة في كلمته: الإرهاب الإسلامي لا يهدد العالم وحسب، بل يهدد الإسلام نفسه! يبدو أنه قالها على حد المثل الإنكليزي الذي يقول: اللسان البذيء يعض نفسه!
…….
الامبريالية الأمريكية لا تختلف عن زميلتها الإمبريالية الستالينية والبوتينية… وطالما هناك مبرر لهرسكم لن تتوانى أية امبريالية عن فعل ذلك. إذ من حق أية دولة أن تحمي حضارتها وشعبها من أحقاد شعب آخر، والبادئ أظلم! عندما قال لكم القرآن: قاتلوا….حتى يأتوا الجزية عن يد وهم صاغرون… وعندما قال يعذبهم الله بأيديكم…..ويشف صدور قوم مؤمنين، لم يكن هناك أمريكا ولا روسيا! عندما يقولون لكم، الحرب ليست ضد الإسلام، لا تصدقوا.. هي ضده، وستبقى مشتعلة حتى يتحرر العالم الإسلامي من كل تعليم حاقد فيه!
************
اشهدوا أنني قد بلّغت…..

(مفكر حر)

السابق
مشاعات برج رحّال طارت…برعاية النائب والمقاول ورئيس البلدية!
التالي
قهوجي: اتخذنا القرار بالقضاء على المجموعات الارهابية في مخيم عين الحلوة