من هو الداعية الاسلامي «تشوردي» الذي اعتقله الأمن البريطاني؟

يبدو أن الدول الأوروبية إتخدت قرار التصعيد بوجه المسلمين المتطرفين الذين يعيشون في بلدانها عبر تكثيف الإجراءات القانونية لتكبيل تحركات بعض الشخصيات الإسلامية المؤثرة التي تحض على العنف.

اعتقلت السلطات البريطانية الداعية الإسلامي أنجم تشوردي بتهمة دعوة المسلمين لدعم تنظيم الدولة الإسلامية الارهابي، ويستعد القضاء البريطاني لتقديم أدلة تؤكد تورط تشوردي بملف دعم المنظمات الإرهابية وقد تصل عقوبة سجنه إلى عشر سنوات.

منذ ما يقارب العقد ونصف، أسس تشودري مجموعة “المهاجرون” بالتعاون مع الداعية الإسلامي اللبناني الشيخ عمر بكري فستق، وتشير الإتهامات الموجهة له من قبل القضاء الانكليزي إلى إمكانية ضلوعه بعملية تجنيد لـ850 بريطانيا مسلما خرجوا من البلاد وإنضموا إلى تنظيم داعش للقتال في سوريا والعراق وليبيا. وأشارت المحكمة الى علاقة تنظيمية سرية يعود تاريخها لعام 2014 تجمع الداعية تشوردي مع تنظيم الدولة.

وعرضت قناة CNN الأميركية تسجيلا صوتيا حصريا يعود لمقابلة أجرتها مع الشاب أبو رميثا قبيل فترة وجيزة من إنضمامه لداعش. ويظهر التسجيل مدى تأثره بأفكار تشوردي. ويتحدث الشاب في التسجيل عن أمنيته بأن يعتنق من يحيط به الدين الإسلامي.

وناقشت القناة تفاصيل التسجيل مع شقيقة ابو رميثة، فعبرت الأخيرة عن حزنها لما حل بشقيقها وعن أسفها لتجرده من هويته الإنسانية بعد ان كان شاباً صالحاً ومبدعاً.

ويحسب التقارير الإستخباراتية الغربية إستطاع التنظيم والمنظمات الجهادية الاخرى تجنيد مئات الشبان الأوروبيين عبر وسطائهم المنتشرين في فرنسا وبلجيكا وألمانيا وبريطانيا.

أنجم تشوردي

ومعروف عن تشودري عداءه للنظام البريطاني، بحيث دعا أكثر من مرة للإحتجاج عليه متهماً إياه بقمع المسلمين وتكبيل حرياتهم والتطاول على الرموز الإسلامية ولم يتوانى تشودري عن الدعوة العلنية بهدف إسقاط النظام البريطاني وإستبداله بآخر يلبي تطلعات الشباب المسلم هناك.

وتنتشر الكثير من المناظرات التلفزيونية تجمع تشودري بخصومه. ففي إحد المناظرات على قناة CNN يسأله المذيع «هل لك أن تدين ذبح الجندي الأميركي جيم فولي على يد عنصر من داعش؟» فأجاب تشودري «إن عمل قطع الرأس إرهابي وبهذه الطريقة فإن داعش تريد تدمير صورة المسلمين». إلا أن طبيعة الجواب لم يرق للمذيع فأعاد طرح السؤال مرة اخرى عليه، فكانت إجابة تشودري الثانية «كيف لك أن تطلب من مسلم أن يدين عمل مثل هذا في الوقت الذي يوافق فيه الأميركيون والأوروبيون على قتل الاف المسلمين في الدول الإسلامية». وفي السابق استدعت المحكمة تشوردي للمثول أمامها بأكثر من تهمة عن محاولتها لتشكيل تجمعات متطرفة تستهدف إستقرار المجتمع البريطاني.

في السابق وجهت المحكمة البريطانية أصابع الإتهام لتشودري بتحريض الشابين مايكل ادبالو ومايكل ادبالهو على قتل جندي بريطاني بواسطة الساطور في ثكنة عسكرية تابعة للجيش إلا ان تشودري نفى الإتهامات وإستنكر الجريمة.

ومن بين الشيوخ الإسلاميين المشهورين لدى الأوساط الرديكالية في أوروبا، الشيخ محمد رحمن والمعتقل السابق لدى السلطات اللبنانية الداعية عمر بكري فستق والذي لم يخفِ يوماً علاقاته القوية بالمجموعات الجهادية التي تقاتل حالياً في سوريا والعراق.

إقرأ أيضاً: الإسلاموفوبيا: هذا ما يريده تنظيم «الدولة الإسلامية»

كذلك، اثارت التظاهرات التي يقيمها تشودري حفيظة الساسة البريطانيين فقد شهدت المظاهرات التي كان ينظمها مع مجموعة إسلاميين بريطانيين مشادات كلامية مع المجموعات البريطانية اليمينية المتطرفة والمطالبة دائماً بتطهير بريطانية من المسلمين.

لا يمكن تجاهل الأزمة التي تعيشها الدول العربية والدول الأوروبية من الخطاب الإسلامي المتشدد من جهة ولا يمكن غض الطرف عن العدائية المتنامية داخل المجتمعات الأوروبية ضد الإسلام والتي يقع ضحيتها في أكثر الأحيان اللاجئين الهاربيين من مكينة الحرب الهمجية.

وتتبى عدة منظمات يمينية ومن ضمنها «باغيدا» الخطاب العنصري المعادي للإسلام، ويسعون دائماً لتنظيم تظاهرات مضادة بالتزامن مع التظاهرات التي يدعو إليها المسلمين. ونجحت المنظمات اليمينية المتطرفة من إستغلال تصريحات المتشددين إسلامياً للترويج لخطاب الإسلاموفوبي.

إقرأ أيضاً: الإسلاموفوبيا مرض عربي أيضاً

منذ حرب العراق وأفغانستان والسلطات الأوروبية تخوض حرباً ضد دعاة الإسلام وهو ما دفعها أحياناً إلى إغلاق اكثر من مسجد في أوروبا بعد إتهام أئمتها بإستغلال الشبان ونشر أفكار معادية للدول الاوروبية وللمسيحيين واليهود خصوصاً.

وتشير التقارير الأميركية في السنة الاخيرة إلى تضخم أعداد المجاهدين القادمين بشكل خطير من الدول الأوروبية، والتأثير القوي للحرب السورية على المتشددين عبر تحفيزهم للتوجه نحو الشرق الاوسط للقتال ومن بين أؤلئك المجاهدين بعض أتباع تشودري.

ومن بين أصدقائه الذين نفذوا عملية إنتحارية في سوريا، عبد الوحيد مجيد وهو أول انتحاري بريطاني دخل إلى سوريا عبر تركيا وقام بتفجير شاحنته أمام سجن حلب المركزي.

السابق
المتحدث باسم «فيلق الرحمن» لـ «جنوبية»: هذا هو تكتيك فصائل الغوطة لتدمير حصون الأسد
التالي
بالفيديو سري الدين لـ«جنوبية»:«الجديد» انحازت لوهاب وهذا نص الحوار عن تهمة العمالة لإسرائيل