الإعلام العربي والغربي يرثي «الحلم الكردي»…

بعد بدء عملية "درع الفرات" المفاجئة صباح أمس، اشتعلت الصحف المحلية والدولية بالتحليلات والتوقعات عن مستقبل التدخل العسكري التركي الذي سيحدّ من حلم الأكراد بقيام كيان مستقل بدعم أميركي.

ليلة أمس انشغلت الصحف المحلية والعالمية بنقل تفاصيل عملية درع الفرات التركية داخل الأراضي السورية، ضد معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة جرابلس وضد قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب، اللذين يسعيان إلى ربط مدينة عفرين بمنقطة عين عرب مروراً بجرابلس، وخرجت الكثير من التحليلات السياسية والعسكرية للتعقيب على تأثير المعركة التي أعلنتها تركيا بوجه أعدائها.

جل تصريحات القيادات التركية وأغلب التحليلات أشارت إلى أن الهدف الاساسي من العملية هم الأكراد في الدرجة الأولى وداعش في الدرجة الثانية، وأن الموقف الاميركي من توغل القوات التركية في سوريا يأتي ليسد الفراغ المتنامي في علاقات البلدين الدبلوماسية.

في مقال لصحيفة “النهار” اللبنانية حمل عنوان “درع الفرات التركية تقلب التوازنات في شمال سوريا”، ذكر فيه أن العملية إنطلقت بعدما حققوا الأكراد مكاسب واسعة في شمال سوريا التي تعزز فرص نشوء نظامهم الفدرالي.

وذكرت الصحيفة أن “الدخول التركي يشكل أوسع تدخل لدول عضو في حلف الناتو”. وتساءل التقرير عن “موقف أميركا من الإصطدام المحتمل بين القوات التركية والقوات الكردية”.

اقرأ أيضاً: التدخل التركي يستدعي مجابهة حتمية بين الأكراد والعرب

ورأى قاسم عزالدين في مقال نشر له على موقع الميادين حمل عنوان “أبعاد التدخل التركي بغطاء واشنطن” ركز فيه على رهان تركيا في حصول قطيعة بين الدولة السورية ووحدات حماية الشعب. وقال الكاتب أن دلالات المعركة أبعد من جرابلس وتصب أهميتها في تغطية التحالف الدولي بقيادة واشنطن للعمليات.

جرابلس

بدورها ركزت صحيفة “ديرشبيغل” الألمانية على الإتفاق الأميركي – التركي القاضي بإنسحاب قوات سوريا الديمقراطية إلى شرق الفرات، وتحذير جون بايدن للاكراد في حال لم ينفذوا أوامر أميركا فإن هذا سيؤثر سلباً على الدعم الأميركي لهم.في المقابل نقلت وكالة “رويترز” خبر من مصدر في وزارة الخارجية التركية يؤكد إنسحاب قوات سوريا الديمقراطية إلى شرق نهر الفرات.

كذلك تحدث معهد واشنطن عن إستراتيجية الأكراد في التوسع في شمال سوريا التي كانت على حساب إنجازاتهم العسكرية ضد داعش، ورأى أن ما حصل عليه الأكراد من أراض رغم صغر حجمها غير أنها تعد نقاط إستراتيجية وحساسة. وأشار المقال إلى أن العائلات العربية الموجودة في منبج المحررة على يد قسد في السابق تعود لأصول كردية. وذكر الكاتب محاولات حزب الإتحاد الديمقراطي الذي يترأسه صالح مسلم تكثيف دمج الاكراد بالعرب وإقناع العرب الإنضواء في مشروع الفيدرالية.

كبير المحللين في قناة CNN تيم ليستر رأى أن تركيا تعلم تماماً مدى الضعف الذي حل بداعش بعد الضربات التي تلقاها في منبج على يد قسد وفرار عدد من مقاتليه ومع الغزو التركي سيشهد التنظيم المزيد في الإضطراب في إتصالاته وإمداداته وأشار ليستر إلى أن معارك الجيش التركي في شمال سوريا تأتي في صالح الجيش التركي بعد تهاوي معنوياته بسبب الإنقلاب الفاشل وسيحصد ثمار العمليات رجب طيب أردوغان وأتباعه.

أما وكالة الأناضول التركية فعنونت تقريرها بـ«البيت الأبيض درع الفرات التركية مثال على دعم أنقرة لمكافحة داعش» وتناول التقرير ما جاء على لسان الناطق بإسم البيت الأبيض جوش أرنست بان دخول تركيا إلى سوريا يؤكد جهود انقرة في مكافحة الإرهاب. وشدد أرنست على حساسية الوضع في المنطقة المحاذية لتركيا مشدداً على الدور الكردي في مكافحة الإرهاب وعلى إستمرار العلاقة الأميركية – التركية بقوة.

من جهة الأكراد نقلت الوكالة الكردية XEBER24 تصريح رئيس حزب الإتحاد الديمقراطي صالح مسلم الذي قال فيه أن تركيا ستغرق في سوريا كما غرق داعش ورد أردوغان على تصعيد مسلم بالقول «من يريد مشاريع تقسيمية في سوريا عليهم أن يفكروا ماذا سيحل بهم». وتعتمد الوكالة لفظ إسلاميي الفرات بإشارة إلى المتطرفين المنضوين في صفوف الجيش السوري الحر.

اقرأ أيضاً: جرابلس تشعل مجدّدا فتيل الصراع بين الاتراك والاكراد

وأعلنت وزارة الخارجية الاميركية أنها تنتظر من الاكراد تسليم الاراضي التي حرروها في الأسابيع الماضية إلى السكان المحليين.

السابق
المياومون يتجمعون امام مكتب المدير العام للمؤسسة
التالي
من «مضايا» إلى «حلب».. «التنكيل الشرعي» غبّ الطلب