دولة الرقّة – الموصل – الأكراد مسؤولية إيران وروسيا؟

التهديد الأميركي بتوفير غطاء جوّي للحلفاء الأكراد لمواجهة الغارات الجوية السورية قد يكون مقدمة لاتخاذ واشنطن قرارا بحماية “المستشفيات والمراكز المدنية”، في رأي الخبراء والمتابعين الأميركيين أنفسهم. وذلك تصعيد مهمّ وحصوله مسألة وقت. ويبدو استناداً إليهم، أن إعلان المرشحة الرئاسية الديموقراطية كلينتون اعتزامها القيام بالمشار إليه أعلاه جعل الرئيس أوباما يفكّر فيه انطلاقاً من مقولة: كفى يعني كفى. والمعلومات المتوافرة لديهم بعد التطورات الأخيرة داخل سوريا التي ساهمت فيها روسيا وإيران تشير الى جملة أمور أبرزها الآتي:
1 – كادت أن تقع المواجهة الجويّة بين الطيرانيْن الحربييْن الأميركي والسوري في أجواء الرقّة بعدما حلّقت طائرات الثاني فيها. إذ أنذرها الأميركيون بالضرب فانسحبت على الفور خلافاً لما قالته دمشق وكان ذلك أنذاراً للأسد.
2 – الإدارة الأميركية تعرف الوضع في سوريا والمنطقة ومستعدة لكل التحديات. وهي مقتنعة بأن الأسد وحلفاءه لم يحققوا إنجازاً استراتيجياً حتى الآن، وبأنهم إذا تجاوزوا خطوطها الحمر بضرب حلفائها الأكراد والعرب سيواجهون مفاجأة غير سارة.
3 – إذا كان الروس لا يريدون التفاوض لإنهاء الحرب مع رحيل الأسد، واذا كان نظام العراق الإيراني لا يريد أن يمثّل كل مكونات البلاد، فلن يكون أمام أميركا سوى خيار وحيد هو تأسيس “دولة للأكراد والعرب السنّة في الموصل والرقّة تمتد غرباً. وبذلك يؤسّس الأسد “دولته” الصغيرة وتستطيع إيران أن تسيطر على جنوب العراق.
4 – تراقب أميركا ومن قرب الروس والصينيين. فهم في نظرها تهديد وجودي لها. لكنها لا تريد حرباً مع روسيا على سوريا أو بسببها. أما الايرانيون فإنها تعتبرهم تهديداً محلياً، لكن تمدّدهم الكبير غير المدروس جعلهم وسيجعلهم دائماً عاجزين عن القيام بالكثير من دون موسكو التي لولاها لكانت التنظيمات الاسلامية المتطرفة جداً هزمتهم ومعهم نظام الأسد و”حزب الله”. طبعاً، يقول الخبراء والمتابعون أنفسهم، هناك خيبة أمل في العالم العربي من أميركا، لكن جزءاً من المشكلة الحالية هي أن الأول لم يفعل شيئاً لمساعدة أميركا. فمصر واقفة على “السياج” أي على الحدود، والسعودية متروكة في حرب داخل اليمن لا يبدو أنها ستنهيها رغم استمرار واشنطن في دعمها بالسلاح والذخائر والمعلومات الاستخبارية.

اقرا ايضًا: حزب الله والدولة: يريد الحكم بلا مسؤولية… وشريكاً مستحيلاً

ما هي المواقف الأساسية أو بالأحرى القواعد لسياسة أوباما منذ دخوله البيت الأبيض؟

معظمها معروف، يجيب هؤلاء. لكن إيرادها الآن بمعظمها مفيد لكي يعرف المعنيون سياسة أميركا بعيداً من الأوهام والأحلام. وهي الآتية:

1 – أوضح أوباما قبل انتخابه رئيساً اعتزامه تخفيف دور أميركا في الشرق الأوسط مع المحافظة عليه، وسحب جيشها من العراق وأفغانستان. وهو أخفق ولكن ليس كلياً. إذ ترك وراءه مدرِّبين ورجال استخبارات بأعداد صغيرة.
2 – رفض إرسال جنوده الى “الأذى” إلا في حال الضرورة القصوى. لكنه قرّر الدفاع عن “مجلس التعاون الخليجي”.
3 – أدرك منذ البداية أن ما يجري في المنطقة حرب مغطاة أو غير معلنة بين السنّة بقيادة السعودية وتركيا والشيعة بقيادة إيران، وأن إرسال قوات أميركية إليها يعني الاصطفاف مع جهة ضد الأخرى. وهذا أمر رفض التورّط فيه. وكان على الحلفاء السنّة لأميركا تقرير التحرّك المناسب كي تقوم بدعمهم.
4 – عارض استعمال القوة العسكرية الأميركية لإزاحة الأسد لمعرفته أن ذلك سيتسبب بمجازر تستهدف في معظمها العلويين، وأراد حلاً سياسياً.
5 – عرف أن غالبية الأميركيين ضد التورّط العسكري في المنطقة.
6 – عرف لاحقاً أن إرسال قواته بكثرة لتحرير المناطق المحتلة من “داعش” وأمثاله يعني احتلالاً يمكن أن يولّد انتفاضة كما حصل في العراق.
7 – أعطى الأولوية للمفاوضات النووية مع إيران وأمل بعد فوز روحاني بالرئاسة أن مقاربتها لأهدافها الإقليمية ستكون أكثر تعقّلاً، لكن أمله خاب.
8 – قرر رغم انتقادات نواب وشيوخ الكونغرس التخلّص من “الكيماوي السوري” بالتفاوض لأن ذلك أكثر جدوى من قصف بضعة مراكز عسكرية.
9 – أمل أوباما في أن يعي الروس أن وقف النار في سوريا كلّها لا يمكن التفاوض حوله مع الأسد المستمر على رأس السلطة، لكنهم خيّبوا أمله.

(النهار)

السابق
نقل عائلة من 5اشخاص الى مركز اليوسف الاستشفائي في حلبا لاصابتهم بتسمم غذائي
التالي
جنبلاط عن مقاطعة جلسة الخميس: لا تنام بين القبور ولا تشوف منامات وحشة