التطرّف في ألمانيا يستشري ضدّ المسلمين…وميركل استسلمت

بعد الإجراءات الفرنسية بمنع النقاب وإحالة القضاء البريطاني للداعية الاسلامي "أنجم تشودري" للمحاكمة بتهمة دعم الإرهاب، ها هي ألمانيا تتوجه لاتخاذ إجراءات بمنع ارتداء النساء المسلمات للنقاب على أراضيها.

الشهر الماضي، قال توماس روبنسن وهو من أشد المتطرفين لأصوله البريطانية وزعيم «الرابطة البريطانية» وعضو في جماعة pegida المعادية للإسلام واللاجئين أنه «يجب نزع الظواهر الإسلامية في بريطانية قبل فوات الآوان».

وبحلول عام 2015 تحدث الإتحاد الأوروبي عن إستقبال  لما يقارب المليون ونصف لاجىء من جنسيات مختلفة ويشكل المسلمون 90% منهم.

وما هو ظاهر ان أمثال توماس روبنسون قرروا مضاعفة إزعاجهم ضد الحكومات الأوروبية عبر العزف على وتر “التهديدات المتنامية على أمن وأمان مجتمعاتهم” في حال استمرت دولهم بفتح أبوابهم أمام اللاجئين المسلمين.

ومن المرجح أن يتطور الصراع بين اليمين المتطرف في أوروبا والمسلمين على ضوء التصعيد الذي قامت به فرنسا بوجه المحجبات، وما قاله رئيس حكومة فرنسا مانويل فالس حين إعتبر أن البوركيني جزء من المشروع الإسلامي السياسي في فرنسا.

عام 2011 أعلن الرئيس الألماني هورست كوهللر عن قلة أعداد المنقبات في ألمانيا، وبالتالي، لا ضرورة إذاً للحديث عن تهديد الإسلام لكيان ألمانيا».

ولكن مع إستقبال المستشارة الألمانية أنجلا ميركل لمئات آلاف اللاجئين المسلمين تضاعف فشل ميركل في شد عصب الثقة مع جزء من شعبها المتخوّف من تكاثر المسلمين الاجانب بينهم. وهو ما دفع الامس بوزير الداخلية الألماني للقول ان ميركل وافقت على الإجراءات القانونية التي تلزم المرأة المنقبة كشف وجهها امام الناس حرصاً على أمن المجتمع الإلماني، وقد إكتسبت خطوة ميركل مباركة ودعم «التحالف المسيحي الإجتماعي الألماني».

يوجد العديد من المنظمات المتطرفة التي تساند بيغيدا في نشاطها الإستنكاري ضد الإسلام واللاجئين وضد سياسة ميركيل وتأتي أبرز مطالبهم؛ إغلاق الحدود وتشديد الإجراءات القانونية على الذين منحوا إقامات محدودة وطرد الوافدين الجدد.

وتعد مجموعة «نحن لبرلين نحن لألمانيا» الأخطر، نظراً إلى ما يحمله أفرادها من حنين للنازية، وقد طالبت المجموعة مرات عديدة من أنغيلا ميركل الرحيل عن سدة الحكم.

وقد جاء على لسان إحد أعضائها أن «ميركل لم تعد تهتم بشعبها، لقد جاءت بآلاف الأشخاص من مختلف الالوان والجنسيات والأعراق بحيث جعلت أبواب ألمانيا مشرّعة أمام الغرباء ومن بينهم الإرهابيين بعد أن بات بإمكانهم المجيء إلى ألمانيا بدون أوراق ثبوتية».

إن إلمانيا هي مركز الثقل لحركة بيغيدا حالياً، وتتحرك داخل ألمانيا جماعات محظورة لما تشكله من خطر على أمن المجتمع الألماني كـ«النازيين الجدد» و«حركة أشبال الرايخ» التي تمكّن أعضاؤهما من منع المغني كونستانتين فيكر من إقامة حفله الغناء في مقاطعة هالبرشتادت بسبب نشاطاته الإنسانية المعادية المعادية للنازية والمذكرة بأفعال هتلر المشينة.

إقأ أيضًا: الإسلاموفوبيا: هذا ما يريده تنظيم «الدولة الإسلامية»

عام 2014 لم تستقطب تحركات ودعوات التظاهر والإعتصام التي أطلقتها منظمة بيغيدا في ألمانيا سوى أعداد قليلة من الألمان. لقد كانت المنظمة في أوائل عمرها، اما اليوم فهي تستقطب عشرات الآلاف من المتشدّدين المنضوين تحت لواءها ويحملون ذات الأفكار التي تتبناها المنظمة.

الهجرة

كذلك إستطاعت الحركة المتطرفة إستنساخ نماذج لها والتسلل إلى بريطانية عبر شبكات اليمين السياسي الأوروبي والتحالف مع الهوليكانز هناك. ومنذ شهرين دفع جزء من شعب المملكة إلى فرض الإنفصال عن الإتحاد الأوروبي، وأشارت التقارير أن أغلب الذين وافقوا على خروج بريطانيا من المجموعة الأوروبية لديهم نزعات قومية وعداء مستتر لحكومة ديفيد كاميرون السابقة التي تهاونت في معالجة ازمة اللاجئين المسلمين.

بريطانياً، يستعد القضاء إلى إبراز ملف كامل عن علاقة الداعية الإسلامي أمجد تشودري بالمجموعات الجهادية المقاتلة على الأراضي السورية والعراقية والليبية، ومحاكمته في تهمة تجنيد عشرات الشبان البريطانيين في صفوف داعش. وهددت منظمة بيغيدا في المانيا وبريطانيا، أنه في حال أخليَّ سبيل تشودري سيكون لها رد فعل عبر أعمال ضغط تصعيدية مختلفة تماماً عن تحركاتها السابقة.

إقرأ أيضًا: النازية والتطرف ومحاكاة انفجار اللجوء والإرهاب

في حين انه لدى المانيا تخوف مزدوج من تنامي قدرات الإسلام السياسي وإزدياد تطرف بعض مواطنيها في معاداة المسلمين واللاجئين الذي أدجّى لبروز الوجه الجديد للنازيين والمنادين بضرورة إسترجاع الحس القومي الألماني.

لقد سجل الكثير من حالات وقوع مناوشات ومشادات كلامية بين المعادين للإسلام وللاجئين من جهة، وبين مجموعات مرحبة باللاجئين التي تضمّ داعاة السلام من جهة اخرى، ورغم المساحة الواسعة التي يفردها االدستور الألماني للحديث عن الحرية الفردية، إلا أنه وبعد خضوع ميركل لضغوط المتطرفين ومنعها للنقاب، فان معركة ألمانيا بوجه شتى أنواع التطرف المقيم منها أو اللاجىء ما زالت بأوّلها وتنذر بالأسوأ.

 

السابق
الشرق الأوسط: معلومات عن مخطط إيراني لاغتيال السفير السعودي في العراق
التالي
رويترز: ارتفاع محصلة تفجير غازي عنتاب بتركيا الى 50 قتيلا