السوريون يعرفون أنّ نظام الأسد انتهى وتوقع عملاً في دمشق

ماذا بعد كسر الحصار عن حلب؟ وكيف هي الصورة الحقيقية للواقع الميداني؟ هل من تخوّف من استهداف المدنيين الذين يقيمون في مناطق نفوذ نظام الاسد؟ وكيف ستتعامل فصائل المعارضة مع كلّ هذه الوقائع.. أسئلة يجيب عليها وائل الخالدي مستشار شباب الحراك الثوري السوري.

الهدوء الحذر هو سيد الموقف خلال يوم الاربعاء (10 آب) مع تأكيد الفصائل في بياناتها أنّ المعركة مستمرة، في هذا السياق اشتعلت جبهة الغوطة وتمكن جيش الاسلام من تكبيد النظام السوري وحلفائه خسائر بشرية ومادية بحسب ما اكدت ل”جنوبية” مصادر جيش الاسلام .

في سياق أخر، حاولت صحيفة التايمز الاميركية أمس توظيف الانتصار على أنّه تشريع لجبهة فتح الشام بعد انفصالها عن القاعدة، فيما دعتع الأمم المتحدة لوقف فوري لإطلاق النار.

فكيف هو واقع حلب؟ وما انعكاسها على الغوطة وسائر البلدات السورية؟

مستشار شباب الحراك الثوري السوري وائل الخالدي قال لـ”جنوبية” معلقاً على محاولة بعض وسائل الإعلام ربط اسم المعركة التي أطلقت تحت عنوان جيش الفتح بجبهة فتح الشام، هو بهدف التخفيف من وهج الانتصارات التي أضرت بالمصالح الروسية والأمريكية”.

وفيما يتعلق بالفصائل المشاركة ومستوى التنسيق وامكانية استمراره، اكد ” أنّ العناصر المشاركة في المعارك عامة وشعبية وليست فصائل فقط، ولم يتخلّف إلاّ فصائل صورية ليس لها أيّ ثقل واقعي وغير معروفة”.

واضافً”نتمنى أن يقدّر قادة الفصائل أن الشعب اجتمع حولهم ﻷنّهم اجتمعوا على مشروع واحد يخدم البلد والناس، ومن الطبيعي أن يتفرق الناس عنهم إذا تفرقوا وبحثوا عن حكم الناس بدل البحث عن خدمتهم”.

وائل الخالدي

وعن التناقض بين إعلام النظام الأسدي الذي يؤكد إعادة إحكام الطوق على حلب، وإعلام الثوار المؤكد لكسره، أوضح الخالدي أنّ “الحصار موجود حالياً بالقصف الجوي فقط، ولكنه قصف مرهق ولا يمكن أن يستمروفيه ثغرات كثيرة، وقد وصل الكثير من المساعدات لأهلنا في حلب، أما ميدانياً فالسيطرة الكاملة للثوار، ويخيّم على المدينة فرح بالنصر وبفك الحصار، وأمل باستمرار التحرير وطرد جميع عصابات الشبيحة”.

أما فيما يتعلق بالموالين للنظام الأسدي وإن كان هناك تخوف من غدرهم، لفت أنّه ” يحصل دائماً أنّه يوجد ضعاف نفوس يبلغون عن المواقع للطيران، و يتمّ التعامل معهم من قبل الثوار بحسب الحالة، فليس مجرد التخابر يتم التعامل معه كجريمة، إنما من يثبت قيامه بالتبليغ عن مواقع تؤدي لقتل مدنيين فإنّه يحاكم ميدانياً فوراً لكي لا يضرّ أكثر بأرواح الناس”.

وتابع أنّ” الإعلان من قبل جيش الفتح والذي توجه فيه الى جميع المدنيين المقيمين في مناطق تحت سيطرة النظام، كان له صدى ايجابياً جدا ًهناك بحسب تواصلنا المباشر مع الناس والذين لا يخفون قلقهم إنما هم أكثر الناس معرفة أنّ النظام قد انتهى وأنه يتصرف بجنون وأن الثوار هم مخرجهم الوحيد من هذا الجنون، أما من هم تحت سيطرة الثوار ويتواصلون مع النظام فهذا شأن آخر يتم التعامل معه بحسبه”.

إقرأ ايضاً: الأمم المتحدة صمتت حين حصار حلب نطقت بعد كسره ودعت لوقف النار

وأكدّ الخالدي “النظام خسر الحاضنة العسكرية لمدينة حلب وأهم مخازن السلاح التي استمر طويلاً بتخزينها، ولن يستطيع لملمة وضعه الداخلي خاصة في ظلّ هزيمة نفسسة عنيفة في صفوف مقاتليه، وتراشق وخلافات علنية بين النظام وحزب الله وباقي فصائل الشبيحة، وصلت إلى حد رفض مجموعة عراقية (اليوم)الاربعاء في ريف حمص التوجه الى حلب، فمنع عنهم النظام الطعام والشراب ممّا دفعهم لبيع بعض الأسلحة والذخائر لفصائل الجيش الحر هناك لكي يشتروا الطعام”.

حلب

وأضاف موضحاً “هذا الخلاف مهما خبأه النظام فالثوار يسمعونه على اللاسلكيات ويعوون تماماً كم هم قد اقتربوا من النصر”.

وتابع في سياق انعكاس زيارة أردوغان لبوتين على الملف السوري معلقاً ” أبدأ من حيث انتهى الرئيس أردوغان بالتصريح حول سوريا إذ قال “حل مرضي لجميع الأطراف” وبالطبع فإن هذا لا يعني توافقاً بينهم وانتصاراً كاملاً للشعب السوري إنّما ولا شك هو هزيمة كاملة للمشروع الطائفي الايراني، إذ مهما كانت نتائج الاجتماع فهي لم تمر إلا عبر رؤوس الإيرانيين وحزب الله”.

إقرأ أيضاً: قنابل الفوسفور محرقة روسيا في حلب

وبالانتقال لتحرك الغوطة وإمكانية أن تشهد بلدات أخرى تحركات ثورية مشابهة، اعتبر الخالدي أنّ ” تحرك الغوطة ما زال ناقصاً ونحتاج لتوجيه البوصلة باتجاه دمشق وليس باتجاه مرج السلطان المعاكس لدمشق، إنّما ولا شك أن الظروف مختلفة في الغوطة والهجمة الثورية هناك لا تحتاج إلا لقرار جريء لم يتم اتخاذه بعد للأسف”.

مؤكداً “نتوقع تحركات وعمليات عسكرية داخل دمشق ومحيطها على صدى انتصارات حلب، ستشتد مع اشتداد الانتصارات وأظن هذا تماماً ما فاجأ المجتمع الدولي وأقلقه”

السابق
بيرقدار لـ«جنوبية»: الغوطة عائق أمام «سوريا المفيدة» والمعركة لفتح خطوط الإمداد
التالي
حلب:نكسة روسية..إيرانية