استعدادات ميدانية لمعركة طاحنة وفاصلة في حلب…

يحشد جيش النظام السوري وحلفاؤه وعلى رأسهم حزب الله ألافا من العسكريين والأنصار في حلب، مقابل تعزيزات أرسلتها الفصائل المعارضة والمقاتلة تضم المئات من المقاتلين مع عتادهم الى المدينة وريفها، وذلك استعداداً لمعركة "طاحنة وفاصلة"، ستقرر نهائيا مصير المدينة.

وتأتي هذه التعزيزات بعد إعلان الطرفين استعدادهما لمعركة كبيرة مرتقبة، بعدما حققت الفصائل المقاتلة تقدماً السبت 6 /آب 2016 في جنوب غرب حلب. وتمكنت إثر ذلك من فك الحصار عن الأحياء الشرقية، كما قطعت طريق إمداد رئيسية لقوات النظام إلى الأحياء الغربية في حلب. كما تمكنت فصائل المعارضة من السيطرة على الكليات العسكرية، وعلى الجزء الأكبر من حي الراموسة المحاذي لها، والذي تمر منه طريق الإمداد الوحيدة إلى الأحياء الغربية.

مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن قال في تصريحات لوكالة فرانس برس إن “كلا الطرفين يحشدان المقاتلين تمهيداً لجولة جديدة من معركة حلب الكبرى”، مشدداً على أن “معركة حلب باتت مصيرية للمقاتلين وداعميهم”.

وأوضح أن “قوات النظام والمجموعات المسلحة الموالية لها أرسلت تعزيزات بالعديد والعتاد إلى مدينة حلب وريفها الجنوبي”.

وذكر أن “نحو ألفي عنصر من المقاتلين الموالين لقوات النظام -سوريين وعراقيين وإيرانيين ومن حزب الله اللبناني- وصلوا تباعاً منذ يوم أمس الى حلب عبر طريق الكاستيلو (شمال المدينة) قادمين من وسط سوريا”.

حلب

وأكد مصدر أمني سوري لفرانس برس الإثنين أن “القوات استوعبت الصدمة وجلبت تعزيزات وثبتت مواقعها بشكل حصين”، لافتاً إلى أنها “تتعامل مع الوضع المتشكل بشكل يشمل كل السيناريوهات والاحتمالات”.

كما أشارت مصادر إلى إعلان “لواء القدس الفلسطيني الذي يؤازر الجيش العربي السوري عن وصول تعزيزات كبيرة له إلى معمل الإسمنت” حيث تتركز الاشتباكات حالياً بين الطرفين.

إقرأ أيضاً: الفصائل تستعد لمعركة تحرير حلب الكبرى

بدورها، استقدمت الفصائل المعارضة والإسلامية تعزيزات عسكرية وفق المرصد.وقال عبد الرحمن إن “المئات من مقاتلي الفصائل وتحديداً من جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) ومقاتلين من تركستان يصلون تباعاً من محافظة إدلب (شمال غرب) وريف حلب الغربي إلى محيط حلب”.

وأعلن تحالف “جيش الفتح” الذي يضم جبهة “فتح الشام” وفصائل إسلامية أخرى، في بيان ليل الأحد “بداية المرحلة الجديدة لتحرير حلب كاملة“، مضيفاً “نبشر بمضاعفة أعداد من المقاتلين ليستوعبوا هذه المعركة القادمة. ولن نستكين بإذن الله حتى نرفع راية الفتح في قلعة حلب”.

ويقول الباحث المتخصص في الشؤون السورية توماس بييريه لوكالة الصحافة الفرنسية: “ليست معركة حاسمة بمعنى أنها ستحدد الفائز. وبغض النظر عن الجهة التي ستحقق الفوز، فإن الحرب لن تتوقف أبداً. إنها جولة هامة ستحدد نتائجها مسار النزاع”.

إقرأ ايضاً: أحرار الشام: روسيا تريد كسر المعارضة عسكرياً ومعركة حلب لتحرير سوريا

ويضيف: “إذا حققت الفصائل الفوز، سنكون أمام تقسيم البلاد مع نظام ممسك بالجولان ودمشق وحمص والساحل. وإذا انتصر النظام، ستنكفئ حركة التمرد إلى محافظة إدلب (شمال غرب) التي تسيطر عليها حركة أحرار الشام وفتح الشام بشكل رئيسي”، حسب رأيه.

في موازاة ذلك، تمكنت قوات النظام منذ ليل أمس حتى الفجر، من إدخال عشرات الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والمحروقات إلى مناطق سيطرتها في غرب حلب عبر طريق الكاستيلو، وفق المرصد.

ويقيم حوالي مليون و200 ألف نسمة في الأحياء الغربية تحت سيطرة النظام مقابل نحو 250 ألفاً في الأحياء الشرقية تحت سيطرة الفصائل المقاتلة.

السابق
مصدر معارض في التيار الحرّ: المعارضة تكبر وقرارات الفصل ستتزايد
التالي
معركة حلب في الميزان: قبضة أمنية في لبنان وقلق كردي