أردوغان… والعودة للّعب مع الكبار

في الفترة الأخيرة لاحظ الجميع التغير الحاد في سياسة أردوغان تجاه قضايا المنطقة، لا سيما التدخل الروسي في سوريا الذي يهدد مصالح تركيا، وسياسته الخارجية تجاه الاحتلال الإسرئيلي.

من منا لا يذكر اسقاط الطائرة الروسية من قبل قوات الدفاع الجوية التركية على الحدود مع سوريا في أواخر شهر نوفمبر من العام المنصرم، أي قبل حوالي سبعة أشهر فقط، وقد طالبت حينها موسكو رسالة اعتذار رسمية من أنقرة، ورفضت الأخيرة الاعتذار معتبرة أن القوات الجوية الروسية انتهكت الأجواء التركية، وظهر حينها أردوغان بمظهر البطل المنقذ للمسلمين وخاصة من قبل النشطاء السوريين المعارضين.

اقرأ أيضاً: تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل.. لتخفيف العداء الروسي والضغط الاميركي

في البداية قدم أردوغان اعتذار لبوتين عن تلك الحادثة، وتركيا تقوم بتعديل قواعد الاشتباك على حدودها مع سوريا مما يعطي حريّة أكثر لطائرات التحالف الدولي للقيام بطلعات جويّة، وتناقلت بعض المراكز الإعلامية أن هذا التعديل سوف يسمح للطيران الروسي بالتحليق والقصف على الحدود السورية – التركية.

أما بالنسبة لإسرائيل فلا يخفى على أحد التعاون التركي – الإسرائيلي في الأمور العسكرية والاستراتيجية وتبادل الدبلوماسيين في القرن الماضي، أما بعد وصول أردوغان إلى الحكم وأثناء قصف الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة أرسلت تركيا (أسطول الحرية) المؤسسة الإغاثية الإنسانية لمساعدة الفلسطينين في غزة، وتعرض حينها الأسطول إلى عملية نسيم البحر من قبل البحرية الإسرائيلية وتم الاعتداء عليها بالرصاص الحي على الأسطول.

بوتين ونتنياهو

بعد عملية نسيم البحر في 2010 أقدمت تركيا على طرد السفير الإسرائيلي وأعلنت قطع العلاقات مع اسرائيل، وفي 2013 قدمت إسرائيل اعتذار إلى تركيا وتعهدت بدفع تعويضات لأسر ضحايا الأسطول، واتفق بعدها نتنياهو وأردوغان على تطبيع العلاقات من جديد.

قبل عدة أيام أعلنت اسرائيل وتركيا عن عودة تطبيع العلاقات والتعاون بين البلدين وتبادل الدبلوماسيين بشكل رسمي، ولا سيما أن المناورات المشتركة بين اسرائيل وروسيا لعبت دوراً هاماً في إعادة العلاقات بين البلدان الثلاثة.

اقرأ أيضاً: إسرائيل وروسيا… أكثر من تفاهم… أقل من تحالف

ان متابعي احداث الأيام القليلة الماضية قيام أردوغان بالاعتذار من روسيا، وتقبله اعتذار من اسرائيل عن حادثة وقعت قبل ست سنوات، أن أردوغان قد أدرك أنه لا يمكن أن يتكئ على كتف أي حليف عربي، مما اضطره للعودة الى حلفائه الأقوياء متخلياً في ذلك عن كل مبادئه وشعاراته زاجاً تركيا في قلب الصراع السوري ولكن بنموذج مختلف عن ما عهدناه في الخمس سنوات السابقة.

 

السابق
هل يستجيب «ميسي» للجماهير الأرجنتينية ويعود عن اعتزاله؟
التالي
درباس لـ«جنوبية»: أوقفوا الكلام الاستهلاكي ضدّ السوريين.. السياسة ترسم في الحكومة وليس في الشارع